خامساً: البحرين:
 
خامساً: البحرين:

عندما تولى عمر أمر المسلمين كان العلاء بن الحضرمي والياً على البحرين، فأقره عمر في بداية خلافته والياً عليها واستمر عليها حتى سنة أربع عشرة على أرجح الأقوال ، وقد اشترك العلاء رضي الله عنه في الجهاد المبكر في نواحي بلاد الفرس، وكان له دور رئيس فيه، وفي أواخر فترة ولاية العلاء على البحرين أصدر عمر رضي الله عنه قراراً بعزله العلاء عن الولاية، ونقله إلى ولاية البصرة وقد كره العلاء ذلك فتوفي قبل أن يصل البصرة ودفن في البحرين وقد قيل في سبب عزله إنه غزا فارس عن طريق البحرين دون إذن من عمر وكان عمر يكره أن يحمل المسلمين في البحر، وبعد وفاة العلاء تولى على البحرين عثمان بن أبي العاص، فأخذ يجاهد ما يليه من نواحي بلاد فارس، حتى وصل في بعض فتوحه إلى نواحي السند، وقد صدرت أوامر عمر رضي الله عنه إلى عثمان بن أبي العاص تأمره بالتعاون في فتوحه مع والي البصرة أبي موسى الأشعري فأصبحت جيوشهما تتعاون في غزو فارس عن طريق البصرة .
وقد اشتهر عن عثمان بن أبي العاص ورعه وبعده عن الوقوع في الحرام ، وقد تولى عثمان ولاية البحرين لعمر مرتين على الأقل إذ أنه ولاه للمرة الأولى في السنة الخامسة عشرة ثم احتاج إليه لقيادة بعض الجيوش في نواحي البصرة، ليشترك في فتوحاتها، وقد تولى (عيّاش بن أبي ثور) البحرين بعد عثمان بن أبي العاص، ويبدو أن فترته لم تطل، ثم ولى عمر على البحرين (قدامة بن مظعون) رضي الله عنه الذي صحبه أبو هريرة ووليَ له أمر القضاء في البحرين بالإضافة إلى بعض المهام الأخرى، وخلال فترة ولاية قدامة للبحرين امتدحه الناس، إلا أنه حدث في آخر ولايته أن اتهم رضي الله عنه بشرب الخمر، وبعد التحقيق ثبتت التهمة، فأقام الفاروق عليه الحد وعثمان بن مظعون خال أولاد عمر بن الخطاب، عبد الله وأم المؤمنين حفصة ، وقد غضب عثمان على عمر إلا أن عمر أصر علي إرضائه وكان يقول: إني رأيت رؤيا أنه قد أتاني آت في منامي فقال لي: صالح قدامة فإنه أخوك وقيل إن عزل قدامة عن ولاية البحرين كان في سنة عشرين للهجرة، وقد تولى على البحرين بعد قدامة الصحابي المعروف (أبو هريرة) رضي الله عنه وقد كان أبو هريرة يتولى بعض المسؤوليات في البحرين أثناء ولاية قدامة بن مظعون السابقة وكان ضمن الشهود الذين شهدوا على قدامة في الخمر، وقد أصدر عمر رضي الله عنه أمراً بتولية أبي هريرة على البحرين بعد عزله لقدامة وقد ولى البحرين لعمر فيما بعد عثمان بن أبي العاص الثقفي مرة أخرى واستمر والياً عليها حتى توفي عمر ، وقد وردت في كثير من النصوص ولاية البحرين مضافة إليها عمان، ووردت روايات عند تولية عثمان بن أبي العاص أنه ولي البحرين واليمامة وهذه الروايات تعطينا دلالة قوية على مدى ارتباط البحرين بكل من عمان واليمامة، وأن هذين القسمين ربما اعتبرا جزءاً من ولاية البحرين خلال عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولا يخفى مدى الارتباط الجغرافي والبشري بين هذين الإقليمين وبين البحرين، وقد يفيد تعبير البحرين وما والاها الذي يردده المؤرخون ووجود توابع للبحرين ربما كان المقصود بها عمان واليمامة، وقد كانت البحرين مصدراً رئيسياً للخراج والجزية، وهذا يدل على ثراء هذه الولاية في تلك الأيام، وقد شاركت قبائل البحرين المسلمة وأمراؤها في بلاد فارس والمشرق، وكان لهم دور مهم في تلك الفتوح .

الموضوع التالي


سادساً: مصر:

الموضوع السابق


رابعاً: اليمن: