ما ذكر من علم مالك بن أَنس وفقهه
 
فمنهم بالمدينة: مالك بن أَنَس بن أَبي عامر أَبو عَبد الله الأصبحي.

حَدثنا عَبد الرَّحمن بن أَبي حاتم، قال: ذكره أبي رحمه الله، قال: حدثني عَبد الرَّحمن بن عُمر رستة، قال: سَمِعتُ ابن مهدي يقول، وقيل له: يا أَبَا سعيد، بلغني أنك قلت: مالك بن بن أَنس أعلم من أبي حنيفة، فقال: ما قلته، بل أَقول أَنه أعلم من أستاذ أبي حنيفة، يَعني حمادا.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي رحمه الله، حَدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أَخْبَرني عُبَيد بن حبان، أَو غيره، عَن ابن لَهيعَة قال: قدم علينا بكر بن سوادة، فقلتُ له: من خلفت لعلم أهل الحجاز؟ قال: غلام من ذي أصبح، يَعني مالك بن أَنس.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا بشر بن مطر الواسطي بسامراء، حَدثنا سفيان يعني ابن عُيَينة، عَن ابن جُرَيج، عَن أَبي الزبير، عَن أَبي صالح، عَن أَبي هُرَيرة، قيل له يبلغ به النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم؟ قال: نعم، يوشك أَن يضرب الناس أكباد الإِبل يطلبون العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة.
(1/11)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، حَدثنا أَبو عَبد الله الطهراني قال: قال عَبد الرَّزاق: كنا نرى أَنه مالك بن أَنس، يَعني قوله: لا تجدوا عالما أعلم من عالم المدينة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا علي بن الحسين، حَدثنا عَبد الملك بن أَبي عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ علي بن المَديني يقول كان عَبد الرَّحمن بن مهدي يقول: مالك أفقه من الحكم وحماد.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: سَمِعتُ الشافعي يقول: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا يُونُس بن عَبد الأَعلَى قال: قال الشافعي: ما في الأَرض كتاب من العلم أكثر صوابا من موطا مالك.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا يُونُس بن عَبد الأَعلَى، حَدثنا خالد بن نزار، قال: بعث أَبو جعفر إلى مالك حين قدم فقال له: إِن الناس قد إختلفوا بالعراق فضع للناس كتابًا تجمعهم عليه، فوضع الموطأ.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن عَبد الله بن عَبد الحكم، قال: سَمِعتُ الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: أيهما أعلم بالقرآن صاحبنا، أَو صاحبكم؟ يَعني أَبَا حنيفة، ومالك بن أَنس: قلت: على الإنصاف؟ قال: نعم، قلت: فأنشدك الله من أعلم بالقرآن صاحبنا، أَو صاحبكم؟ قال: صاحبكم، يَعني مالكا، قلت فمن: أعلم بالسنة صاحبنا، أَو صاحبكم؟ قال اللهم صاحبكم، قال: فأنشدك الله من أعلم بأقاويل أَصحاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم والمتقدمين صاحبنا، أَو صاحبكم؟ قال: صاحبكم، قال الشافعي فقلت: لم يبق إِلاَّ القياس، والقياس لا يكون إِلاَّ على هذه الأَشياء، فمن لم يعرف الأصول فعلى أي شيء يقيس؟.
(1/12