قوله : (فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية ، منعوت بنعوت الفردانية ، ليس في معناه أحد من البرية)
 
ش : يشير الشيخ رحمه الله إلى تنزيه الرب تعالى بالذي هو وصفه كما وصف نفسه نفياً وإثباتاً . وكلام الشيخ مأخوذ من معنى سورة الإخلاص . فقوله : موصوف بصفات الوحدانية . مأخوذ من قوله تعالى : قل هو الله أحد * الله الصمد . وقوله : منعوت بنعوت الفردانية . من قوله تعالى : الله الصمد * لم يلد ولم يولد . وقوله : ليس في معناه أحد من البرية من قوله تعالى : ولم يكن له كفواً أحد . وهو أيضاً مؤكد لما تقدم من إثبات الصفات ونفي التشبيه . والوصف والنعت مترادفان ، وقيل : متقاربان . فالوصف للذات ، والنعت للفعل ، وكذلك الوحدانية والفردانية . وقيل في الفرق بينهما : إن الوحدانية للذات ، والفردانية للصفات ، فهو تعالى موحد في ذاته ، منفرد بصفاته . وهذا المعنى حق ولم ينازع فيه أحد ، ولكن في اللفظ نوع تكرير . وللشيخ نظير هذا التكرير في مواضع من العقيدة ، وهو بالخطب والأدعية أشبه منه بالعقائد ، والتسجيع بالخطب أليق . و ليس كمثله شيء . أكمل في التنزيه من قوله : ليس في معناه أحد من البرية