مقدمة المؤلف
 
بسم الله الرَّحمن الرحيم. وبه نستعين، رب يسر وأتمم وبه ثقتي وعليه إعتمادي وتكلانى، يا كريم، يا رحيم. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أَن هدانا الله، الحمد لله وسلام على عباده الذين إصطفى. - قال الشيخ الإمام الحافظ أَبو محمد عَبد الرَّحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي التَّميمي رحمة الله تعالى عليه: الحمد لله رب العالمين بجميع محامده كلها على جميع نعمه علينا وعلى جميع خلقه حمدا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، وصلى الله على نبيه محمد نبى الرحمة، وخاتم النبيين، وعلى آله، وصحبه أجمعين. مرتبة النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم أما بعد؛ فإِن الله عز وجل إبتعث مُحَمدًا رسوله صَلى الله عَليه وسَلم إلى الناس كافة، وأنزل عليه الكتاب تبيانا لكل شيء، وجعله موضع الإبانة عنه: فقال: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إِليهم} ، وقال عز وجل: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذي اخْتَلَفُوا فيهِ} . (1/1) فكان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم هو المبين عن الله عز وجل أمره، وعن كتابه معاني ما خُوطب به الناس، وما أراد الله عز وجل به وعني فيه، وما شرع من معاني دينه وأحكامه وفرائضه وموجباته وآدابه ومندوبه وسننه التي سنها، وأحكامه التي حكم بها وآثاره التي بثها. فلبث صَلى الله عَليه وسَلم بمكة والمدينة ثلاثا وعشرين سنة، يقيم للناس معالم الدين، يفرض الفرائض، ويسن السنن، ويمضى الأَحكام ويحرم الحرام ويحل الحلال، ويقيم الناس على منهاج الحق بالقول والفعل. فلم يزل على ذلك حتى توفاه الله عز وجل وقبضه إِليه صَلى الله عَليه وسَلم وعلى آله أفضل صلاة وأزكاها، وأكملها وأذكاها، وأتمها وأوفاها فثبت عليه السلام حجة الله عز وجل على خلقه بما أدي عنه وبين، وما دل عليه من محكم كتابه ومتشابهه، وخاصه وعامه، وناسخه ومنسوخه، وما بشر وأنذر. قال الله عز وجل: {رُّسُلاً مُّبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} . (1/2)

الموضوع التالي


معرفة السنة وأئمتها

الموضوع السابق


مقدمة المؤلف