باب ما ذكر من علم سُفيان الثَّوري وفقهه
 
سُفيان بن سَعيد بن مسروق الثَّوري
باب ما ذكر من علم سُفيان الثَّوري وفقهه
:
ومن العلماء الجهابدة النقاد بالكوفة سُفيان بن سَعيد بن مسروق الثَّوري:
أبو عَبد الله، وهو ثور بن عَبد مناة بن أد بن طانحة:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة، حَدثنا إِسحاق بن الصباح الأَسدي، قال: سَمِعتُ أبَا الحارث يقول: سَمِعتُ سُفيان بن عُيَينة يقول: ما رأَيت رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سُفيان الثَّوري:
حَدثنا عَبد الرَّحمن حدثني أَبي، حَدثنا أَحمد بن عَبد الله بن يُونُس قال ذكر سُفيان الثَّوري عند زائدة فقال: ذلك أعلم الناس في أنفسنا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخبَرنا العباس بن الوليد بن مزيد، قراءة عليه، قال: أَخْبَرني أبي عن الأَوزاعي أَنه كتب إلى عَبد الله بن يزيد: بلغني كتابك تذكر دروسا من العلم وذهاب العلماء، وإن كنت لم تعرف ذهاب العلماء إِلاَّ في عامك هذا فقد أغفلت النظر فإِنه قد أسرع بهم منذ حين، وذهب بقاياهم منذ أعوام من كل جند وأفق، فلم يبق منهم رجل واحد يجتمع عليه العامة بالرضا والصحة إِلاَّ ما كان من رجل واحد بالكوفة:
قال عباس: يَعني الثَّوري:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن علي بن سَعيد النَّسائي، حَدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سَمِعتُ أَبي قال عَبد الله، يَعني ابن المبارك: لاَ أعلمُ على وجه الأَرض أعلم من سُفيان الثَّوري:
(1/55)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سنان الواسطي، قال: سَمِعتُ وَكيعًا، وحَدَّث عن شُعبة عن الحكم، وحَماد في باب: ثم قال: أيما أفقه عندكم الحكم، وحَماد، أَو سُفيان؟ فسكت الناس فلم يجبه أحد، فقال: كان سُفيان بحرا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن خالد أَبو هارون الخراز، حَدثنا مقاتل بن محمد: يحكي عن الوليد بن مسلم قال: رأَيت الثَّوري بمكة يستفتي ولما يخط وجهه بعد:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا الحسن بن الربيع، قال: سَمِعتُ ابن المبارك قال: ما رأَيت أحدًا خيرًا من سفيان:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا عَبد الملك بن أَبي عَبد الرَّحمن المقرئ، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن، يَعني ابن الحكم بن بشير، قَال: كان نوفل، يَعني ابن مطهر يحكي، عَن ابن المبارك قال: ما رأَيت مثل سفيان:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن سَعيد المقرئ، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن، يَعني ابن الحكم بن بشير، يذكر عن نوفل قال: قال ابن المبارك: ما رأَيت مثل سُفيان، كأَنه خلق لهذا الشأن:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا عَبد الملك قال: وسمعت عَبد الرَّحمن يعني ابن الحكم، يقول: ما سمعت بعد التابعين بمثل سفيان:
(1/56)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا علي بن الحسن الهِسِنجَاني، قال: سَمِعتُ نُعَيم ابن حماد يقول: سمعت ابن وهب يقول: ما رأَيت مثل سُفيان الثَّوري:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن يحيى، أَخْبَرنا محمد، قال: سَمِعتُ ابن المبارك قال: كنت إِذا أعياني الشيء أتيت سُفيان أساله فكأنما أغتمسه من بحر:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح، حَدثنا علي، يَعني ابن المَديني، قال: سأَلتُ يحيى، يَعني ابن سَعيد قلت: أيما أَحَب إليك، رأي مالك، أَو رأي سُفيان؟ قال سُفيان لا نشك في هذا، ثم قال يحيى: وسفيان فوق مالك في كل شيء:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا سهل بن بحر العسكري، حَدثنا محمد بن عَبد الحميد، حَدثنا مُطَرِّف بن مازن قال: قال لنا معمر: لما بلغه أَن سُفيان قادم عليهم اليمن، قال لنا معمر: أَنه قد قدم عليكم محدث العرب:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم، حَدثنا الحسن بن الربيع، عَن ابن المبارك قال: ما نعت لي أحد فرأيته إِلاَّ وجدته دون نعته إِلاَّ سُفيان الثَّوري:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخْبَرنا أَبي، حَدثنا أَحمد بن إِبراهيم الدورقي، حدثني محمد بن كثير الصنعاني، عَن أَبي إِسحاق الفزاري قال: قال الأَوزاعيّ: إِنما بقي هذان الرجلان، يَعني ابن عون وسفيان:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حدثني أَبي، حَدثنا إِسماعيل بن مسلمة القعنبي، حدثني محمد بن المُعتَمر بن سُليمان قال: قلتُ لأبي: من فقيه العرب؟ قال: سُفيان الثَّوري:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، حَدثنا أَحمد بن حميد، سمعت ابن إدريس يقول: ما رأَيت بالكوفة أحدًا أود أَني في مسلاخه إِلاَّ سُفيان الثَّوري:
(1/57)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، قال: سَمِعتُ أبَا داود الحفري، وسأله رجل عن سُفيان، والحسن بن صالح، ففضل سُفيان على الحسن:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم، قال: سَمِعتُ الفريابي يقول: سألت ابن عُيَينة عن مسألة فأجابني فيها، فقلت: خالفك فيها الثَّوري، فقال: لا ترى بعينك مثل سُفيان أبدا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أَبي، حَدثنا ابن أَبي رزمة، أَخبَرنا أَبو أُسامة قال: من أخبرك أَنه نظر بعينه إلى مثل سُفيان الثَّوري فلا تصدقة:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل، قال: قال أَبي: قال سُفيان بن عُيَينة: لن ترى بعينك مثل سُفيان حتى تموت، قال أَبي: هو كما قال:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن أَحمد بن البراء قال: قال علي بن المَدينيّ: أَصحاب عَبد الله، يَعني ابن مسعود: ستة الذين يقرؤون ويفتون، ومن بعدهم أربعة، ومن بعد هؤلاء سُفيان الثَّوري، كان يذهب مذهبهم ويفتي بفتواهم، وكان أعلم الناس بأبي إِسحاق، والأَعمش بحديثهم وطريقتهم:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا شهاب بن عباد، قال: سَمِعتُ هشام الصيدناني، قال: سَمِعتُ الحسن بن صالح قال: كنا في حلقة ابن أَبي ليلى فتذاكروا مسألة، وطلع سُفيان الثَّوري فقال: ألقوها عليه، قال حسن: فجاء فجلس قريبا مني فأجاب فيها فأصاب فيها، فسمعته يحمد الله عز وجل فيما بينه وبين نفسه، قال حسن: فكنت أراه يطلبه بنية، يَعني العلم:
(1/58)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن حمويه بن الحسن، قال: سَمِعتُ أبَا طالب أَحمد بن حميد قال: قال أَبو عَبد الله أَحمد بن حَنبل قال: دخل على مالك الأَوزاعي وسفيان، فلما خرجا من عنده قال: أحدهما أكثر علما من صاحبه، ولا يصلح للإمامة، والآخر يصلح للإمامة، قلتُ لأَبي عَبد الله: فالذي عنى مالك أَنه أعلم الرجلين هو سُفيان؟ قال: نعم:
قال أَبو عَبد الله: أجل، سُفيان أوسعهما علما:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن يحيى، أَخْبَرنا محمد بن المنهال، قال: سَمِعتُ يزيد، يَعني ابن زريع، قَال: وكان سُفيان راويا مفتيا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أبي أَخْبَرني قطبة بن العلاء، قال: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: أَنَا في هذا الحديث منذ ستين سنة:
(1/59)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن منصور الرمادي حَدثنا الأخنسي، يَعني أَحمد بن عِمران، قال: سَمِعتُ يَحيَى بن يمان يقول: ما رأينا مثل سُفيان، ولا رأى سُفيان مثله، كان سُفيان في الحديث أمير المؤمنين:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن منصور الرمادي، حَدثنا عثمان بن أَبي شيبة، قال: سَمِعتُ ابن إدريس قال: قال لي ابن أَبي ذئب: ما رأَيت رجلاً من أهل العراق يشبه ثوريكم هذا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن منصور، حَدثنا مسدد، قال: سَمِعتُ ابن داود، يَعني الخريبي، قال: سَمِعتُ ابن أَبي ذئب، وذكر سُفيان، فقال: لم يأتنا من هذه الناحية أحد يشبهه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن أَحمد بن البراء قال علي بن المَدينيّ: نظرت فإذا الإِسناد يدور على ستة، الزُّهْري، وعَمرو بن دينار وقتادة ويحيى بن أَبي كثير، وأَبو إِسحاق، والأَعمش: ثم صار علم هؤلاء الستة من أهل الكوفة إلى سُفيان الثَّوري:
(1/59)