1069 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال من سره أن يلقي الله تعالى غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادي بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد الرجل يؤتى به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف رواه مسلم وفي رواية له قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه
 
ساق المؤلف رحمه الله في باب فضل الجماعة هذا الأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هذا الأثر الذي كأنما يخرج من مشكاة النبوة كأنه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في سلاسته وحسنه ونظمه يقول رضي الله عنه من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن وكلنا يسره أن يلقى الله تعالى مسلما مؤمنا به جل وعلا فمن أراد ذلك فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن أي في المكان الذي نادى به عليهن أي المسجد وذلك لوجوب صلاة الجماعة في المسجد فلا يجوز لأحد يقدر على أن يصلي في المسجد إلا وجب عليه إذا كان من أهل

وجوب الجماعة كالرجال ثم ذكر رضي الله عنه أن الله سبحانه وتعالى شرع لنبيه صلى الله عليه وسلم سنن الهدى يعني طرق الهدى فكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو هدى ونور شرعه الله له وإنهن يعني الصلوات الخمس من سنن الهدى وصدق رضي الله عنه بل الصلوات الخمس أعظم سنن الهدى بعد الشهادتين لأن الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ثم قال لو أنكم صليتم في بيوتكم كما صلى هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم يعني لو أن كل واحد صلى في بيته كما صلى هذا المتخلف لتركنا السنة ولتعطلت المساجد ولانقطع الناس بعضهم عن بعض ولما تعارفوا ولا تآلفوا ولا حصل هذا المظهر العظيم في الدين الإسلامي ولكن من رحمة الله وحكمته أن شرع للعباد أن يصلوا جماعة كل يوم خمس مرات تلقى أخاك تسلم عليه ويسلم عليك وتقتدي معه على إمام واحد فهي نعمة عظيمة من أعظم روابط الأخوة في المودة والمحبة ثم قال ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق والمنافقون كثيرون لاسيما إذا اعتز الإسلام وقوي ما استطاع الإنسان أن يعلن كفره ولهذا لم يبرز النفاق ولم يكثر في عهده صلى الله عليه وسلم إلا حين انتصر المسلمون في غزوة بدر لما انتصر المسلمون في غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة بدأ النفاق يظهر خاف الكفار على أنفسهم فصاروا يعلنون الإسلام حتى إنهم يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم

يقولون نشهد إنك لرسول الله فيقول الله عز وجل {والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} يعني ما قالوا صدقا بل قالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قول ما يتخلف عنها إلا منافق لماذا يتخلف المنافق لأن المنافق لا يرجو ثوابا ولا يؤمن بالحساب فلا يحضرها ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم أثقل الصلوات على المنافقين العشاء والفجر لأن صلاة العشاء لا يرى فيها الذي يتخلف ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يوجد كهرباء ولا أنوار فيتخلف الإنسان ولا يدري عنه ثم إن صلاة العشاء والفجر تأتي في وقت الراحة والنوم فهي ثقيلة على المنافقين لا يأتون إليها ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ثم ذكر رضي الله عنه أن الرجل من المسلمين يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف فهو رجل مريض لا يستطيع أن يمشى وحده يهادونه يمشون به وريدا وريدا حتى يقام في النصف فيصلي مع الجماعة رضي الله عنهم وبهذه الأعمال وغيرها ملكوا مشارق الأرض ومغاربها ولما تخلفت الأمة الإسلامية واختلفت قلوبها صارت إلى ما ترون الآن أمة ذليلة على أنهم يبلغون مليارا من البشر ومع ذلك هم في أذل ما يكون من الأمم

لأنهم متفرقون بل بعضهم متعادون بل بعضهم يرى أن الآخر أشد عليه من اليهود والنصارى والعياذ بالله لأنهم متنازعون متفرقون لكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يتخلف أحد عن الجماعة حتى ولو كان مريضا يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف فلو أننا عدنا إلى ما كان الصحابة عليه لصرنا أمه عزيزة مرموقة كل يخافها وكل يصانعها وكل يتودد إليها نسأل الله أن يعيد لنا مجدنا لديننا ويعيد لنا كرامتنا إنه على كل شيء قدير

الموضوع السابق


1066 - وعنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلي المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال له هل تسمع النداء بالصلاة قال نعم قال فأجب رواه مسلم 1067 - وعن عبد الله وقيل عمرو بن قيس المعروف بابن أم مكتوم المؤذن رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع فقال رسول الله تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح فحيهلا رواه أبو داود بإسناد حسن ومعنى حيهلا تعال 1068 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم متفق عليه