قوله : ( ونقول : الله أعلم ، فيما اشتبه علينا علمه )
 
ش : تقدم في كلام الشيخ رحمه الله أنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه . ومن تكلم بغير علم فإنما يتبع هواه ، وقد قال تعالى : ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله . وقال تعالى : ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد * كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير . وقال تعالى : الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار . وقال تعالى : قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون . وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يرد علم ما لم يعلم إليه ، فقال تعالى : قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض . قل ربي أعلم بعدتهم . وقد قال صلى الله عليه وسلم ، لما سئل عن أطفال المشركين : الله أعلم بما كانوا عاملين . وقال عمر رضي الله عنه : اتهموا الرأي في الدين ، فلو رأيتني يوم أبي جندل ، فلقد رأيتني وإني لأرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي ، فأجتهد ولا آلو ، وذلك يوم أبي جندل ، والكتاب يكتب ، وقال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، قال : اكتب باسمك اللهم ، فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب وأبيت ، فقال : يا عمر تراني قد رضيت وتأبى ؟ . وقال أيضاً رضي الله عنه : السنة ما سنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، لا تجعلوا خطأ الرأي سنة للأمة . وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ؟ أي أرض تقلني ، وأي سماء تظلني ، إن قلت في آية من كتاب الله برأيي ، أو بما لا أعلم . وذكر الحسن بن علي الحلواني ، حدثنا عارم ، حدثنا حماد بن زيد ، عن سعيد بن أبي صدقة ، عن ابن سيرين قال : لم يكن أحد أهيب لما لا يعلم من أبي بكر ، ولم يكن بعد أبي بكر أهيب لما لا يعلم من عمر رضي الله عنه ، وإن أبا بكر نزلت به قضية ، فلم يجد في كتاب الله منها أصلاً ، ولا في السنة أثراً ، فاجتهد برأيه ، ثم قال : هذا رأيي ، فإن يكن صواباً فمن الله ، وإن يكن خطأ فمني ، وأستغفر الله