تلاوة الحمين لقصيدة أبي العتاهية : أَلا كُلُّ ما هُوَ آتٍ قَريبُ
 

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٌ , قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , قَالَ : بَلَغَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا خَطَبَ : " كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ ، وَلا بَعُدَ لِمَا هُوَ آتٍ , لا يَعْجَلُ اللَّهُ لِعَجَلَةِ أَحَدٍ , وَلا يَخَفْ لأَمْرِ النَّاسِ , مَا شَاءَ اللَّهُ لا مَا شَاءَ النَّاسُ , يُرِيدُ النَّاسُ أَمْرًا ، وَيُرِيدُ اللَّهُ أَمْرًا , وَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَلَوْ كَرِهَ النَّاسُ , لا مُبْعِدَ لِمَا قَرَّبَ اللَّهُ , وَلا مُقَرِّبَ لِمَا أَبْعَدَ اللَّهُ ، وَلا يَكُونُ شَيْءٌ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ " ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ , بِبَغْدَادَ , أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أنا مَعْمَرٌ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ , قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَذَكَرَهُ مِنْ قَوْلِهِ مَوْقُوفًا مُرْسَلا ، فَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .


أَلا كُلُّ ما هُوَ آتٍ قَريبُ وَ لِلأَرْضِ مِنْ كُلِّ حَيٍ نَصيبُ
وَ للناسِ حُبٌّ لِطولِ البَقاءِ فيها وَ لِلمَوْتِ فيهُمْ دَبيبُ
وَ لِلدَّهْرِ شَدٌّ عَلى أَهْلِهِ فَبَيْنٌ مُشِتٌ وَ نَبْلٌ مُصيبُ
وَ كَمْ مِنْ أُناسٍ رَأَيْناهُمُ تَفانَوْا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَريبُ
وَ صاروا إِلى حُفْرَةٍ تَحْتَوي وَ يُسْلِمُ فيها الحَبيبَ الحَبيبُ
أَرى المَرْءَ تُعْجِبُهِ نَفْسُهُ فَأَعْجَبُ وَ الأَمْرُ عِنْدي عَجيبُ
وَ ما هُوَ إِلا عَلى نَقْصِهِ فَيَوْماً يَشِبُّ وَ يَوْماً يَشيبُ
أَلا يَعْجَبُ المَرْءُ مِنْ نَفْسِهِ إِذا ما نَعاها إِلَيْهِ المَشيبُ
إِذا عِبْتَ أَمْراً فَلا تَأْتِهِ وَ ذو اللُّبِّ يُجْنِبُ ما يَسْتَعيبُ
وَ دَعِ ما يُربيُكَ لا تَأْتِهِ وَ جُزْهُ إِلى كُلِّ ما لا يُريبُ
أَغَرَّكَ مِنْها نَهارٌ يُضيءُ وَ لَيْلٌ يَجُنُّ وَ شَمْسٌ تَغيبُ
فَلا تَحْسَبِ الدّارَ دارَ الغُرور أَلَمْ تَدْري أَنَّكَ فيها غَريبُ