تلاوة الحمين لرائية ابن الوردي
 
مــا للـزمـان عــن الـمـروءة عــارمــا عـنـده فــي منـكـر مـــن عـــارِ
أشـكــو الـــى الله الـزمــان فــدأبــهعــــز الـعـبـيـد و ذلــــة الأحـــــرارِ
لا غـرو أن حسـدت بـنـوه مناقـبـيكــل عـلـى مـجــرى أبـيــه جـــاري
وارحـمـتــا للـحـاسـديـن فـنــارهــمقــد سـعـرت بـعـدًا لـهـا مـــن نـــارِ
وإذا جــرى ذكــري تـكـاد قلـوبـهـمتـنــشــق أو تـغـتـالـنــي بـــشـــرارِ
كـرهـوا عـطـاء الله لــي ياويـحـهـملشقائـهـم كـرهـوا صنـيـع الـبـاري
ويزيـدهـم نـــارًا وقـــود قريـحـتـيوبـلــوغ أخـبــاري إلـــى الأقــطــارِ
ياسعْـد ساعـدنـي عـلـى هجرانـهـمفــي الله هـجـر مـجـانـبٍ مـتــواري
واحذر بنـي الدنيـا وكـن فـي غفلـةعنهـم وجـانـب كــل كـلـبٍ ضــاري
واحـفـظ لصاحـبـك القـديـم مـكـانـهلا تـتــرك الـــود الـقـديـم لــطــاري
واذا اســاء وفـيـك حـمـل فاحـتـمـلإن احـتـمـالـك أعــظـــم الانــصـــارِ
سـارع الـى فعـل الجميـل وقـلـد الأعنـاق حسـنـى فالـزمـان عــواري
واجعل الى الاخـرى بـدارَك بالتقـىتـغـنـم فـمــا الـدنـيـا بِــــدار بَــــدارِ
واعمـل لتلـك الـدار مـا هــي أهـلـهعـمــل الـمــداري أهـلـهــا بــالــدارِ
وتـــوخ فـعــل المـكـرمـات تـبـرعـافـالـمـكـرمـات حــمــيــدة الآثــــــار
لا تأسفن لما مضى واحرص علـىإصـــلاح مـــا أبـقـيــت باسـتـكـثـارِ
فالمعـسـرون بـنـو كــلاب عـنـدهـموالـيــوم أهـــل الـفـضـل آل يـســارِ
جـاور إذا جــاورت بـحـرًا او فـتـىفـالـجـار يـشــرف قـــدره بـالـجــارِ
كـن عالمًـا فـي الـنـاس او متعلـمـاأو سـامـعًـا فالـعـلـم ثـــوب فــخــارِ
مــن كــل فــن خــذ ولا تجـهـل بــهفـالـحـر مـطّـلــع عــلــى الاســــرار
واذا فهمـت الفقـه عشـت مـصـدرافـــي العالـمـيـن مـعـظّــم الـمـقــدارِ
وعلـيـك بـالإعـراب فـافـهـم ســـرهفالـسـر فـــي التـقـديـر والإضـمــارِ
قِيَـمُ الـورى مـا يحسنـون وزَينـهـممـلــح الـفـنـون ورقــــة الأشــعــارِ
فاعـمـل بـمـا عُلّـمـت فالعـلـمـاء إنلـــم يعـمـلـوا شـجــر بـــلا إثــمــارِ
والعلم مهمـا صـادف التقـوى يكـنكالـريـح إذ مــرت عـلــى الأزهـــارِ
يـاقــارئ الــقــرآن إن لــــم تـتـبــعمـا جـاء فيـه فأيـن فـضـل الـقـاري
وسبيل من لـم يعلمـوا أن يحسنـواظــنًــا بــأهــل الـعـلــم دون نــفــارِ
قـد يشـفـع العـلـم الشـريـف لأهـلـهويـحــل مبـغـضـهـم بــــدار بــــوارِ
هل يستـوي العلمـاء والجهـال فـيفــضـــل أم الـظـلـمــاء كـــالأنـــوارِ
احرص على إجمال ذكرك في غنىوتـــمـــل بــــــالأوراد والأذكـــــــارِ
ما العيش إلا في الخمول مع الغنىوفــي الاشتـهـار نهـايـة الاخـطــارِ
واقـنـع فـمـا كـنـز القـنـاعـة نـافــذاوكـفــى بـهــا عـــزًا لـغـيـر مــمــارِ
واســأل آلـهـك عـصـمـة وحـمـايـةفالـسـيـئـات قــواصــف الأعــمـــارِ
وإن ابـتـلـيــت بــزلـــة وخـطـيـئــةفــانـــدم وبــادرهـــا بـالاسـتـغـفــارِ
إيـاك مـن عـسـف الأنــام وظلمـهـمواحذر من الدعـوات فـي الأسحـارِ
أطل افتكارك في العواقـب واجتنـبأشـيــاء مـحـوجـة إلـــى الإعــــذارِ
ودع الـورى وسـل الـذي أعطـاهـمًلا تطـلـب الـمـعـروف مـــن أنـكــارِ
جمـد النـدى لَجـمـودة الكـبـرا ومــاجـمــد الـنــدى لـبــرودة الأشــعــارِ
لــم يـبـق خـــل للـشـدائـد يـرتـجـىفــي نـشـر إحـسـان وطــي عـــوارِ
من أيـن يوجـد صاحـب مستحسـنلـلــخــيــر أو زارٍ عـــلــــى الاوزارِ
أعـــذر عـــدوك والـمـعـانـد مــــرةواحذر صديق الصـدق سبـع مـرارِ
فـالاصـدقـاء لـهــم بـســرك خـبــرةولـهـم بــه سـبـب إلـــى الإضـــرارِ
واصبـر علـى الحسـاد صبـر مدبـرقــد أظـهـر الإقـبــال فـــي الإدبـــارِ
كـم نـال بالتدبيـر مــن هــو صـابـرمـــا لــــم يـنـلــه بـعـسـكـر جــــرارِ
الـديـن شـيــن الـديــن قـــال نبـيـنـافـتـوقـه واصـبــر عــلــى الإقــتــارِ
دار العـدا مــن أهــل ديـنـك جـاهـدامـــا فـــاز بالعـلـيـاء غـيــر مــــدارِ
فــإذا رأيـــت الـظـيـم مـشـتـدا فـــلاتلـبـث وحــاول غـيـر تـلــك الـــدارِ
أيـقـيـم حـيــث يــضــام الا جــاهــلقـــد عــــادل الأشــــرار بـالأخـيــارِ
لا تـودع السـر النسـاء فمـا النـسـاأهــلٌ لـمـا يـودعــن مـــن أســـرارِ
كـيــد الـنـسـاء ومـكـرهـن مـــروعلا كـــــان كـــــل مــكــايــد مـــكـــارِ
إن كُــن خـــلات الشبـيـبـة والـغـنـاصرن العدا فـي الشيـب والإعسـارِ
اقـلـل زيـــارة مـــن تـحــب لـقــاءهإن الـــمـــلال نـتـيــجــة الإكـــثـــارِ
لا تكثـرن ضحكًـا فكـم مـن ضاحـكأكـفـانــه فــــي قـبـضــة الـقــصــارِ
كــم حـاسـد كــم كـائــد كـــم مـــاردكـــم واجـــد كـــم جـاحــد كـــم زارِ
لـولا بناتـي مـت مـن شـوقـي إلــىمـــوت أراح بـــه مــــن الأشــــرارِ
يــارب اشـكـو مــن بـنـاتـي كـثــرةوأبـو البـنـات يـخـاف ثــوب الـعـارِ
والله يــرزقــنــي بـــهـــن وإنـــمـــاأرجــو لـهـن الـسـتـر مـــن سـتــارِ
يــــارب إن بــقــاء بــنـــت فـــــردةكـــاف كـفــاك اخــتــرت للـمـخـتـار
فرزقن عن قرب جميـل جـوار مـنشـتــان بـيــن جـــواره وجــــواري
اتــران أُســـر بـدفــن بـنــتٍ قـائــلاالله جــــارك ان دمــعـــي جـــــاري
لـبـنـات نــعــش أنــجــم وكـمـالـهـابالـنـعـش فـاطـلـب مـثـلـه لــجــوارِ
أقسمـت مــا دفــن البـنـات تلاعـبـاًدفـــن الـبـنـات كـراهــة الأصـهــارِ
يالائـمـي فــي تــرك أوطـانـي لـقــدبـالـغـت فـــي الاعــــذار والانــــذارِ
أصـلــي تـــراب فـالانــام بـأسـرهـملـــي أقـربــون وكــــل أرض داري
أأطـيـل فــي ارضٍ مـقـامـي لاهـيــاوقــــرار داري غــيــر دار قـــــرارِ
مـن كـان للجيـران يـومـا مسخـطـافـأنـا لـمــا يـرضــاه جـــاري جـــارِ
أمـنـت لــي الـجـارات تجـربـة فــلايسـدلـن دون لـقــاي مـــن أسـتــارِ
عجبـي لشـارب خمـرة مـا خامـرتلــــب امــــرء إلا عــرتـــه بــعـــارِ
أنـفـت مــن العـصـار وهــو يـذلـهـادوسًــا فـقــد ثـــارت لاخـــذ الـثــارِ
يـــارب امـــرد كـالـغــزال لـطـرفــهحـكـم المـنـيـة فـــي الـبـريـة جـــارِ
تـألـيــف طــرتــه ونــــور جـبـيـنـهتـألـيــف مــــاء خــــدوده والــنــارِ
ومـعــذر كالـمـسـك خـــط عــــذارهوالـخــال فــهــو زيــــادة الـعـطــارِ
وبديعة إن لم تكن شمـس الضحـىفـالـوجـه مـنـهـا طــابــع الاقــمــارِ
اعرضـت اعـراض التعفـف عنـهـموقطـعـت وصـلـهـم وقـــر قـــراري
مـــا ذاك جـهــلاً بالـجـمـال وانـمــاليـس الخـنـا مــن شيـمـة الاحــرارِ
إن أبـق او اهلـك فقـد نلـت المـنـىوبـلـغـت سُـئـلـي قـاضـيـا او طـــارِ
وحويت مـن علـم ومـن ادب ومـنجـــاه ومـــن مـــال ومـــن مـقــدارِ
ورأيــــت لــلايــام كـــــل عـجـيـبــةوسئمـت مــن صـفـو ومــن اكــدارِ
حـتـى لـقـد اصبـحـت لا ارجــو ولاأخـشـى ســوى ذو الـعـزة الـقـهـارِ
والله لــو رجــع الـكــرام ودهـرهــمشـرعــا وعـــادت دولـــة الاخـيــار
لأنـفـت مــن غشيانـهـم وسـؤالـهـمفــرض الـسـؤال نقـيـصـة الاقـــدارِ
أأعــد مـــن قـصـادهـم طـلـبـا لـمــايـفـنـى وتـبـقـى وصـمــة الاخـبــارِ
أيـن الـكـرام وايــن اهــل مدائـحـيغــيــر الـنـبــي وآلـــــه الاطــهـــارِ