تلاوة الحمين لمقصورة ابن دريد |
تحتوي هذه الصفحة على تلاوة الحمين لمقصورة ابن دريد عليه رحمة الله تعالى ،
المقصورة في اللغة هي تكوين قصيدة شعرية بالعديد من الكلمات المقصورة
يـا ظَبيَـةً أَشبَـه شَـيءٍ بِالمَهـا ; تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجـارِ
النَقـا إِمّا تَـرَي رَأسِـيَ حاكـي لَونُـهُ ; طُرَّةَ صُبحٍ تَحـتَ
أَذيـالِ الدُجـى وَاِشتَعَـلَ المُبيَـضُّ فـي مُسـوَدِّهِ ; مِثلَ
اِشتِعالِ النارِ في جَزلِ الغَضـى فَكـانَ كَاللَيـلِ البَهيـمِ حَـلَّ
فـي ; أَرجائِـهِ ضَـوءُ صَبـاحٍ فَاِنجَلـى وَغاضَ ماءَ شِرَّتـي دَهـرٌ
رَمـى ; خَواطِرَ القَلـبِ بِتَبريـحِ الجَـوى وَآضَ رَوضُ اللَهـوِ
يَبسـاً ذاوِيـاً ; مِن بَعدِ ما قَد كانَ مَجّـاجَ الثَـرى وَضَـرَّمَ
النَـأيُ المُشِـتُّ جَـذوَةً ; ما تَأتَلـي تَسفَـعُ أَثنـاءَ الحَشـا
وَاِتَّخَـذَ التَسهيـدُ عَينـي مَألَـفـاً ; لَمّا جفـا أَجفانَهـا
طَيـفُ الكَـرى فَـكُـلُّ مــا لاقَيـتُـهُ مُغتَـفَـر ; ٌفي جَنبِ ما
أَسأَرَهُ شَحـطُ النَـوى لَو لابَسَ الصَخرَ الأَصَمَّ بَعضُ مـا ;
يَلقاهُ قَلبي فَـضَّ أَصـلادَ الصَفـا إِذا ذَوى الغُصنُ الرَطيبُ
فَاِعلَمَـن ; أَنَّ قُـصـاراهُ نَـفـاذٌ وَتَـــوى شَجيتُ لا بَـل
أَجرَضَتنـي غُصَّـةٌ ; عَنودُها أَقتَـلُ لـي مِـنَ الشَجـى إِن يَحم
عَن عَيني البُكـا تَجَلُّـدي ; فَالقَلبُ مَوقوفٌ عَلى سُبـلِ البُكـا
لَو كانَـتِ الأَحـلامُ ناجَتنـي بِمـا ; أَلقـاهُ يقظـانَ لأَصمانـي
الـرَدى مَنزلةٌ مَـا خِلتهـا يَرضـى بِهـا ; لِنَفـسِـهِ ذو أرَبٍ وَلا
حِـجــى شيـمُ سَحـابٍ خُـلَّـبٍ بـارِقُـهُ ; وَمَوقِـفٌ بَيـنَ
اِرتِجـاءٍ وَمُـنـى فـي كُـلِّ يَـومٍ مَنـزِلٌ مُستَوبـلٌ ; يَشتَفُّ
مـاءَ مُهجَتـي أَو مُجتَـوى ما خِلتُ أَنَّ الدَهـرَ يُثنينـي عَلـى ;
ضَرّاءَ لا يَرضى بِها ضَبُّ الكُـدى أُرَمِّقُ العَيشَ عَلـى بَـرصٍ
فَـإِن ; رُمتُ اِرتِشافاً رُمتُ صَعبَ المُنتَهى أَراجِعٌ لـي الدَهـرُ
حَـولاً كامِـلاً ; إِلـى الَّـذي عَـوَّدَ أَم لا يُرتَجـى يا دَهرُ إِن
لَم تَـكُ عُتبـى فَاِتَّئِـد ; فَـإِنَّ إِروادَكَ وَالعُتـبـى سَــوا
رَفِّـه عَلَـيَّ طالَـمـا أَنصَبتَـنـي ; وَاِستَبقِ بَعضَ ماءِ غُصنٍ
مُلتَحـى لا تَحسبَن يـا دَهـرُ أَنّـي جـازِعٌ ; لِنَكبَـةٍ تُعرِقُنـي
عـرقَ الـمُـدى مارَستُ مَن لَو هَوَتِ الأَفلاكُ مِـن ; جَوانِـبِ
الجَـوِّ عَلَيـهِ مـا شَكـا وَعَدَّ لَـو كانَـت لَـهُ الدُنيـا
بِمـافيها ; فَزالَـت عَنـهُ دُنيـاهُ سـوا لَكِنَّـهـا نَفـثَـةَ
مَـصــدورٍ إِذا ; جاشَ لُغـامٌ مِـن نَواحيهـا عمـى رَضيتُ قَسراً
وَعَلى القسرِ رِضـى ; مَن كانَ ذا سُخطٍ عَلى صرفِ القضا إِنَّ
الجَديدَيـنِ إِذا مـا اِستَولَـيـا ; عَلـى جَـديـدٍ أَدنـيـاهُ لِلبِـلـى
مـا كُنـتُ أَدري وَالزَمـانُ مولَـعٌ ; بِشَـتِّ مَلمـومٍ وَتَنكيـثِ
قُــوى أَنَّ القَضـاءَ قاذِفـي فـي هُــوَّةٍ ; لا تَستَبِلُّ نَفس مَـن
فيهـا هـوى فَـإِن عَثـرتُ بَعدَهـا إِن وَأَلَــت ; نَفسِيَ مِـن هاتـا
فَقـولا لا لعـا وَإِن تَكُـن مُدَّتُـهـا مَوصـولَـةً ; بِالحَتفِ
سَلَّطتُ الأُسا عَلى الأَسـى إِنَّ اِمرأَ القَيسِ جَرى إِلـى مَـدى ;
فَاِعتاقَـهُ حِمـامُـهُ دونَ الـمَـدى وَخامَرَت نَفسُ أَبي الجَبرِ
الجَـوى ; حَتّى حَواهُ الحَتفُ فيمَن قَد حَـوى وَاِبنُ الأَشَجِّ
القَيـلُ سـاقَ نَفسَـهُ ; إلى الرَدى حِذارَ إِشمـاتِ العِـدى
وَاِختَرَمَ الوَضّاحَ مِـن دونِ الَّتـي ; أَمَّلَهـا سَيـفُ الحِمـامِ
المُنتَضـى وَقَـد سَمـا قَبلـي يَزيـدٌ طالِبـاً ; شَأوَ العُلى فَمـا
وَهـى وَلا وَنـى فَاِعتَرَضَـت دونَ الَّـذي رامَ وَقَـد ; جَـدَّ بِـهِ
الجِـدُّ اللُهَيـمُ الأُرَبـى هَل أَنا بِدعٌ مِـن عَرانيـن عُلـىً ;
جارَ عَلَيهِم صَرفُ دَهـرٍ وَاِعتَـدى فَـإِن أَنالَتنـي المَقاديـرُ
الَّــذي ; أَكيـدُهُ لَـم آلُ فـي رَأبِ الـثَـأى وَقَد سَمـا عَمـرٌو
إِلـى أَوتـارِهِ ; فَاِحتَطَّ مِنها كُـلَّ عالـي المُستَمـى
فَاِستَنزَلَ الزَبّاءَ قَسراً وَهـيَ مِـن ; عُقابِ لَوحِ الجَـوِّ
أَعلـى مُنتَمـى وَسَيـفٌ اِستَعلَـت بِــهِ هِمَّـتُـهُ ; حَتّى رَمى
أَبعَـدَ شَـأوِ المُرتَمـى فَجَـرَّعَ الأُحبـوشَ سُمّـاً ناقِـعـاً ;
وَاِحتَلَّ مِن غمدانَ مِحرابَ الدُمـى ثُـمَّ اِبـنُ هِنـدٍ باشَـرَت
نيرانُـهُ ; يَـومَ أُوارات تَميـمـاً بِالصـلـى ما اِعتَنَّ لي يَأسٌ
يُناجـي هِمَّتـي ; إِلّا تَـحَـدّاهُ رَجــاءٌ فَاِكـتَـمـى أَلِـيَّـةً
بِاليَعـمُـلاتِ يَـرتَـمـي ; بِها النجـاءُ بَيـنَ أَجـوازِ الفَـلا
خـوصٌ كَأَشبـاحِ الحَنايـا ضُمَّـر ; يَرعَفنَ بِالأَمشاجِ مِن جَذبِ
البُـرى يَرسُبنَ في بَحرِ الدُجى وَبِالضحـى ; يَطفـونَ فـي الآلِ إِذا
الآلُ طَـفـا أَخفافُهُنَّ مِـن حَفـاً وَمِـن وَجـى ; مَرثومَةٌ تَخضبُ
مُبيَـضَّ الحَصـى بَرٍّ بَرى طـولُ الطَـوى جُثمانَـهُ ; فَهوَ
كَقَـدحِ النَبـعِ مَحنِـيُّ القَـرا يَنوي الَّتـي فَضَّلَهـا ربُّ
العُلـى ; لَمّـا دَحـا تُربَتَهـا عَلـى البُنـى حَتّـى إِذا قابَلَـهـا
اِستَعـبَـرَلا ; يَملِكُ دَمعَ العَينِ مِن حَيـثُ جَـرى فَأوجَـبَ
الحَـجَّ وثَنّـى عـمـرةً ; مِن بَعدِ مـا عَـجَّ وَلَبّـى وَدَعـا
ثُمَّـتَ طـافَ وَاِنثَنـى مُستَلِـمـاً ; ثُمَّـتَ جـاءَ المَروَتَيـنِ
فَسَـعـى ثُمَّـتَ راحَ فـي المُلَبّيـنَ إِلــى ; حَيـثُ تَحَجّـى
المَأزمـانِ وَمِنـى ثُمَّ أَتـى التَعريـفَ يَقـرو مُخبِتـاً ;
مَواقِـفـاً بَـيـنَ أُلالٍ فَالـنَـقـا ثُـمَّ أَتـى المَشعَـرَ يَدعـو
رَبَّـهُ ; تَضَرُّعـاً وَخُفيَـةً حَتّـى هَـمـى وَاِستَأنَفَ السَبـعَ
وَسَبعـاً بَعدَهـا ; وَالسبعَ ما بَينَ العِقابِ وَالصُـوى وَراحَ
لِلتَوديـعِ فيمَـن راحَ قَــد ; أَحرَزَ أَجـراً وَقَلـى هُجـرَ اللغـا
بَذاكَ أَم بِالخَيـلِ تَعـدو المَرطـى ; ناشِـزَةً أَكتادهـا قُــبَّ
الكُـلـى شُعثاً تَعـادى كَسَراحيـنِ الغَضـا ; مَيـلَ الحَماليـقِ
يُباريـنَ الشَبـا يَحمِلـنَ كُـلّ شـمَّـرِيٍّ بـاسِـلٍ ; شَهمِ
الجَنانِ خائِضٍ غَمرَ الوَغـى يَغشى صَلـى المَـوتِ بِحَدَّيـهِ إِذا ;
كانَ لَظى المَوت كَريـهَ المُصطَلـى لَو مُثِّـلَ الحَتـفُ لَـهُ
قِرنـاً لَمـا ; صَدَّتـهُ عَنـهُ هَيبَـةٌ وَلا اِنثَنـى وَلَو حَمى
المقـدارُ عَنـهُ مُهجَـةً ; لَرامَهـا أَو يَستَبيـحَ مـا حَمـى تَغـدو
المَنايـا طائِعـاتٍ أَمــرَهُ ; تَرضى الَّذي يَرضى وَتَأبى ما أَبى بَل
قَسَماً بِالشُمِّ مِـن يَعـرُبَ هَـل ; لِمُقسـمٍ مِـن بَعـدِ هَـذا
مُنتَهـى هُمُ الأُلى إِن فاخَـروا قـال العُلـى: ; بِفي اِمرِئٍ
فاخَرَكُم عَفـرُ البَـرى هُمُ الأُلى أَجـرَوا يَنابيـعَ النَـدى ;
هامِيـةً لِمَـن عَـرى أَو اِعتَفـى هُمُ الَّذيـنَ دَوَّخـوا مَـنِ
اِنتَخـى ; وَقَوَّموا مـن صَعَـر وَمَـن صَغـا هُمُ الَّذينَ جَرَّعوا
مَـن مـا حلـوا ; أَفـاوِقَ الضَيـمِ مُمـرّاتِ الحُسـا أَزالُ حَشـوَ
نَـثـرَةٍ مَوضـونَـةٍ ; حَتّى أُوارى بَيـنَ أَثنـاءِ الجُثـى
وَصاحِبـايَ صَـرِمٌ فـي مَتـنِـهِ ; مِثل مَدَبِّ النَملِ يَعلو فـي
الرُبـى أَبيَـضُ كَالمِـلـحِ إِذا اِنتَضَيـتَـهُ ; لَـم يَلـقَ شَيئـاً
حَـدُّهُ إِلّا فَـرى كَـأَنَّ بَـيـنَ عَـيـرِهِ وَغَـربِـهِ ;
مُفتَـأَداً تَأَكَّلَـت فـيـهِ الـجُـذى يُري المَنونَ حيـنَ تَقفـو
إِثـرَهُ ; في ظُلَـمِ الأَكبـادِ سُبـلاً لا تُـرى إِذا هَـوى فـي
جُثَّـةٍ غـادَرَهـا ; مِن بَعدِ ما كانَت خَساً وَهـيَ زكـا وَمُشرِفُ
الأَقطـارِ خـاظٍ نَحضُـهُ ; حابي القُصَيرى جرشَعٌ عَردُ النَسا قَريبُ
مـا بَيـنَ القَطـاةِ وَالمطـا ; بَعيدُ مـا بَيـنَ القَـذالِ وَالصَـلا
سامي التَليـلِ فـي دَسيـعٍ مُفعَـمٍ ; رَحبُ الذراعِ في أَمينـاتِ
العُجـى رُكِّبـنَ فـي حَـواشِـب مُكتَـنَّـةٍ ; إِلى نُسورٍ مِثـلَ
مَلفـوظِ النَـوى يَرضَخُ بِالبيدِ الحَصى فَـإِن رَقـى ; إِلى الرُبى
أَورى بِها نـارَ الحبـى يُديـرُ إِعليطَيـنِ فـي مَلمـومَـةٍ ; إِلـى
لَموحَيـنِ بِأَلحـاظِ الــلأى مُداخـلُ الخَلـقِ رَحيـبٌ شَجـرُهُ ;
مُخلَولِـقُ الصَهـوَةِ مَمسـودٌ وَأى لا صَـكَـكٌ يشيـنُـهُ وَلا فَـجـا
; وَلا دَخيـسٌ واهِـنٌ وَلا شَـظـى يَجري فَتَكبو الريـحُ فـي غاياتِـهِ
; حَسـرى تَلـوذُ بِجَراثيـمِ السَحـا لَوِ اِعتَسَفتَ الأَرضَ فَـوقَ
مَتنِـهِ ; يَجوبُها ما خِفت أَن يَشكو الوَجـى تَظُنُّـهُ وَهـوَ يُــرى
مُحتَجِـبـاً ; عَـنِ العُيـونِ إِن ذَأى وَإِن رَدى إِذا اِجتَهَـدتَ
نَظَـراً فـي إِثــرِهِ ; قُلتَ سَناً أَومَـضَ أَو بَـرقٌ خَفـا
كَأَنَّمـا الجَـوزاءُ فـي أَرساغِـهِ ; وَالنَجـم فـي جَبهَتِـهِ إِذا
بَــدا هُما عتـادي الكافِيـانِ فَقـدَ مَـن ; أَعدَدتُهُ فَليَنـأَ
عَنّـي مَـن نَـأى فَـإِن سَمِعـت بِرَحـىً مَنصوبَـة ; لِلحَربِ
فَاِعلَم أَنَّني قُطـبُ الرَحـى وَإِن رَأَيـتَ نـارَ حَـربٍ تَلتَظـي ;
فَاِعلَم بِأَنّـي مُسعِـرٌ ذاكَ اللَظـى خَيرُ النُفـوسِ السائِـلاتُ
جَهـرَةً ; عَلـى ظُبـاتِ المُرهَفـاتِ وَالقَنـا إِنَّ العِـراقَ لَـم
أُفـارِق أَهـلَـهُ ; عَـن شَنَـآنٍ صَدَّنـي وَلا قِـلـى وَلا اِطَّبـى
عَينـيَّ مُـذ فارَقتُهُـم ; شَيءٌ يَروقُ الطَرفَ مِن هَذا الوَرى هُم
الشَناخيـبُ المُنيفـاتُ الـذُرى ; وَالناسُ أَدحـالٌ سِواهُـم وَهـوى
هُـمُ البُحـورُ زاخِــرٌ آذِيُّـهـا ; وَالناسُ ضَحضاحٌ ثِغـابٌ وَأَضـى
إِن كُنتُ أَبصَرتُ لَهُم مِـن بَعدِهِـم ; مِثلاً فَأَغضَيتُ عَلى
وَخـزِ السَفـا حاشـا الأَميرَيـنِ الَّلذيـنِ أَوفَـدا ; عَلَيَّ
ظِـلّاً مِـن نَعيـمٍ قَـد ضَفـا هُمـا اللَـذانِ أَثبَتـا لـي أَمــلاً
; قَد وَقَفَ اليَـأسُ بِـهِ عَلـى شَفـا تَلافَيـا العَيـشَ الَّــذي
رَنَّـقَـهُ ; صَرفُ الزَمانِ فَاِستَسـاغَ وَصفـا وَأَجرَيا مـاءَ
الحَيـا لـي رَغَـدا ; فَاِهتَزَّ غُصنـي بَعدَمـا كـانَ ذوى هُمـا
اللَـذانِ سَمَـوا بِنـاظِـري ; مِن بَعدِ إِغضائي عَلى لَذعِ القَـذى
هُمـا اللَـذانِ عَمَّـرا لـي جانِبـاً ; مِنَ الرَجاءِ كـانَ قِدمـاً
قَـد عَفـا وَقَلَّدانـي مِـنَّـةً لَــو قُـرِنَـت: ; بِشُكرِ أَهلِ
الأَرضِ عَنِّي مـا وَفـى بِالعُشرِ مِن مِعشارِها وَكـانَ كَـالـ ;
حَسوَةِ فـي آذِيِّ بَحـرٍ قَـد طَمـا إِنَّ اِبنَ ميكـالَ الأَميـر
اِنتاشَنـي ; مِن بَعدِما قَد كُنتُ كَالشَـيءِ اللقـى وَمَدَّ ضَبعـي
أَبـو العَبّـاسِ مِـن ; بَعدِ اِنقِباضِ الذَرعِ وَالباعِ الـوَزى ذاكَ
الَّذي مـا زالَ يَسمـو لِلعُلـى ; بِفِعلِهِ حَتّـى عَـلا فَـوقَ العُلـى
لَـو كـانَ يَرقـى أَحَـدٌ بِجـودِهِ ; وَمَجـدِهِ إِلـى السَمـاءِ
لاِرتَقـى ما إِن أَتـى بَحـرَ نَـداهُ مُعتَـفٍ ; عَلـى أُوارى علـمٍ
إِلّا اِرتَــوى نَفسـي الفِـداءُ لِأَميـرَيَّ وَمَــن ; تَحـتَ
السَمـاءِ لِأَميـرَيَّ الفِـدى لا زالَ شُكـري لَهُمـا مُـواصِـلاً ;
لَفظي أَو يَعتاقَني صَـرفُ المنـى إِنَّ الأُلى فارَقتُ مِـن غَيـرِ
قِلـىً ; مـا زاغَ قَلبـي عَنهُـمُ ولا هَفـا لَكِـنَّ لـي عَزمـاً إِذا
اِمتَطَيـتُـهُ ; لِمُبهَـمِ الخَطـبِ فَـآه فَاِنـفَـأى وَلَو أَشـاءُ
ضَـمَّ قُطرَيـهِ الصِبـا ; عَلَـيَّ فـي ظِلّـي نَعيـمٍ وَغِنـى
وَلاعَبَتـنـي غــادَةٌ وَهنـانَـةٌ ; تُضني وَفي ترشافِها بُرءُ الضَنـى
تَفري بِسَيفِ لَحظِهـا إِن نَظَـرَت ; نَظرَةَ غَضبى مِنك أَثنـاءَ
الحَشـا في خَدِّها رَوضٌ مِنَ الوَردِ عَلى الـ ; ننسرينِ بِالأَلحـاظِ
مِنهـا يُجتَنـى لَو ناجَـتِ الأَعصَـمَ لاِنحَـطَّ لَهـا ; طَوعَ
القِيادِ مِن شَماريـخِ الـذُرى أَو صابَتِ القانِـتَ فـي مُخلَولِـقٍ ;
مُستَصعَبِ المَسلَكِ وَعرِ المُرتَقـى أَلهـاهُ عَـن تَسبيحِـهِ
وَديـنِـهِ ; تَأنيسُهـا حَتّـى تَـراهُ قَـد صَبـا كَأَنَّمـا
الصَهبـاءُ مَقطـوبٌ بِهـا ; ماءُ جَنـى وَردٍ إِذا اللَيـلُ عَسـا
يَمتاحُـهُ راشِـفُ بَـردِ ريقِـهـا ; بَينَ بَياضِ الظَلـمِ مِنهـا
وَاللمـى سَقـى العَقيـقَ فَالحَزيـزَ فَالمَـلا ; إِلـى النُحَيـتِ
فَالقُرَيّـاتِ الدُنـى فَالمِربد الأَعلى الَّـذي تَلقـى بِـه ;
ِمَصـارِعَ الأُسـدِ بِأَلحـاظِ المَهـا مَحَـلَّ كُـلِّ مُقـرِمٍ سَمَـت
بِــهِ ; مَآثِـرُ الآبـاءِ فـي فَـرعِ العُلـى مِنَ الأُلـى جَوهَرُهُـم
إِذا اِعتَـزَوا ; مِن جَوهَرٍ مِنهُ النَبِـيُّ المُصطَفـى صَلّى
عَلَيهِ اللَهُ مـا جَـنَّ الدُجـى ; وَما جَرَت في فَلَكٍ شَمسُ الضُحـى
جَـونٌ أَعارَتـهُ الجَنـوبُ جانِبـاً ; مِنها وَواصَت صَوبَهُ يَـدُ
الصَبـا نَـأى يَمانِيّـاً فَلَـمّـا اِنتَـشَـرَت ; أَحضانُـهُ
وَاِمتَـدّ كِسـراهُ غَطـا فَجَلَّـلَ الأُفــقَ فَـكُـلُّ جـانِـبٍ ;
مِنها كَأَن مِن قطرِهِ المُـزنُ حَيـا إِذا خَبَـت بُروقُـهُ عَنَّـت
لَـهـا ; ريحُ الصَبا تشبُّ مِنهـا مـا خَبـا وَإِن وَنَـت رُعـودُهُ
حَـدا بِـهـا ; راعي الجَنوبِ فَحَـدَت كَمـا حَـدا كَـأَنَّ فـي
أَحضـانِـهِ وَبَـركِـهِ ; بَركاً تَداعى بَيـنَ سَجـرٍ وَوَحـى لَـم
تـرَ كَالمُـزنِ سَوامـاً بُهَّـلاً ; تَحسَبُهـا مَرعِيَّـةً وَهـيَ سُـدى
فَطَـبَّـقَ الأَرضَ فَـكُـلُّ بُقـعَـةٍ ; مِنها تَقولُ الغَيثُ في
هاتـا ثَـوى يَقولُ لِلأَجـرازِ لَمّـا اِستَوسَقَـت ; بِسَوقِـهِ ثِقـي
بِــرِيٍّ وَحَـيـا فَأَوسَعَ الأَحـدابَ سَيبـاً مُحسِبـاً ; وَطَبَّقَ
البُطنـانَ بِالمـاءِ الـرِوى كَأَنَّمـا البَيـداءُ غِــبَّ صَـوبِـهِ ;
بَحـرٌ طَمـى تَيّـارُهُ ثُـمَّ سَـجـا ذاكَ الجدا لا زالَ مَخصوصـاً
بِـه ; ِقَومٌ هُـمُ لِـلأَرضِ غَيـثٌ وَجَـدا لَسـتُ إِذا مـا
بَهَظَتنـي غَمـرَةٌ ; مِمَّن يَقـولُ بَلَـغَ السَيـلُ الزُبـى وَإِن
ثَوَت بيـنَ ضُلوعـي زَفـرَةٌ ; تَملأُ ما بَينَ الرَجـا إِلـى الرَجـا
نَهنَهتُهـا مَكظومَـةً حَتّـى يُـرى ; مَخضَوضِعاً مِنها الَّذي كـانَ
طَغـا وَلا أَقـولُ إِن عَرَتـنـي نَكـبَـةٌ ; قَولَ القَنوطِ اِنقَدَّ
في الجوفِ السَلى قَد مارَسَت مِنّي الخُطـوبُ مارِسـاً ; يُسـاوِرُ
الهَـولَ إِذا الهَـولُ عَـلا لِـيَ اِلتِـواءُ إِن مُعـادِيَّ اِلتَـوى
; وَلي اِستِواءٌ إِن مُوالِـيَّ اِستَـوى طَعمـي الشَـريُّ لِلعَـدُوِّ
تــارَةً ; وَالراحُ وَالأَريُ لِمَن وُدّي اِبتَغـى لدنٌ إِذا لويِنـتُ
سَهـلٌ معطفـي ; أَلوى إِذا خوشِنتُ مَرهوب الشَـذا يَعتَصِـمُ الحِلـمُ
بِجَنبَـي حَبوَتـي ; إِذا رِياحُ الطَيشِ طـارَت بِالحُبـى لا
يَطَّبيـنـي طَـمَـعٌ مُـدَنّـسٌ ; إِذا اِستَمـالَ طَـمَـعٌ أَوِ اِطَّـبـى
وَقَد عَلَـت بـي رُتَبـاً تَجارِبـي ; أَشفَينَ بي مِنها عَلى سُبلِ
النُهـى إِذا اِمـرُؤٌ خيـفَ لِإِفـراطِ الأَذى ; لَـم يُخـشَ مِنّـي
نَـزَقٌ وَلا أَذى مِن غَيرِ ما وَهنٍ وَلَكِنّـي اِمـرُؤ ; ٌأَصونُ
عِرضاً لَم يُدَنِّسـهُ الطَخـا وَصَونُ عِرضِ المَرءِ أَن يَبذُلَ مـا ;
ضَنَّ بِـهِ مِمّـا حَـواهُ وَاِنتَصـى وَالحَمدُ خَيـرُ مـا اِتَّخَـذتَ
عـدَّةً ; وَأَنفَسُ الأَذخارِ مِـن بَعـدِ التُقـى وَكُـلُّ قَـرنٍ
ناجِـمٍ فـي زَمَــنٍ ; فَهـوَ شَبيـهُ زَمَـنٍ فيـهِ بَــدا وَالنـاسُ
كَالنَبـتِ فَمِنهُـم رائِـعٌ ; غَضٌّ نَضيرٌ عـودهُ مُـرُّ الجَنـى
وَمِنـهُ مـا تَقتَحِـمُ العَيـنُ فَـإِن ; ذُقتَ جَناهُ اِنساغَ عَذبـاً
فـي اللها يُقَـوَّمُ الشـارِخُ مِـن زَيغـانِـهِ ; فَيَستَوي ما اِنعاجَ
مِنـهُ وَاِنحَنـى وَالشَيـخُ إِن قَوَّمتَـهُ مِـن زَيغِـهِ ; لَم
يُقِمِ التَثقيفُ مِنـهُ مـا اِلتَـوى كَذَلِـكَ الغُصـنُ يَسيـرٌ
عطـفُـهُ ; لَدنـاً شَديـدٌ غَمـزُهُ إِذا عَـسـا مَن ظَلَمَ النـاسَ
تَحامَـوا ظُلمَـهُ ; وَعَـزَّ عَنهُـم جانِبـاهُ وَاِحتَمـى وَهُـم
لِمَـن لانَ لَهُـم جانِـبُـهُ ; أَظلَمُ مِـن حَيّـاتِ أَنبـاثِ السَفـا
وَالناسُ كُـلّاً إِن فَحَصـتَ عَنهُـم ; جَميـعَ أَقطـارِ البِـلادِ
وَالقُـرى عَبيدُ ذي المالِ وَإِن لَـم يَطمَعـوا ; مِن غَمرِهِ في
جَرعَةٍ تَشفي الصَدى وَهُـم لِمَـن أَملَـقَ أَعـداءٌ وَإِن ;
شارَكَهُـم فيهـا أَفـادَ وَحَــوى عاجَمتُ أَيّامي وَمـا الغِـرُّ
كَمَـن ; تَـأَزّرَ الدَهـرُ عَلَيـهِ وَاِرتَــدى لا يَنفَـعُ اللُـبُّ
بِـلا جَــدٍّ وَلا ; يَحُطُّـكَ الجَهـلُ إِذا الجَـدُّ عَـلا مَـن لَـم
تُفِـدهُ عِبَـراً أَيّـامُـهُ ; كانَ العَمى أَولى بِهِ مِـن الهُـدى
مَن لَم يَعِظهُ الدَهرُ لَم يَنفَعـهُ مـا ; راح بِهِ الواعِـظُ يَومـاً
أَو غَـدا مَن قاسَ ما لَم يَـرَهُ بِمـا يـرى ; أَراهُ مـا يَدنـو
إِلَيـهِ مـا نَـأى مَن مَلَّكَ الحِرصَ القِيادَ لَـم يَـزَل ; يَكرَعُ
في ماءٍ مِـنَ الـذُلِّ صَـرى مَن عارَضَ الأَطماعَ بِاليَأسِ دَنَـت ;
إِلَيهِ عَينُ العِزِّ مِـن حَيـثُ رَنـا مَن عَطَفَ النَفسَ عَلى
مَكروهِهـا ; كانَ الغِنى قَرينَـهُ حَيـثُ اِنتَـوى مَن لَم يَقِف
عِنـدَ اِنتِهـاءِ قَـدرِهِ ; تَقاصَرَت عَنـهُ فَسيحـاتُ الخُطـا مَن
ضَيَّعَ الحَـزمَ جَنـى لِنَفسِـهِ ; نَدامَـةً أَلـذَعَ مِـن سَفـع الذكـا
مَن ناطَ بِالعُجـبِ عُـرى أَخلاقِـهِ ; نيطَت عُرى المَقتِ إِلى تِلكِ
العُرى مَن طالَ فَـوقَ مُنتَهـى بَسطَتِـهِ ; أَعجَزَهُ نَيلُ الدُنـى
بَلـه القُصـا مَن رامَ مـا يَعجـزُ عَنـهُ طَوقُـهُ ; م العِبءِ يَوماً
آضَ مَجزولَ المَطـا وَالنـاسُ أَلـفٌ مِنهُـمُ كَـواحِـدٍ ; وَواحِـدٌ
كَالأَلـفِ إِن أَمـرٌ عَنـا وَلِلفَتـى مِـن مالِـهِ مـا قَدَّمَـت ;
يَداهُ قَبـلَ مَوتِـهِ لا مـا اِقتَنـى وَإِنَّمـا المَـرءُ حَـديـثٌ
بَـعـدَهُ ; فَكُن حَديثـاً حَسَنـاً لِمَـن وَعـى إِنّي حَلَبتُ
الدَهـرَ شَطرَيـهِ فَقَـد ; أَمَـرَّ لـي حينـا وَأَحيانـاً حَـلا
وَفُـرَّ عَـن تَجرِبَـةٍ نابـي فَقُـل ; في بازِلٍ راضَ الخُطوبَ
وَاِمتَطـى وَالنـاسُ لِلدهـرِ خَلـىً يلسُّهُـم ; وَقَلَّما يَبقى عَلـى
اللَـسِّ الخَـلا عَجِبتُ مِن مُستَيقِـنٍ أَنَّ الـرَدى ; إِذا أَتـاهُ
لا يُــداوى بِالـرُقـى وَهـوَ مِـنَ الغَفلَـةِ فـي أَهويـةٍ ;
كَخابِـطٍ بَيـنَ ظَـلامٍ وَعَـشـى نَحـنُ وَلا كُفـران لِـلَّـهِ كَـمـا
; قَد قيلَ لِلسـارِبِ أَخلـي فَاِرتَعـى إِذا أَحَــسَّ نَـبـأَةً
ريــعَ وَإِن ; تَطامَنَـت عَنـهُ تَمـادى وَلَـهـا كَثلَّـةٍ ريعَـت
لِلَيـثٍ فَـاِنـزَوَت ; حَتّى إِذا غابَ اِطمَأَنَّت إِن مَضـى نُهـالُ
لِلأَمـرِ الَّـذي يَروعُـنـا ; وَنَرتَعي فـي غَفلَـةٍ إِذا اِنقَضـى
إِنَّ الشَقـاءَ بِالشَـقِـيِّ مـولَـعٌ ; لا يَملِـكُ الـرَدَّ لَــهُ
إِذا أَتــى وَالـلَـومُ لِلـحُـرِّ مُقـيـمٌ رادِعٌ ; وَالعَبـدُ لا
تَردَعُـهُ إِلّا العَـصـا وَآفَةُ العَقـلِ الهَـوى فَمَـن عَـلا ;
عَلـى هَـواهُ عَقلُـهُ فَقَـد نَجـا كَـم مِـن أَخٍ مَسخوطَـةٍ
أَخلاقُـهُ ; أَصفَيتُـهُ الـوُدَّ لِخُلـقٍ مُرتَضـى إِذا بَلَوتَ
السَيـفَ مَحمـوداً فَـلا ; تَذمُمهُ يَومـاً أَن تَـراهُ قَـد نَبـا
وَالطِرفُ يَجتـازُ المَـدى وَرُبَّمـا ; عَـنَّ لِمَـعـداهُ عِـثـارٌ
فَكَـبـا مَن لَكَ بِالمُهَـذَّبِ النَـدبِ الَّـذي ; لا يَجِـدُ
العَيـبُ إِلَيـهِ مُختَـطـى إِذا تَصَفَّحـتَ أُمـورَ النـاسِ لَـم ;
تُلفِ اِمرءاً حازَ الكَمـالَ فَاِكتَفـى عَوِّل عَلى الصَبـرِ الجَميـلِ
إِنَّـهُ ; أَمنَعُ مـا لاذَ بِـهِ أولـو الحِجـا وَعَطِّفِ النَفسَ عَلى
سُبـلِ الأَسـا ; إذا اِستَفَزَّ القَلبَ تَبريـحُ الجَـوى والدَهـرُ
يَكبـو بِالفَتـى وَتـارَةً ; يُنهِضُـهُ مِـن عَثـرَةٍ إِذا كَـبـا لا
تَعجَبن مِن هالِكٍ كيـفَ هَـوى ; بَل فَاِعجبَن مِن سالِمٍ كَيـفَ نَجـا
إِنَّ نُجـومَ المَجـدِ أَمسَـت أُفَّـلاً ; وَظِلُّهُ القالِـصُ أَضحـى
قَـد أَزى إِلّا بَقايـا مِـن أُنــاسٍ بِـهِـمُإ ; ِلـى سَبيـلِ
المَكرُمـاتِ يُقتَـدى إِذا الأَحاديـثُ اقتَضَـت أَنباءَهُـم ; كانَت
كَنَشرِ الرَوضِ غاداهُ السَدى لا يَسمَعُ السامِـعُ فـي مَجلِسِهِـم ;
هجـراً إِذا جالَسَـهُـم وَلا خَـنـا ما أَنعَـمَ العيشَـةَ لَـو أَنَّ
الفَتـى ; يَقبَلُ مِنـهُ مَوتُـهُ أَسنـى الرُشـا أَو لَـو تَحَلّـى
بِالشَبـابِ عُمـرَهُ ; لَم يَستَلِبهُ الشَيبُ هاتيـكَ الحُلـى هَيهاتَ
مَهمـا يُستَعـر مُستَرجـعٌ ; وَفي خُطوبِ الدَهرِ لِلنـاسِ أَسـى
وَفِتيَـةٍ سامَرَهُـم طَيـفُ الكَـرى ; فَسامَروا النَومَ وَهُم غيـدُ
الطُلـى وَاللَيـلُ مُلـقٍ بِالمَوامـي بَركَـهُ ; وَالعيسُ يَنبُثـنَ
أَفاحيـصَ القَطـا بِحَيـثُ لا تهـدي لِسَمـعٍ نَبـأَةٌ ; إِلّا نَئيم
البومِ أَو صَـوت الصَـدى شايَعتُهُم عَلى السُـرى حَتّـى إِذا ; مالَت
أَداةُ الرَحلِ بِالجِبسِ الـدَوى قُلـتُ لَهُـم إِنَّ الهُوَينـا
غِبُّـهـا ; وَهنٌ فَجدّوا تحمَدوا غِبَّ السُـرى وَموحِـش الأَقطـارِ
طـامٍ مـاؤُهُ ; مُدَعثَرِ الأَعضـادِ مَهـزومِ الجَبـا كَأَنَّمـا
الريـشُ عَلـى أَرجـائِـهِ ; زُرقُ نِصـالٍ أُرهِفَـت لِتُمتَـهـى
وَرَدتُـهُ وَالذِئـبُ يَعـوي حَولَـهُ ; مُستَكَّ سمِّ السَمعِ مِن
طَولِ الطوى وَمُنـتـجٍ أُمُّ أَبـيــهِ أُمُّـــهُ ; لَم يَتَخَوَّن
جِسمَهُ مَـسّ الضـوى أَفرَشتُـهُ بِنـتَ أَخيـهِ فَاِنثَـنَـت ; عَن
وَلَدٍ يـورى بِـهِ وَيُشتَـوى وَمَرقَـبٍ مُخلَـولِـقٍ أَرجــاؤُهُ ;
مُستَصعَبِ الأَقذافِ وَعرِ المُرتَقـى وَالشَخصُ في الآلِ يُـرى
لِناظِـرٍ ; تَرمُقُـهُ حينـاً وَحينـاً لا يُـرى أوفَيـتُ وَالشَمـسُ
تَمُـجُّ ريقَهـا ; وَالظِلُّ مِن تَحتِ الحِـذاءِ مُحتَـذى وَطـارِقٍ
يُؤنِـسُـهُ الـذِئـبُ إِذا ; تَضَـوَّرَ الذِئـبُ عشـاءً وَعَـوى آوى
إِلـى نـارِيَ وَهـيَ مَألَـفٌ ; يَدعو العُفاةَ ضَوؤُها إِلـى القِـرى
لِلَـهِ مـا طَيـفُ خَيـالٍ زائِــر ; تَزُفُّـهُ لِلقَلـبِ أَحـلامُ
الــرُؤى يَجـوبُ أَجـوازَ الفَـلا مُحتَقِـرا ; ًهَولَ دُجى اللَيلِ
إِذا اللَيـلُ اِنبَـرى سائِلـهُ إِن أَفصَـحَ عَـن أَنبائِـهِ ; أَنّى
تَسَدّى اللَيلَ أَم أَنّـى اِهتَـدى أَو كانَ يَدري قَبلَهـا مـا
فـارِسٌ ; وَمـا مَواميهـا القِفـارُ وَالقـرى وَسائِلي بِمُزعِجـي عَـن
وَطَـنٍ ; ما ضـاقَ بـي جَنابُـهُ وَلا نَبـا قُلتُ القَضاءُ مالِـكٌ
أَمـرَ الفَتـى ; مِن حَيثُ لا يَدري وَمِن حَيثُ دَرى لا تَسأَلَنّي
وَاِسـأَلِ المِقـدارَ هَـل ; يَعـصِـمُ مِـنـهُ وَزَرٌ ومُــدَّرى لا
بُدَّ أَن يَلقى اِمـرُؤٌ مـا خَطَّـهُ ; ذو العَرشِ مِمّا هُـوَ لاقٍ
وَوَحـى لا غَـروَ أَن لـجَّ زَمـانٌ جائِـرٌ ; فَاِعتَرَقَ العَظـمَ
المُمِـخَّ وَاِنتَقـى فَقَد يُرى القاحِـلُ مُخضَـرّاً وَقَـد ; تَلقى
أَخا الإِقتارِ يَومـاً قَـد نَمـا يـا هَؤُلَيّـا هَـل نَشَدتُـنَّ
لَـنـا ; ثاقِبَةَ البُرقُـعِ عَـن عَينَـي طَـلا ما أَنصَفَـت أُمُّ
الصَبِيَّيـنِ الَّتـي ; أَصبَت أَخا الحِلم وَلَمّـا يُصطَبـى اِستَحيِ
بيضـاً بَيـنَ أَفـوادِكَ أَن ; يَقتادَكَ البيـضُ اِقتِيـادَ المُهتَـدى
هَيهـاتَ مـا أَشنَـعَ هاتـا زَلَّـةً ; أَطَرَبـاً بَعـدَ المَشيـبِ
وَالـجَـلا يا رُبَّ لَيلٍ جَمَعَـت قُطرَيـهِ لـي ; بِنـتُ ثَمانيـنَ
عَروسـاً تُجتَلـى لَم يَملِـكِ المـاءُ عَلَيهـا أَمرَهـا ; وَلَم
يُدَنِّسها الضِـرامُ المُختَضـى حيناً هِـيَ الـداءُ وَأَحيانـاً بِهـا
; مِـن دائِهـا إِذا يَهيـجُ يُشتَفـى قَد صانَها الخَمّـارُ لَمّـا
اِختارَهـا ; ضَنّاً بِها عَلـى سِواهـا وَاِختَبـى فَهِيَ تُرى مِن طولِ
عَهدٍ إِن بَـدَت ; في كَأسِهـا لِأَعيُـنِ النـاسِ كـلا كَأَنَّ قرنَ
الشَمـسِ فـي ذُرورِهـا ; بِفِعلِها في الصَحنِ وَالكَأسِ اِقتَـدى
نازَعتُهـا أَروعَ لا تَسطـو عَلـى ; نَديـمِـهِ شِـرَّتـهُ إِذا
اِنتَـشـى كَأَنَّ نَـورَ الـرَوضِ نَظـمُ لَفظِـهِ ; مُرتَجِـلاً أَو
مُنشِـداً أَو إِن شَـدا مِن كُلِّ ما نالَ الفَتـى قَـد نِلتُـهُ ;
وَالمَرءُ يَبقى بَعـدَهُ حُسـنُ الثَنـا فَـإِن أَمُـت فَقَـد تَناهَـت
لَذَّتـي ; وَكُلُّ شَـيءٍ بَلَـغَ الحَـدَّ اِنتَهـى وَإِن أَعِش
صاحَبتُ دَهري عالِمـاً ; بِما اِنطَوى مِن صَرفِهِ وَما اِنسرى حاشا
لِمـا أَسـأَرَهُ فِـيَّ الحِجـا ; وَالحِلـمُ أَن أَنبَـعَ رُوّادَ الخَـنـا
أَو أَن أُرى لِنَكـبَـةٍ مُختَضِـعـاً ; أَو لِاِبتِهـاجٍ فَـرِحـاً
وَمُـزدَهـى المتون العلمية |