الباب الأخير : أمور يجب مراعاتها عند القراءة
 

الباب الأخير

أمور يجب مراعاتها عند القراءة
(لحفص عن عاصم )


1) ( ءاعجمي ) من قوله تعالى: ( ءاعجمي وعربي ) بفصلت، تقرأ بالتسهيل أي بتسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الألف وجهاً واحد فقط لا يجوز له غيره.

2) ( مجراها ) من قوله تعالى: ( بسم الله مجراها و مرساها ) بهود، تقرأ بالإمالة أي تقترب الفتحة نحو الكسرة والألف نحو الياء.

3) ( ضعف ) من قوله تعالى: ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبه ) بالروم فتقرأ في المواضع الثلاثة بفتح الضاد وضمها والفتح هو المقدم في الأداء.
4) ( و يبصط ) من قوله تعالى: ( والله يقبض ويبصط ) بالبقرة، تقرأ بالسين الخالصة.

5) ( بصطة ) من قوله تعالى: ( وزادكم في الخلق بصطه ) بالأعراف، تقرأ بالسين الخالصة.
6) ( المصيطرون ) من قوله تعالى: ( أم هم المصيطرون ) بالطور، تقرأ بالصاد أو السين و النطق بالصاد أشهر.

7) ( بمصيطر ) من قوله تعالى: ( لست عليهم بمصيطر ) بالغاشية، تقرأ بالصاد الخالصة.
8) حذف الألف حالة الوصل وإثباتها حال الوقف في كل من الألفاظ الآتية:
-( أنا ) حيث وقع في القرآن نحو قوله تعالى: ( أنا أنبئكم بتأويله ) بيوسف.

-( لكنا ) من قوله تعالى: ( لكنا هو الله ربي ) بالكهف.

-( الظنونا ) من قوله تعالى: ( وتظنون بالله الظنونا )، ( الرسولا ) من قوله تعالى: ( وأطعنا الرسولا )، ( السبيلا ) من قوله تعالى: ( فأضلونا السبيلا ) ثلاثتها في الأحزاب.

-( قواريرا ) بالموضع الأول من قوله تعالى: ( وأكواب كانت قواريرا ) بسورة الدهر أو الانسان.

-هذه الألفاظ كلها تقرأ بإثبات الألف وقفاً وحذفها وصلا تبعاً للرسم، وأما ( قواريرا ) في الموضع الثاني من قوله تعالى: ( قواريرا من فضة ) محذوفة الألف وصلاً ووقفاً.

9) ( سلاسلا ) بسورة الإنسان في قوله تعالى: ( إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا) تقرأ وصلاً بفتح اللام من غير تنوين وفي الوقف تقرأ إما بالألف أو بإسكان اللام والوجهان صحيحان مقروء بهما.
10) قراءة الكلمات الآتية بالنون وصلاً وبالألف وقفاً وهي "( وليكونا )، ( لنسفعنا )، ( وإذا)"، أما (وليكونا ) في قوله تعالى: ( وليكونا من الصاغرين ) بسورة يوسف، وأما ( لنسفعنا ) في قوله تعالى: (كلا لئن لم ينته لنسفعنا بالناصية ) بسورة العلق، وأما (إذاً ) في قوله تعالى: ( وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا ).

11) ( ءاتان ) من قوله تعالى: ( فما ءاتاني الله خير مما ءاتاكم )، تقرأ بفتح الياء وصلاً وأما في الوقف ففيها وجهان إثبات الياء وحذفها.
12) ( الاسم ) من قوله تعالى: ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان )، إذا ابتدأنا بها فلنا فيها وجهان أحدهما: البدء بهمزة مفتوحة فلام مكسورة فسين ساكنة، والآخر حذف همزة الوصل والبدء بلام مكسورة فسين ساكنة.

13) قراءة الكلمات الآتية بالمد الطويل ست حركات أو التسهيل بين بين وهي ( ءآلذكرين ) موضعي الأنعام، ( ءآلئن ) موضعي يونس، ( ءآلله ) بيونس والنمل، ووجه الإبدال مع المد الطويل أولى وأرجح .
14) حرف عين في كل من: ( كهيعص ) أول مريم، ( حم * عسق ) أول الشورى، يجوز فيها التوسط أربع حركات، والمد الطويل ست حركات هو الأفضل.
15) ( تأمنا ) من قوله تعالى: ( ما لك لا تأمنا ) بيوسف، تقرأ بالإشمام أو الروم و بغير عنة، وبعضهم بالاختلاس.

16) السكتات الواجبة التي انفرد بها حفص عن جميع القراء و ذلك في أربعة مواضع هي:
-السكت على الألف ( عوجاس ) الكهف.

-السكت على الألف ( مرقدناس ) يس .
-السكت على لام ( بلس ران ) المطففين.

-السكت على نون ( منس راق ) القيامة.
- السكتات الجائزة ففي موضعين:
1 ) بين الأنفال والتوبة.
2 ) في ( ماليهس هلك ) بالحاقة والسكت هو المقدم.

17) إسكان هاء الكناية في ( أرجه ) بالأعراف والشعراء، وكذا ( فألقه ) بالنمل، وضم الهاء من غير صلة في ( يرضه لكم ) بالزمر، وأما ( يتقه ) في النور فقد قرأها حفص بإسكان القاف وكسر الهاء من غير صلة، وأما ( ويخلد فيه مهانا ) بالفرقان فقرأها بالصلة بمقدار حركتين.

18) إظهار النون عند الواو في كل من ( يس * والقرآن الحكيم )، ( ن * والقلم ).

19) إدغام الثاء في الذال في قوله تعالى: ( يلهث ذلك ) بالأعراف، وإدغام الباء في الميم في قوله تعالى: ( اركب معنا ) بهود إدغاماً كاملاً للتجانس الذي بينهما.
20) إدغام الطاء في التاء في كل من: ( بسطت ) بالمائدة، و( أحطت ) بالنمل إدغاماً ناقصاً مع بقاء صفة الإطباق للتقارب الذي بينهما.

21) ( نخلقكم ) في قوله تعالى: ( ألم نخلقكم من ماء مهين ) إما إدغاماً كاملا أو إدغاماً ناقصا والوجهان صحيحان.
عوائق في طريق حفظ القرآن الكريم

1 ) حفظ القرآن لغير الله تعالى:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: " من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرض من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة" يعني ريحها. رواه الإمام أحمد في المسند.

قال الحسن البصري رحمه الله: (( من طلب العلم ابتغاء الآخرة أدركها، ومن طلب العلم ابتغاء الدنيا فهو حظه منه )) و لاشك أن رأس العلم هو تعلم كتاب الله .
2) عدم العمل بالقرآن:
عن أبي بزرة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه ) رواه الترمذي في سننه.
وكما قال القائل:
وعالما بعلمه لا يعملن معذبا   من قبل عباد الوثــــــــــــــــــــن
3) عدم التدرج في حفظ القرآن: وهو مأخوذ من قول الله تعالى: (( وقرءاناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا )) الإسراء ( 106 ).
4) الاعتماد على النفس دون الرجوع إلى المشايخ:
وهذا العمل ربما يسبب رسوب الخطأ في الذهن مما يصعب على الإنسان تصحيح قراءته.
( فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه، ولم يرفعها فوق منزلتها ).

5 ) الغرور والعجب والكبر:
قال تعالى: ( ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور) لقمان ( 18 ).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه، يختال في مشيته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ) .

6 ) الوقوع في المعاصي:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (( إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد علمه بالذنب يعمله )) .
7 ) إضاعة الأوقات فيما لا فائدة فيه:
والوقت أنفــــس ما عنيت بحفظـــــه   وأراه أسهل ما عليــــــك يضيـــــــــــــــــع
8 ) صحبة مسترقي الأوقات والمثبطين:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم   ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
9 ) عدم الحرص على الحضور إلى الحلقة مبكراً:
مما يجعل الوقت ضيقاً لا يتمكن الطالب من عرض الدرس والمراجعة على الشيخ بارتياح وهذا العمل يجعل الحفظ غير قوي.
10 ) التعذر بكثرة الأشغال ووضع حجج واهية:
فهذه ربما تكون حجه يضعها الشيطان لكي يصدك عن حفظ كتاب الله تعالى، قال تعالى: (( ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين )) البقرة ( 168 ) .

11 ) عدم استشعار فضل تعلم القرآن الكريم:
والنبي صلى الله عليه وسلم جعل الخيرية في تعلم القرآن وتعليمه، حيث قال فيما روي عنه صلى الله عليه وسلم: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ).

... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم...

الخاتمة
في نهاية المطاف وهذا الجهد المتواضع الذي حاولنا فيه أن نقدم هذه المذكر ة بطريقة مختصرة لتخدم فئات ( طلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم ) وغيرهم..

وفي عرضنا لهذه المذكرة قمنا واستقنا الفوائد من كتب علماء التجويد أسال الله عز وجل أن لا يحرمهم الأجر، وحاولنا أن نضعها بين يدي القارئ في هذه المذكرة بطريقة سهلة وموجزة لكي ينتفع بها من قرأها.

ومن هذه الكتب التي استفدنا منها: ( كتاب الشيخ أحمد الطويل – فن الترتيل وعلومه– وهو في مجلدين )، وكتاب ( الشيخ د. عبد العزيز عبد الفتاح– قواعد التجويد )، ( و كتاب الشيخ محمد الجزري– شرح المقدمة الجزرية )، ( وكتاب الشيخ عطية قابل نصر– غاية المريد في علم التجويد)، (مذكرة الشيخ عبد الله محمد المهدي الأنصاري-الوطاءة).
ولا شك أن الطريقة المثلى لتعلم أحكام التجويد هو التطبيق المباشر لهذه الأحكام في المصحف على يد معلم يجيد تدريس هذه الأحكام وشرحها.

أسال الله العلي القدير أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن يرفعنا بالقرآن في أعلى عليين في جنات النعيم، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه، وأن يغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وأن لا يجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، وأن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن .

( وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم )


تمت بحمد الله في
4 / 4 / 1425 هـ
و تمت المراجعة و التعديل في
22 / 11 / 1427 هـ