تلاوة الحمين لقصيدة أبي العتاهية : المرء يطلب والمنية تطلبه
 


المَرْءُ يَطلُبُ والمَنيّةُ تَطلُبُـهْ        ويَدُ الزّمانِ تُديرُهُ وتُقَلّبُهْ

ليسَ الحَريصُ بزائدٍ في رِزْقِهِ        اللهُ يَقْسِمهُ لَهُ ويُسَبّبُهُ

لا تَعْتِبَنّ على الزّمانِ فإنّ مَن        يُرْضي الزّمانَ أقلُّ ممّن يُغضِبُهْ

أيّ امرىءٍ إلاّ عَلَيهِ منَ البِلَى        في كلّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرْقُبُهْ

المَوْتُ حَوْضٌ لا محَالَةَ دونَه        مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَريهٌ مَشرَبُهْ

وترَى الفتى سَلِسَ الحديثِ بذكرِه        وَسْطَ النّديّ، كأنّهُ لا يَرْهَبُهْ

وأسَرُّ ما يَلقَى الفتى في نَفسِهِ        يَبتَزّهُ نابُ الزّمانِ ومِخلَبُهْ

ولَرُبّ مُلهِيَةٍ لصاحِبِ لَذّةٍ        ألفَيتُها تَبكي عليَهِ، وتَندُبُهْ

مَن كانَتِ الدّنْياءُ أكبرَ هَمّهِ        نَصَبَتْ له من حبّها ما يُتعِبُهْ

فاصْبرْ على الدّنيا وزَجِّ هُمومَها        ما كلّ مَن فيها يرى ما يُعجِبُهْ

ما زالَتِ الأيّامُ تَلعَبُ بالفَتى        طَوْراً تُخَوّلهُ وطَوْراً تَسلُبُهْ

مَن لم يَزَلْ مُتَعَجّباً مِن كل ما        تأتي بهِ الأيّامُ طالَ تَعَجّبُهْ