تلاوة الحمين لمثال من رحمة عمر رضي الله عنه لحافظ ابراهيم
 
  • تحتوي هذه الصفحة على تلاوة الحمين لمثال من رحمة عمر رضي الله عنه لحافظ ابراهيم

    (مثال من رحمته )

    و من رآه أمام القدر منبطحا      و النار تأخذ منه و هو يذكيها

    و قد تخلل في أثناء لحيته      منها الدخان و فوه غاب في فيها

    رأى هناك أمير المؤمنين على      حال تروع لعمر الله رائيها

    يستقبل النار خوف النار في غده      و العين من خشية سالت مآقيها

    (مثال من تقشفه و ورعه )

    إن جاع في شدة قومٌ شركتهم      في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها

    جوع الخليفة و الدنيا بقبضته      في الزهد منزلة سبحان موليها

    فمن يباري أبا حفص و سيرته      أو من يحاول للفاروق تشبيها

    يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها      من أين لي ثمن الحلوى فأشريها

    لا تمتطي شهوات النفس جامحة      فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها

    و هل يفي بيت مال المسلمين بما      توحي إليك إذا طاوعت موحيها

    قالت لك الله إني لست أرزؤه      مالا لحاجة نفـس كنـت أبغـيها

    لكن أجنب شيأ من وظيفتنا      في كل يوم على حـال أسويـها

    حتى إذا ما ملكنا ما يكافئـها      شـريتـها ثـم إنـي لا أثنـيها

    قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلة      أن القناعة تغني نفس كاسيها

    و أقبلت بعد خمس و هي حاملة      دريهمات لتقضي من تشهيها

    فقال نبهت مني غافلا فدعي      هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها

    ويلي على عمر يرضى بموفية      على الكفاف و ينهى مستزيدها

    ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به      أولى فقومي لبيت المال رديها

    كذاك أخلاقه كانت و ما عهدت      بعـد النبـوة أخلاق تحـاكيها

    (مثال من هيبته )

    في الجاهلية و الإسلام هيبته      تثني الخطوب فلا تعدو عواديها

    في طي شدته أسرار مرحمة      تثني الخطوب فلا تعدو عواديها

    و بين جنبيه في أوفى صرامته      فـؤاد والـدة تـرعى ذراريـها

    أغنت عن الصارم المصقول درته      فكم أخافت غوي النفس عاتيها

    كانت له كعصى موسى لصاحبها      لا ينزل البطل مجتازا بواديها

    أخاف حتى الذراري في ملاعبها      و راع حتى الغواني في ملاهيها

    اريت تلك التي لله قد نذرت      انشــودة لرسـول الله تهديـها

    قالت نذرت لئن عاد النبي لنا      من غزوة العلى دفي أغنيــها

    و يممت حضرة الهادي و قد ملأت      أنور طلعته أرجاء ناديها

    و استأذنت و مشت بالدف و اندفعت      تشجي بألحانها ما شاء مشجيها

    و المصطفى و أبو بكر بجانبه      لا ينكران عليها من أغانيـها

    حتى إذا لاح من بعد لها عمر      خارت قواها و كاد الخوف يرديها

    و خبأت دفها في ثوبها فرقا      منه وودت لو ان الأرض تطويها

    قد كان حلم رسول الله يؤنسها      فجاء بطش أبي حفص يخشيها

    فقال مهبط وحي الله مبتسما      و في ابتسامته معنى يواسيها

    قد فر شيطانها لما رأى عمر      إن الشياطين تخشى بأس مخزيها

     

    المتون العلمية

  •