الفصل الرابع الفتوحات في عهد عثمان بن عفان
 


الفصل الرابع الفتوحات في عهد عثمان بن عفان

تمهيد:

شجع خبر مقتل عمر بن الخطاب أعداء الإسلام وخصوصا في بلاد الفرس والروم إلى الطمع في استرداد ملكهم، فبدأ يزدجر ملك الفرس يخطط في العاصمة التي يقيم فيها وهي مدينة (فرغنة) عاصمة سمرقند، وأما زعماء الروم فقد تركوا بلاد الشام وانتقلوا إلى القسطنطينية العاصمة البيزنطية، وبدأوا في عهد عثمان في البحث عن الوسائل التي تمكنهم من استرداد ملكهم. وكانت بقايا جيوش الروم في مصر وقد تحصنوا بالإسكندرية في عهد عمر بن الخطاب، فطلب عمرو بن العاص منه أن يأذن بفتحها، وكانت معززة بتحصينات كثيرة وكانت المجانيق فوق أسوارها، وكان هرقل قد عزم أن يباشر القتال بنفسه ولا يتخلف أحد من الروم؛ لأن الإسكندرية هي معقلهم الأخير.([1]) وفي عصر عثمان تجمع الروم في الإسكندرية وبدأوا يبحثون عن وسيلة لاسترداد ملكهم فيها، حتى وصل بهم الأمر إلى نقض الصلح واستعانوا بقوة الروم البحرية([2])، فأمدوهم بثلاثمائة سفينة بحرية تحمل الرجال والسلاح. ولقد واجه عثمان ذلك كله بسياسة تتسم بالحسم والعزم وتمثلت في الخطة الآتية:

1- إخضاع المتمردين من الفرس والروم وإعادة سلطان الإسلام إلى هذه البلاد.

2- استمرار الجهاد والفتوحات فيما وراء هذه البلاد؛ لقطع المدد عنهم.

3- إقامة قواعد ثابتة يرابط فيها المسلمون لحماية البلاد الإسلامية.

4- إنشاء قوة بحرية عسكرية لافتقار الجيش الإسلامي إلى ذلك([3]).

كانت معسكرات الإسلام ومسالحه في عهد عثمان هي عواصم أقطاره الكبرى، فمعسكر العراق الكوفة والبصرة، ومعسكر الشام في دمشق بعد أن خلص الشام كله لمعاوية بن أبي سفيان ومعسكر مصر، وكان مركزه الفسطاط، وكانت هذه المعسكرات تقوم بحماية دولة الإسلام ومواصلة الفتوحات، ونشر الإسلام([4]).




([1]) الخلافة والخلفاء الراشدون، ص221.

([2]) جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين، ص324.

([3]) الخلافة والخلفاء الراشدون، ص222.

([4]) عثمان بن عفان صادق عرجون، ص 199، 200.


 

سيرَة عُثمَان بْنُ عَفان رضيَ اللهُ عَنه شخصيّته وعَصْره للشيخ علي محمد الصلابي