الصلاة على الميت وحضور دفنه والمكث عند قبره بعد دفنه 894 - عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس وإبرار المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي وإفشاء السلام متفق عليه
 
سبق لنا في رياض الصالحين لمؤلفه النووي رحمه الله عدة أبواب مفيدة وكلها تتعلق بالأحياء ثم ذكر رحمه الله في هذا الباب حكم عيادة المريض وتشييع الجنائز عيادة المريض ذهب بعض العلماء إلى أنها فرض كفاية فإذا لم يقم بها أحد فإنه يجب على من علم بحال المريض أن يعوده لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ذلك من حقوق المسلم على أخيه ولا يليق

بالمسلمين أن يعلموا أن أخاهم مريض ولا يعوده أحد منهم لأن هذا قطيعة وأي قطيعة وهذا القول هو الراجح أن عيادة المرضى فرض كفاية ومن المعلوم أن غالب المرضى يعودهم أقاربهم وأصحابهم وتحصل بذلك الكفاية لكن لو علمنا أن أحدا أجنبيا في البلد مريض وليس معروفا وقد علمت أنه لم يعده أحد فإن الواجب عليك أن تعوده لأن ذلك من حقوق المسلمين بعضهم على بعض والمستحب لمن عاد المريض أن يسأل عن حاله كيف أنت وعن عبادته كيف تتوضأ كيف تصلي وعن معاملاته هل لك حقوق على الناس أو هل للناس حقوق عليك ثم إذا قال نعم قل له أوص بما عليك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ولا تلحف عليه في المسألة ولاسيما إذا كان مرضه شديدا لأنه ربما يضجر ويتعب ولا تطل الجلوس عنده لأنه ربما يمل لأن حال المريض غير حال الصحيح فربما يمل ويحب أن تقوم عنه ليأتي إليه أهله وما أشبه ذلك ولكن إذا رأيت أن المريض مستأنس

بك ويفرح أن تبقي وأن تطيل الجلوس عنده فهذا خير ولا بأس به وهذا ربما يكون سببا في شفائه لأن من أسباب الشفاء إدخال السرور على المريض ومن أسباب دوام المرض وزيادته إدخال الغم عليه فمثلا إذا جئت مريضا وقلت له أنت اليوم أحسن من أمس حتى وإن لم يكن أحسن من جهة المرض لكن تقول أحسن من أمس لأنك زدت خيرا ما بين أمس واليوم صليت خمس صلوات استغفرت هللت كذلك زاد أجرك بالمرض وذلك حتى يدخل عليه السرور ولا تقل له أنت أمس أحسن من اليوم فذا خطأ حتى ولو كان الأمر كذلك لأنه إن لم يضر لن ينفع كذلك إذا كان المريض ممن يحب القصص وهي حق وليست كذبا قصص حقيقية ليست مكذوبة وكان ذلك مدعاة لإدخال السرور عليه فهذا أيضا طيب لأن من المهم إدخال السرور على المريض وإذا أردت أن تقوم واستأذنت تقوم أتأذن لي فإن هذا أيضا مما يسره لأنه ربما يود أن تبقي فلا يأذن لك

ثم احرص غاية الحرص على أن توجهه إلى فعل الخير في هذا المرض وقول الخير في هذا المرض فتقول قد يقدر الله المرض على الإنسان فيكون خيرا له فيتفرغ للذكر ولقراءة القرآن وما أشبه ذلك لعله ينتبه ويكون لك أجر السبب