تلاوة الحمين لقصيدة أبي العتاهية : لا تأمن الموت في طرف ولا نفس
 


حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ ، وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ هَذَا ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ وِشَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الزَّيْنَبِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ ، أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ حُمَيْدٍ فِي الإِجَازَةِ ، أَخْبَرَنَا الصُّولِيُّ ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَتَاهِيَةِ ، قَالَ : قَالَ الرَّشيدُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ ، لأَبِي : عِظْنِي ، قَالَ : أَخَافُكَ . قَالَ : أَنْتَ آمِنٌ . فَأَنْشَدَهُ أَبِي : مِنَ الْبَسِيطِ لا تَأْمَنِ الْمَوْتَ فِي طَرْفٍ وَلا نَفَسٍ إِذَا تَسَتَّرْتَ بِالْحُجَّابِ وَالْحَرَسِ وَاعْلَمْ بِأَنَّ سِهَامَ الْمَوْتِ قَاصِدَةٌ لِكُلِّ مُدَّرَعٍ مِنْهَا وَمُتَّرِسِ تَرْجُو النَّجَاةَ وَلا تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا إِنَّ السَّفِينَةَ لا تَجْرِي عَلَى الْيَبَسِ قَالَ : فَبَكَى الرَّشِيدُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، حَتَّى بَلَّ كُمَّهُ .

لا تأمن الموت في طرف ولا نفس      وإن تمنَّعت بالحجَّاب والحرسِ
فما تزال سهام الموت نافذةً      في جنب مدَّرع منها ومتَّرسِ
أراك ليس بوقَّاف ولا حذر      كالحاطب الخابط العشواء في الغلسِ
ترجو النَّجاة ولم تسلك طريقتها      إنَّ السفينة لا تجري على يبسِ
أنَّى لك الصَّحو من سكر وأنت متى      تصحُّ من سكرة تغشاك في نكسِ
ما بال دينك ترضى أن تدنِّسه الد      نيا وعرضك مغسول من الدَّنسِ
لا تأمن الحتف فيما تستلذُّ به      لانت ملامسه في كفِّ ملتمسِ
الحمد لله شكراً لا شريك له      كم من حبيب من الأهلين مختلسِ