باب ما ذكر من صحة حديث مالك وعلمه بالآثار
 
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا علي بن الحسين، حَدثنا أَبو الطاهر، يَعني أَحمد بن عَمرو بن السرح، حَدثنا أَيوب بن سُويد الرملي قال: ما رأَيت أحدًا قط أجود حديثا من مالك بن أَنس.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا علي بن الحسين، حَدثنا أَبو غسان يوسف بن موسى التستري، حَدثنا أَبو داود الطيالسي قال: قال وهيب، يَعني ابن خالد: أتينا الحجاز فما سمعنا حديثا إِلاَّ تعرف وتنكر إِلاَّ مالك بن أَنس.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي، قال: سَمِعتُ القعنبي قال: كنا عند حماد بن زيد وجاءه نعي مالك فقال: رحم الله أَبَا عَبد الله، ما خلف مثله.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح، حَدثنا على، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن قال: أَخْبَرني وهيب؛ أَنه قدم المدينة، قَال: فلم أَرَ أَحَدًا إِلاَّ وأَنت تعرف وتنكر، غير مالك، ويَحيي بن سعيد.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا مُحمد بن يحيى، أَخْبَرني عَبد السلام بن عاصم قال: سمعت إِبراهيم بن موسى يقول: قال ابن المَدينيّ: كان مالك صحيح الحديث.
(1/13)

حدثني ابن داود القزاز، حَدثنا أَبو داود، حَدثنا ابن الماجشون، عن سالم أبي النضر، عن عائشة، قالت: صلى عَلي بن بيضاء في المسجد، فقال له إنسان: كان مالك يروي عن النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم، أَنه صلى عليه في المسجد قال: فمالك والله أعلم بالحديث مني، والله ما علمناه إِلاَّ بعفاف وصلاح.
حَدثنا علي بن الحسن الهِسِنجَاني، قال: سَمِعتُ نُعَيم بن حماد يقول: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن بن مهدي يقول: ما أُقَدِّم على مالك في صحة الحديث أَحَدًا.
حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل، حَدثنا علي بن المَديني، قال: سَمِعتُ يَحيَى بن سَعيد يقول: كان مالك إماما في الحديث.
حَدثنا يُونُس بن عَبد الاعلي قال: قال الشافعي: إِذا جاء الأثر فمالك النجم.
(1/14)

حَدثنا الربيع بن سليمان، قال: سَمِعتُ الشافعي يقول: إِذا جاء الحديث عن مالك فشد به يدك.
حَدثنا الربيع بن سليمان، قال: سَمِعتُ الشافعي يقول: كان مالك إِذا شك في بعض الحديث طرحه كله.
حَدثنا علي بن الحسن الهِسِنجَاني، حَدثنا أَحمد بن صالح، حَدثنا يَحيَى بن حيان، قال: كنا عند وهيب، فذكر حديثا عَن ابن جُرَيج، ومالك بن أَنس، عن عَبد الرَّحمن بن القاسم، فقلت لصاحب لي: أكتب ابن جُرَيج، ودع مالكا، وإنما قلت ذلك، لأَن مالكا يومئذ حي، فسمعها وهيب فقال: تقول دع مالكا؟ ما بين شرقها وغربها أحد آمن عندنا على ذلك من مالك، والعرض على مالك أَحَب إِلَيَّ من السماع من غيره.
(1/14)

حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل حَدثنا علي، يَعني ابن المَديني، قال: سَمِعتُ يَحيَى بن سَعيد يقول: ما في القوم أَصح حديثا من مالك، يعني بالقوم: الثَّوري، وابن عُيَينة، قال: وَمالك أَحَب إِلَيَّ من معمر.
حَدثنا محمد بن إِبراهيم بن شُعيب، عن عَمرو بن علي الصيرفي، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن، يَعني ابن مهدي، يقول: حَدثنا مالك عن نَافع، ثم قال: هو أثبت من عُبَيد الله، ومُوسى بن عقبة، وإسماعيل بن أمية.
حَدثنا حرب بن إِسماعيل الكرماني، فيما كتب إلي، قال: قلتُ لأَحمد ابن حَنبل: مالك بن أَنس أحسن حديثا عن الزُّهْري، أَو سُفيان بن عُيَينة؟ قال: مالك أَصح حديثا، قلتُ: فمعمر؟ فقدم مالكا عليه، إِلاَّ إِن معمرا أكثر حديثا عن الزُّهْري.
حَدثنا عَبد الله بن أَحمد بن حَنبل، فيما كتب إلي، قال: قلتُ لأبي: أيما أثبت أَصحاب الزُّهْريّ؟ قال: مالك أثبت في كل شيء.
(1/15)

حَدثنا الحسين بن الحسن، قال: سأَلتُ يَحيَى بن مَعين فقلت: من أثبت أَصحاب الزُّهْري في الزُّهْريّ؟ فقال: مالك بن أَنس، قلتُ: ثم من؟ قال: معمر.
أَخبَرنا أَبو بكر بن أَبي خَيثمة، فيما كتب إلي، قال: سَمِعتُ يَحيَى بن مَعين يقول: أثبت أَصحاب الزُّهْري مالك، ومالك في نَافع أثبت عندي من عُبَيد الله بن عُمر، وأَيوب السختياني.
ذكر أبي عن إِسحاق بن منصور، عَن يَحيي بن مَعين، أَنه قال: مالك بن أَنس ثقة، وهو أثبت في نَافع من أَيوب، وعُبَيد الله بن عُمر، وليث بن سعد وغيرهم.
حَدثنا محمد بن إِبراهيم، حَدثنا عَمرو بن علي قال: أثبت من روي عن الزُّهْري ممن لا يختلف فيه مالك بن أَنس.
حَدثنا هارون بن معروف قال: قال ابن المبارك: أَصحاب الزُّهْري ثلاثة: مالك، وسفيان، يَعني ابن عُيَينة، ومعمر.
حَدثنا علي بن الحسن، حدثني أَبو بكر ابن أُخت مروان الفزاري، قال: سَمِعتُ أَحمد بن حَنبل يقول: إذ لم يكن في الحديث إِلاَّ الرأي، فرأي مالك.
حَدثنا محمد بن يحيى، أَخْبَرني عَبد السلام بن عاصم، قال: قلتُ لأَحمد بن حَنبل: يا أَبَا عَبد الله، رجل يحب أَن يحفظ حديث، فقال: يحفظ حديث مالك، قلتُ: فرأي مالك؟ قال: رأي مالك.
(1/16)

سمعتُ أَبي يقول: مالك بن أَنس ثقة، إمام الحجاز، وهو أثبت أَصحاب الزُّهْري، وإذا خالفوا مالكا من أهل الحجاز حكم لمالك، ومالك نقي الرجال نقي الحديث، وهو أنقى حديثا من الثَّوري والأَوزاعي، وأقوى في الزُّهْري من ابن عُيَينة، وأقل خطأ منه، وأقوى من معمر، وابن أَبي ذئب.
سئل علي بن المَدينيّ: من أثبت أَصحاب نَافع؟ قال: مالك وإتقانه، وأَيوب وفضله، وعُبَيد الله وحفظه.
ذكر عَبد الله بن أَبي عُمر البكري، قال: سَمِعتُ عَبد الملك بن عَبد الحميد الميموني الرقي، قال: سَمِعتُ أَحمد بن حَنبل غير مرة يقول: كان مالك ابن أَنس من أثبت الناس في الحديث، ولا تبالي أَن لا تسأل عن رجل روي عنه مالك بن أَنس، ولا سيما مَديني.
وقال يَحيَى بن مَعين: أتريد أَن تسأل عن رجال مالك؟ كل من حدث عنه ثقة إِلاَّ رجلاً، أَو رجلين.
كتب إلي يعقوب بن إِسحاق الهروي، حَدثنا عثمان بن سَعيد الدارمي، قال: سأَلتُ يَحيَى بن مَعين قلت: في الزُّهْري يُونُس أَحَب إليك، أَو عقيل أَو مالك؟ فقال: مالك.
حَدثنا محمد بن أَحمد بن البراء قال: قال علي بن المَديني نظرتُ، فإذا الإِسناد يدور على ستة، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أَصحاب التصانيف ممن صنف، فمن أهل الحجاز مالك بن أَنس، وابن جُرَيج وسفيان بن عُيَينة، ومحمد بن إِسحاق.
(1/17)