رسالة الى سفيه
 


ان سفيه الزمان افترى ، و قال شططا ،و عاب من لا عيب فيه و كله عيب ،ان الكلاب تنبح عابر السبيل دونما فائدة و لو كانت عاقلة لأحكمت لسانها و لعلمت أن عابر السبيل لا يعجزه نباحها و لا يضر بلوغ غايته


ان محمدا صلى الله عليه و سلم رجل كامل لا يعيبه الا ديوث ناقص


ان محمدا صلى الله عليه و سلم نبي صادق لا يفتري عليه الا كذاب أشر


ان من خسة الأنذال سب الأموات و ليس من شيم الأحرار اذية الأحياء


فما بال سفيه الزمان يتعرض لمحمد صلى الله عليه و سلم ليستفز مشاعر المؤمنين


فليعلم الأبتر أن الأسود في عرينها لا يضرها نبح الكلاب ، و أن محمدا صلى الله عليه و سلم في الفردوس منعم و أن الشقي في الدارين معذب


ان الأخيار اذا ماتوا استراحوا من رؤية الأنذال ، فهل يضر خير الأنام غبار الإفك


و من الإفك المبين الإستهزاء بالأنبياء و المرسلين الذين اصطافهم الله و فضلهم على العالمين


أليس في الوجود ما يمتع ضمير البطال فيرسمه دون أن يمس مشاعر أمة


أليس في الوجود سبيلا الى الشهرة غير التجروء على نبي الله و دينه


هل يكسب الأحياء قوتهم بسب الأموات


فان كنت كذلك يا سفيه الزمان فاعلم أنك قد بلغت ذروة الرذيلة فعش حياة الضنك و تبوأ بعدها الدرك الأسفل من النار


و شهرتك بين الناس لن تنفعك الا يوما أو يومان ثم يفر منك الجمع و تأتي يوم القيامة الى ربك مع المجرمين فيحاسبك الله حسابا عسيرا


هل تعلم أن محمدا صلى الله عليه و سلم دخل الكعبة فوجد فيها صور الأنبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام فمحاها الا واحدة حتى لا يتخذ أمثالك أنبياء الله سخرية
و من يسخر اليوم يبكي غدا


و حتى يأمن الناس في حياتهم وجب على كل أحد أن يكره لغيره ما يكره لنفسه و هذا ما يحقق للشعوب و الأمم السلم و الأمن و الرجل ليس من يوقد نار الفتنة لكن الرجل من يطفئها اذا اما اشتعلت و يصلح بين الناس و الصلح خير


ثم يا هذا ما الذي كسبته من فسوقك غير لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين


حقا لقد كسبت شهرة و الشيطان الرجيم أشهر منك لكن كلاكما ممتع الى حين و حينك أقرب اليك من حبل الوريد و ملك الموت يرقب متى يعجل بك الى نار ذات لهب تخلد فيها ذليلا مهانا و قد شهر الله بك


لا تفهم من كلامي أني أرجو لك الموت لكني أشفق عليك و أرجو لك أن تعيش فتتوب الى الله العلي فهو أرحم الراحمين


و ان طالت بك الأيام و لم تشهد شهادة الحق فاعلم أن الله يرزقك بالعذاب الأليم الذي تتذوقه كما تحس


و ليس الله بظلام للعبيد


 

مواضيع الزاهد الورع