وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل معاهدا لم يرح" بفتح المثناة التحتية وفتح الراء أصله يراح أي لم يجد "رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما" أخرجه البخاري
 
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل معاهدا لم يرح" بفتح المثناة التحتية وفتح الراء أصله يراح أي لم يجد "رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما" أخرجه البخاري
وفي لفظ للبخاري "من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله..." الحديث وفي لفظ له تقييد ذلك بغير جرم وفي لفظ له بغير حق وعند أبي داود والنسائي بغير حلها والتقييد معلوم من قواعد الشرع وقوله "من مسيرة أربعين عاما" وقع عند الإسماعيلي سبعين عاما ووقع عند الترمذي من حديث أبي هريرة وعند البيهقي من رواية صفوان بن سليم
(4/69)

عن ثلاثين من أبناء الصحابة بلفظ سبعين خريفا وعند الطبراني من حديث أبي مسيرة مائة عام وفيه من حديث أبي بكرة خمسمائة عام وهو في الموطأ من حديث آخر وفي مسند الفردوس عن جابر "إن ريح الجنة ليدرك من مسيرة ألف عام" وقد جمع العلماء بين هذه الروايات المختلفة قال المصنف ما حاصله إن ذلك الإدراك في موقف القيامة وإنه يتفاوت بتفاوت مراتب الأشخاص فالذي يدرك من مسيرة خمسمائة أفضل من صاحب السبعين إلى آخر ذلك وقد أشار إلى ذلك شيخنا في شرح الترمذي ورأيت نحوه في كلام ابن العربي وفي الحديث دليل على تحريم قتل المعاهد وتقدم الخلاف في الاقتصاص من قاتله وقال المهلب هذا فيه دليل على أن المسلم إذا قتل المعاهد أو الذمي لا يقتص منه قال لأنه اقتصر فيه على ذكر الوعيد الأخروي دون الدنيوي هذا كلامه
(4/70)


الموضوع التالي


عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "سابق النبي صلى الله عليه وسلم بالخيل التي قد ضمرت" من التضمير وهو كما في النهاية أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن ثم لا تعلف إلا قوتها لتخف زاد في الصحاح وذلك في أربعين يوما وهذه المدة تسمى المضمار والموضع الذي يضمر فيه الخيل أيضا مضمار وقيل تشد عليها سروجها وتجلل بالأجلة حتى تعرق فيذهب رهلها ويشتد لحمها "من الحفياء" بفتح الحاء المهملة وسكون الفاء بعدها مثناة تحتية ممدودة وقد تقصر مكان خارج المدينة "وكان أمدها" بالدال المهملة أي غايتها "ثنية الوداع" محل قريب من المدينة سميت بذلك لأن الخارج من المدينة يمشي معه المودعون إليها "وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق وكان ابن عمر فيمن سابق" متفق عليه