باب ما ذكر من زهد سُفيان الثَّوري وورعه
 
سُفيان بن سَعيد بن مسروق الثَّوري
باب ما ذكر من زهد سُفيان الثَّوري وورعه
:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، قال: سَمِعتُ أبَا نُعَيم، قال: سَمِعتُ سُفيان يقول: إِني لأفرح بالليل إِذا جاء:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سنان، حَدثنا عَبد الرَّحمن، يَعني ابن مهدي، عن زائدة قال: قال سُفيان: إِذا جاء الليل فرحت، وإذا جاء النهار حزنت:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، حَدثنا أَبو نُعَيم قال: كان سُفيان إِذا ذكر الموت مكث أياما لا ينتفع به، فإذا سئل عن شيء قال: ما أدري، ما أدري:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سعيد، حَدثنا أَبو خالد الأحمر قال: كان سُفيان يتمنى الموت، فلما نزل به قال: ما أشده:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، حَدثنا أَبو أُسامة قال: كثيرًا ما كنت أَسمع سُفيان يقول: اللهم سلم سلم، رب بارك لي في الموت وفيما بعد الموت:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو بكر بن أَبي الدنيا، حَدثنا يَحيَى بن يوسف الزمي، حَدثنا أَبو الأَحوص، قال: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: عليك بعمل الأبطال، الإكتساب من الحلال، والإنفاق على العيال:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو عَبد الله الطهراني، أَخْبَرنا عَبد الرَّزاق، عن رجل قال: كان سُفيان الثَّوري تغدي وأتي برطب فأكل، ثم قال إلى الصلاة فصلى ما بين الظهر والعصر، ثم قال: يقال: إِذا زدت في قضيم الحمار فزد في عمله:
(1/85)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج قال: حَدثنا أَبو خالد الأحمر قال: أكل سُفيان ليلة فشبع فقال: إِن الحمار إِذا زيد في علفه زيد في عمله، فقام حتى أصبح: قال أَبو سعيد: فحدثت به أَبَا زكريا المراوحي، فحدثني أَبو زكريا، عَن أَبي خالد قال: صحبت سُفيان في طريق مكة، فكان يقرأ في المصحف كل يوم فإذا لم يقرأ فيه فتحه فنظر فيه وأطبقه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي قال: كتب إلي عَبد الله بن خبيق الأنطاكي، قال: سَمِعتُ يوسف بن أسباط يقول: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: أفضل الأعمال الزهد في الدنيا:
قال: وحَدثنا يوسف قال: كان سُفيان إِذا كتب إلى رجل، كتب: بسم الله الرَّحمن الرحيم، من سُفيان بن سَعيد إلى فلان بن فلان، سلام عليك، فإِني أَحمد إليك الله الذي لا إله إِلاَّ هو وَهو للحمد أهل، تبارك وتعالى له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ أما بعد فإِني أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم، فإِنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، جعلنا الله وإياك من المتقين، قال: وقال سُفيان: إِن دعاك هؤلاء الملوك تقرأ عليهم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فلا تجئهم فان قربهم مفسدة للقلب:
(1/86)

رسالة الثَّوريّ إلى عباد بن عباد:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا إِسماعيل بن إِسرائيل السلال، حَدثنا الفريابي قال: كتب سُفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد فقال: من سُفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد، سلام عليك فإِني أَحمد إليك الله الذي لا إله إِلاَّ هو؛
(1/86)

أما بعد؛ فإِني أوصيك بتقوى الله، فإِن إتقيت الله عز وجل كفاك الناس، وإن إتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئًا، سألت أَن أكتب إليك كتابًا أصف لك فيه خلالا تصحب بها أهل زمانك وتؤدي إِليهم ما يحق لهم عليك، وتسأل الله عز وجل الذي لك، وقد سألت عن أَمر جسيم، الناظرون فيه اليوم المقيمون به قليل، بل لاَ أعلمُ مكان أحد، وكيف يستطاع ذلك؟ وقد كدر هذا الزمان، أَنه ليشتبه الحق والباطل، ولا ينجو من شره إِلاَّ من دعا بدعاء الغريق، فهل تعلم مكان أحد هكذا؟ وكان يقال: يوشك أَن يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم، فعليك بتقوى الله عز وجل والزم العزلة واشتغل بنفسك واستأنس بكتاب الله عز وجل، واحذر الأمراء، وعليك بالفقراء والمساكين والدنو منهم، فان إستطعت أَن تأمر بخير في رفق فإِن قبل منك حمدت الله عز وجل، وإن رد عليك أقبلت على نفسك فإِن لك فيها شغلا، واحذر المنزلة وحبها فإِن الزهد فيها أشد من الزهد في الدنيا، وبلغني أَن أَصحاب محمد صَلى الله عَليه وسَلم كانوا يتعوذون أَن يدركوا هذا الزمان وكان لهم من العلم ما ليس لنا، فكيف بنا حين أدركنا على قلة علم وبصر وقلة صبر وقلة أعوان على الخير مع كدر من الزمان وفساد من الناس، وعليك بالأمر الأول والتمسك به وعليك بالخمول فإِن هذا زمان خمول وعليك بالعزلة وقلة مخالطة الناس فان عُمر بن الخطاب، رَضي الله عَنهُ قال: إياكم والطمع، فإِن الطمع فقر، واليأس غنى، وفي العزلة راحة من خلاط السوء،
(1/87)

وكان سَعيد بن المُسيَّب يقول: العزلة عبادة: وكان الناس إِذا التقوا إنتفع بعضهم ببعض، فأما اليوم فقد ذهب ذلك والنجاة في تركهم فيما نرى، وإياك والأمراء والدنو منهم وأن تخالطهم في شيء من الأَشياء، وإياك أَن تخدع، فيقال لك: تشفع فترد عن مظلوم، أَو مظلمة، فإِن تلك خدعة إبليس وإنما إتخذها فجار القراء سلما، وكان يقال: إتقوا فتنة العابد الجاهل، وفتنة العالم الفاجر، فإِن فتنتهما فتنة لكل مفتون، وما كفيت المسألة والفتيا فاغتنم ذلك، ولا تنافسهم، وإياك أَن تكون ممن يحب أَن يعمل بقوله وينشر قوله، أَو يسمع منه، وإياك وحب الرياسة، فإِن من الناس من تكون الرياسة أحب إِليه من الذهب والفضة، وهو باب غامض لا يبصره إِلاَّ البصير من العلماء السماسمرة، واحذر الرئاء فإِن الرئاء أخفى من دبيب النمل: وَقال حُذيفة: سيأتي على الناس زمان يعرض على الرجل الخير والشر، فلا يدري أيما يركب، وقد ذكر عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قَال: لا تزال يد الله عز وجل على هذه الأُمة وفي كنفه وفي جواره وجناحه، ما لم يمل قراؤهم إلى أمرائهم وما لم يبر خيارهم أشرارهم، وما لم يعظم أبرارهم فجارهم، فإذا فعلوا ذلك رفعها عنهم، وقذف في قلوبهم الرعب وأنزل بهم الفاقة وسلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب، وقال: إِذا كان ذلك لا يأتيهم أمر يضجون منه إِلاَّ أردفه بآخر يشغلهم عن ذلك، فليكن الموت من شأنك، ومن بالك، وأقل الأمل، وأكثر ذكر الموت، فإِنك إِن أكثرت ذكر الموت هان عليك أمر دنياك، وقال عُمر: أكثروا ذكر الموت، فإِنكم إِن ذكرتموه في كثير قلله، وإن ذكرتموه في قليل كثره، واعلموا أَنه قد حان للرجل يشتهي الموت: أعاذنا الله وإياك من المهالك، وسلك بنا وبك سبيل الطاعة:
(1/88)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي رحمه الله قال: كتب إلي عَبد الله بن خبيق الأنطاكي قال: وسمعت يوسف بن أسباط يقول: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: أفضل الأعمال الزهد في الدنيا، قال: وحَدثنا يوسف بن أسباط قال: كان سُفيان الثَّوري إِذا كتب إلي كتب: بسم الله الرَّحمن الرحيم، من سُفيان بن سَعيد إلى فلان بن فلان، سلام عليكم، فإِني أَحمد إليك الله الذي لا إله إِلاَّ هو وَهو للحمد أهل تبارك وتعالى له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ أما بعد فإِني أوصيك ونفسي بتقوى الله العظيم، فإِنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، جعلنا الله وإياك من المتقين، قال: قال سُفيان: إِن دعاك هؤلاء الملوك تقرأ عليهم: {قل هو الله أحد} فلا تجبهم فإِن قربهم مفسدة للقلب، قال: وسمعت يوسف بن أسباط يقول: كان سُفيان إِذا أخذ في الفكرة يبول الدم، قال: وسمعت يوسف بن أسباط يقول: أراد سليمان الخواص أَن يركب البحر فقالوا له: لابد لنا من أمير، فقال: أَنَا أميركم، فبلغ ذلك سُفيان الثَّوري، فكتب إِليه: الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا، فلما قرأ الكتاب قال: لست لكم بأمير، قال يوسف بن أسباط: قال لي سُفيان الثَّوريّ: لأَن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عز وجل عليها، أَحَب إِلَيَّ من أَن أحتاج إلى الناس:
(1/89)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي قال: كتب إلي عَبد الله بن خبيق قال: حدثني ابن أَبي الدَّرداء قال: قال سُفيان الثَّوريّ: أكرموا الناس على قدر تقواهم، وتذللوا عند أهل الطاعة، وتعززوا عند أهل المعصية، واعلموا أَن القراءة لا تحلو إِلاَّ بالزهد في الدنيا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي قال: كتب إلي عَبد الله بن خبيق: وقال يوسف قال لي سُفيان الثَّوريّ: ناولني المطهرة أَتوضأ، ونحن في المسجد، فناولته فوضع يمينه على خده الأيمن ووضع يساره على خده الآخر ثم نمت أَنا فاستيقظت وقد طلع الفجر، وهو على حاله فقلت يا أَبَا عَبد الله قد طلع الفجر، فقال لي: ما زلت أفكر في أَمر الآخرة منذ ناولتني المطهرة إلى الساعة:
قال وسمعت يوسف ابن أسباط، قال: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: إِذا أحب الرجل أخاه في الله عز وجل ثم أحدث حدثا في الإسلام فلم يبغضه عليه فلم يحبه في الله عز وجل:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن سَعيد المقرئ حَدثنا عَبد الرَّحمن بن الحكم ابن بشير أَخْبَرني منصور بن سابق قال: ألح على سُفيان رجل من إخوانه من أهل البصرة في التزويج فقال له: فزوجني، قال فخرج سُفيان إلى مكة وأتى الرجل البصرة فخطب عليه إمرأة من كبار أهل البصرة ممن لها المال والشرف فأجابوه وهيأت قطارا من الحشم والمال حتى قدمت مكة على سُفيان فأتى الرجل سُفيان فقال له: أخطب عليك فقال من؟ قال: إبنة فلان، فقال: مالي فيها حاجة، إِنما سألتك أَن تزوجني إمرأة مثلي، قال: فإِنهم قد أجابوا، فقال له: مالي فيها حاجة، قال: فتضحني عند القوم، قال: مالي فيها حاجة، قال فكيف أصنع؟ قال: إرجع إِليهم فقل لهم: لا حاجة لي فيها:
(1/90)

قال: فرجع فأخبرهم فقالت المرأة فبأي شيء يكرهني؟ قال: قلتُ: المال، قالت: فإِني أخرج من كل مال لي وأصبر معه، قال فجاء الرجل فرحا نشيطا فأخبره فقال: لا حاجة لي فيها، إمرأة نشأت في الخير ملكة لا تصبر على هذا، قال فأبى أَن يقبلها، فرجعت، قال: وقيل لسفيان: أي شيء تكرهه من التزويج؟ قال: أخاف أَن يكون لي ولد:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن سعيد، حَدثنا عَبد الرَّحمن، عن عَبد العزيز بن أَبي عثمان قال: خرجت إلى مكة فبعث معي المبارك بن سَعيد إلى سُفيان الثَّوري بجراب من دقيق، وهو مختف بمكة قال: فلما قدمت مكة جعلت أسال عنه فلم يدلوني حتى قلت لبعض أَصحابه أَنه ليسره لو قد رآني:
قال: فدلني عليه فدخلت عليه فقلتُ له: إِن المبارك بعث إليك بجراب من دقيق فقال عجل به علي فإِن بنا إِليه حاجة شديدة:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن يحيى، حَدثنا محمد بن عصام، سَمِعتُ أَبي يقول: ربما كان سُفيان يأخذ في التفكر فينظر إِليه الناظر فيقول مجنون:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي، حَدثنا الفريابي قال: قال سُفيان: العلماء ثلاثة، عالم بالله عز وجل عالم بأمره فذلك العالم الكامل، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله عز وجل، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله عز وجل فذلك العالم الفاجر، قال سُفيان: كان يقال إتقوا فتنة العابد الجاهل والعالم الفاجر فإِن فتنتهما فتنة لكل مفتون:
(1/91)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم، حَدثنا عَبد الله بن عُمر بن أبان، قال: سَمِعتُ أبَا أُسامة يقول إشتكى سُفيان فذهبت بمِئَة في قارورة فأريته الديراني، يَعني المتطبب، فنظر إِليه فقال لي: بول من هذا؟ ينبغي أَن يكون هذا بول راهب، هذا بول رجل قد فرث الحزن كبده، ما أرى لهذا دواء:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم قال: قال لي أَحمد بن جواس هذا ما حدثتك عن بكر العابد عن سُفيان قال سمعته قال: لا يطوى لي ثوب أبدا، ولا يبنى لي بيت أبدا، ولا أتخذ مملوكا أبدا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم، حَدثنا محمد بن يزيد الرفاعي، حَدثنا النضر بن أَبي زُرعَة قال: قال لي المبارك، يَعني ابن سَعيد بالموصل: إئت سُفيان فأخبره أَن نفقتي قد نفدت وثيابي قد تخرقت فقل له يكتب إلي وإلى الموصل لعله يصلني بمال أكتسي به وأتجمل: قال فقدمت الكوفة فأتيت سُفيان فأخبرته بما قال مبارك قال فدخل الدار فأخرج دورقا فيه كسر يابسة فنثرها على الأَرض ثم قال: لو رضى مبارك بمثل هذا لم يكن له بالموصل عمل، ماله عندنا كتاب:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم حدثني أَحمد بن جواس، قال: سَمِعتُ أَصحابنا يخبرون، عَن أَبي شهاب الحناط قال أرسل المبارك بن سَعيد إلى سُفيان، وهو بمكة بجراب من خبز مدقوق قال فلقيته في المسجد، وهو متكئ فسلم علي، وهو متكئ سلم كأَنه ضعيف قلت إِن معي جرابا أرسل به مبارك قال فقعد قال فقلت: سلمت عليك وأَنت مضطجع ثم قلت معي شيء فقعدت؟ قال فكأَنه إستحيا وقال: ويحك أَنه أتاني على حاجة، أي شيء هو؟ قلت جراب خبز قال أتاني على حاجة قال وأرى أَنه قال: ما نلت شيئا منذ يومين:
(1/92)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم، حدثني أَحمد بن جواس، قال: سَمِعتُ أَصحابنا يقولون تناول مبارك بن سَعيد مملوكا لهم كان لسفيان فيه نصيب، فقال: أتضرب المملوك؟ نصيبي منه لك، لا تعودن فيه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا الأَشج، حَدثنا حسن بن مالك الضبي، عن بكر بن محمد العابد قال: قال لي سُفيان الثَّوريّ: يؤمر بالرحل يوم القيامة إلى النار فيقال هذا عياله أكلوا حسناته:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، حَدثنا حسن بن مالك، عن بكر العابد قال: قال سُفيان: إِن القراءة لا تصلح إِلاَّ بالزهد بالدنيا فازهد ونم وصل الخمس:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج قال: حدثني رجل لا أَحفظ إسمه أَن سُفيان الثَّوري مر في زقاق عَمرو بن حريث ومعه رجل فجعل الرجل ينظر يمنة ويسرة إلى تلك الفواكه فلما وصل إلى باب موسى بن طلحة لقى أحمرة عليها عذرة فقال له سُفيان الثَّوريّ: إِن ذاك الذي كنت تنظر إلى هذا يصير:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي، حَدثنا وكيع, قال سمعت سُفيان يقول: لو أَن اليقين إستقر في القلوب لطارت شوقا، أَو حزنا، إما شوقا إلى الله عز وجل وإما فرقا من النار:
(1/93)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي قال كتب إلى عَبد الله بن خبيق الأنطاكي، حَدثنا يوسف، يَعني ابن أسباط، عَن سُفيان الثَّوري قال: بلغني أَن الله عز وجل يقول: إِن أهون ما أصنع بالعالم إِذا آثر الدنيا أَن أنزع حلاوة مناجاتي من قلبه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي قال كتب إلى عَبد الله بن خبيق، حَدثنا يوسف بن أسباط قال: قال سُفيان: كثرة الإخوان من سخافة الدين:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي قال كتب إلى عَبد الله بن خبيق، حَدثنا يوسف، يَعني ابن أسباط، قَال وسمعت الثَّوري يقول: لم يفقه عندنا من لم يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن منصور الرمادي، حَدثنا أَحمد بن عِمران، قال: سَمِعتُ يَحيَى بن يمان يقول: سَمِعتُ سُفيان يقول: بالفقر تخوفوني؟ إِنما يخاف سُفيان أَن تصب عليه الدنيا صبا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن منصور الرمادي، حَدثنا أَحمد بن عِمران، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن بن مهدي يقول ربما كنا مع سُفيان فيقول: النهار يذهب ونحن في غير عمل: ثم يقوم فزعا فما نراه يومنا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن منصور الرمادي، حَدثنا مسدد، عَن عَبد الله بن داود قال: شَهِدتُ مالك بن أَنس فذكر سُفيان فقال: أرجو أَن يكون كان رجلاً صالحا:
(1/94)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا حجاج بن حمزة الخشابي أَبو يزيد، يَعني عَبد الرَّحمن بن مصعب، قَال: كان سُفيان الثَّوري يكره الطيلسان الطرازي والثوب المروي وقال إِنهما من ثياب المترفين: قال وسمعت سُفيان يقول: ما ملحت العبادة لحريص قط: قال وسمعت سُفيان يقول: لا يكاد يفلح صاحب عيال:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا حجاج بن حمزة، حَدثنا أَبو يزيد، يَعني عَبد الرَّحمن بن مصعب، قَال برز سُفيان الثَّوري على الناس لأنه كان صحيح الأديم بعيدا من الأهواء عابدا يقول الحق ويريده إِن شاء الله:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أبي قَال: حَدثنا أَبو بكر بن أَبي عتاب الأعين قال: حدثني يوسف بن موسى القطان، قال: سَمِعتُ أبَا يزيد المعني يقول: كان سُفيان الثَّوريّ, إِذا أصبح مد رجليه إلى الحائط ورأسه إلى الأَرض كي يرجع الدم إلى مكانه من قيام الليل:
حدثني أَبي، حَدثنا أَبو بكر بن أَبي عتاب الأعين، قال: سَمِعتُ خالد بن تميم قال: سمعت سُفيان الثَّوري يقول: وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم ولي أَصحاب بيوت وغنا ؟:
حدثني أَبي، حَدثنا أَبو بكر بن أَبي عتاب الأعين، قال: سَمِعتُ أبَا عاصم النبيل يقول: سَمِعتُ سُفيان يقول: كان الرجل إِذا أراد أَن يطلب العلم تعبد قبل ذلك عشرين سنة:
حدثني أَبي، حَدثنا أَبو بكر بن أَبي عتاب الأعيين، حَدثنا إِسماعيل بن عَمرو أَبو المنذر قال رأَيت سُفيان الثَّوري ورأى رجلاً يتوضأ بعد ما أقام المؤذن الصلاة فقال: هذه الساعة تتوضأ؟ لا كلمتك أبدا:
(1/95)

حَدثنا أَبي، حَدثنا يزيد بن عَبد الرَّحمن المعني قال: سَمِعتُ أَبي يقول: كان ساق سُفيان كأَنها كيمخت، يَعني من التورك في الصلاة عليها ورأيت سُفيان ساجدا ما على إليتيه من ردائه شيء، يَعني من قصر الرداء:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا أَحمد بن إِبراهيم الدورقي، حَدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: قال عَبد الله، يَعني ابن المبارك، أَخْبَرنا سُفيان قال كان يقال: ذكر الموت غنى، وما أطاق أحد العبادة إِلاَّ بالخوف:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا أَحمد بن إِبراهيم الدورقي، حَدثنا العباس بن عَبد الله، حَدثنا محمد بن يوسف قال كان سُفيان الثَّوري يقيمنا بالليل يقول: قوموا يا شباب صلوا ما دمتم شبابا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن القاسم بن عطية، حَدثنا عَبد الله بن أَحمد بن شبويه، قال: سَمِعتُ قُتَيبة بن سَعيد يقول: لولاَ الثَّوري لمات الورع:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن يحيى، حَدثنا نوح بن حبيب، حَدثنا سليمان بن قريش، حَدثنا عَبد الرَّزاق قال أضاف سُفيان برجل من أهل مكة فقرب إِليه الطعام فأكل أكلا جيدا ثم قرب إِليه التمر فأكل أكلا جيدا، ثم قرب إِليه الموز فأكل أكلا جيدا ثم قام فشد وسطه فقال: يقال أشبع الحمار ثم كده: فلم يزل منتصبا حتى أصبح:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد، حَدثنا علي بن المَديني قال سمعت عَبد الرَّحمن، يَعني ابن مهدي قال: ما سمعت سُفيان يسب أحدًا من السلطان قط في شدته عليهم:
(1/96)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد، حَدثنا علي، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن بن مهدي قال: سَمِعتُ سُفيان يقول: إِني لأدعو للسطان، يَعني بالصلاح ،ولكن لا أستطيع أَن أذكر إِلاَّ ما فيهم:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم حدثني محمد بن عِمران بن أَبي ليلى عن حميد بن عَبد الرَّحمن قال كان سُفيان إِذا بلغه شيء هرب إلى مسجد فخلا فيه فكنا نجتمع إِليه وكان ذكر له أَنه أنفذ إِليه مال فقام فخرج على وجهه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم حدثني محمد بن يزيد الرفاعي، حَدثنا يَحيَى بن يمان قال كان الفقراء هم الأمراء في مجلس سُفيان وما رأَيت الغني أذل منه في مجلس سفيان:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أبي قال: حَدثنا أَحمد بن عثمان بن حكيم، قال: سَمِعتُ أبَا نُعَيم يقول: سَمِعتُ سُفيان غير مرة كتب: من سُفيان بن سَعيد إلى محمد بن عَبد الرَّحمن بن أَبي ذئب، سلام عليك فإِني أَحمد إليك الله الذي لا إله إِلاَّ هو أما بعد أوصيك بتقوى الله عز وجل فإِنك إِن إتقيت الله كفاك الناس وإن إتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئًا، وعليك بتقوى الله عز وجل:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا أَحمد بن أَبي الحواري، قال: سَمِعتُ مروان بن معاوية يقول شهدت سُفيان الثَّوري وسألوه عن مسألة في الطلاق فسكت وقال: إِنما هي الفروج:
(1/97)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا طاهر بن خالد بن نزار، قال: قال أَبي: كثيرًا ما كنت أَسمع سُفيان الثَّوري يتمثل بهذين البيتين:
نروح ونغدو لحاجاتنا: : : وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاته: : : وتبقى له حاجة ما بقى:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، قال: سَمِعتُ أبَا نُعَيم عَبد الرَّحمن بن هانئ النخعي قال كان سُفيان الثَّوري يتمثل بهذه الأبيات :
سيكفيك مما أغلق الباب دونه: : : وضن به الأقوام ملح وجردق
ونشرب من ماء الفرات ونغتدي: : : نعارض أَصحاب الثريد الملبق
بحشأ إِذا ماهم تجشوا كأنما: : : ظللت بألوان الخبيص تفتق:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم حدثني أَبو الوليد قال كتب الثَّوري إلى عثمان بن زائدة: أما بعد السلام عليك قد كنت تذكر الري وفي الأَرض مسكة وقد هاج الفتن فانج بنفسك ثم انج، وقد قال النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم: إِن السعيد لمن جنب الفتن:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم، قال: سَمِعتُ قَبيصَة يقول كنا نأتى سُفيان بعد العصر لا يتكلم بِشيءٍ حتى يمسي، ولقد أتيته ذات يوم فرأيت باب المسجد مردودا وظننت أَنه ليس في المسجد أحد فلما دخلت المسجد فإذا المسجد غاص بأهله وهم سكوت وسفيان ساكت لا يتكلم:
(1/98)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، رَضي الله عَنهُ، حَدثنا الحسن بن الربيع، قال: سَمِعتُ أبَا الأَحوص قال كنا عند سُفيان ومعنا شميط فقال سُفيان ذهب الناس وبقينا على حمر دبرة فقال شميط يا أَبَا عَبد الله إِن كانت على الطريق ما أسرع ما نلحق:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي حَدثنا بعض أَصحابنا عن خالي محمد بن عُبَيد قال كان سُفيان الثَّوري إِذا أبطأت عليه بضاعته نقض جذوع بيته فباعها فإذا رجعت بضاعته أعادها:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثناعلي بن محمد، حَدثنا أَبو داود الحفري قال رأَيت سُفيان الثَّوري يوما وقد اضطجع على شقه الأيمن ويقول: هكذا نكون في القبر:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد، قال: سَمِعتُ أَخي الحسن يحكي قال: قدم على سُفيان رجل بمكة فقال: قد بعث إليك معي دقيق، فقال سُفيان: عجل به علينا فإِن بنا إِليه حاجة:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي حَدثنا عَبد الرَّحمن بن مصعب قال كان رجل أعمى يجالس سُفيان فكان إِذا كان شهر رمضان خرج إلى السواد فيصلي بالناس فيكسي ويوهب له فقال سُفيان: إِذا كان يوم القيامة أثيب أهل القرآن من قراءتهم، ويُقال: لمثل هذا: قد تعجلت ثوابك: فقال له الرجل: يا أَبَا عَبد الله تقول هذا لي، وأَنا جليس لك؟ قال: إِني أتخوف أَن يقال لي يوم القيامة: أَنه كان جليس لك أفلا نصحته ؟:
(1/99)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم، حَدثنا أَحمد بن جواس الحنفي سمعت محمد بن عَبد الوهاب السكري قال: ما رأَيت الفقير في مجلس قط كان أعز منه في مجلس سُفيان الثَّوري، ولا رأَيت الغني في مجلس كان أذل منه في مجلس سُفيان الثَّوري:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي، حَدثنا الحارث بن مسلم الرازي قال رأَيت سُفيان وعليه رداء من بين يديه إلى ثدييه ومن خلفه لا يبلغ أليته:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا قَبيصَة قال رأَيت على الثَّوري كساء ما يساوي درهمًا، ورأيت عليه نعلين مخصوفتين قومتهما دينارا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي، قال: سَمِعتُ أَخي الحسن يذكر قال كتب مبارك بن سَعيد أَخو سُفيان إلى سُفيان يشكو إِليه ذهاب بصره قال فكتب إِليه سُفيان أتاني كتابك تكثر شكاتك لربك فاذكر الموت يهون عليك ذهاب بصرك:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن ميسرة قال ذكره عَبد العزيز بن أَبي عثمان قال: قال سُفيان الثَّوريّ: لا تتعرف إلى من لا تعرف وأنكر معرفة من تعرف:
حَدثنا عَبد الرَّحمن حدثني أَبي، حَدثنا علي بن ميسرة، قال: سَمِعتُ عَبد الله بن عيسَى، يَعني الوسواس، قَال: قال لي عثمان بن زائدة كتب إلي سفيان: إحذر الناس، قال فبعث عثمان بن زائدة إلى أبي وكان أدرك طاوُوسا: إِن سُفيان كتب إلي أَن احذر الناس فما معنى إحذر الناس؟ قال احذر ما وراء جيبك:
(1/100)

حَدثنا عَبد الرَّحمن حدثني أَبي، حَدثنا القاسم بن عثمان الجوعي، قال: سَمِعتُ حسين بن روح قال أتى سُفيان الثَّوري رجل فقال: إِنّي مررت بفلان فأَعطاني صرة فيها ألف دينار أعطيك إياها، قال يقول له سُفيان فمررت بأختي فأعطتك شيئًا من دقيقة؟ قَال نعم قال فأتني بصرة الدقيق ورد صرة الدنانير، قال فكان يختبز منها أقراصا ويأكل:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا أَبو عُمير بن النحاس الرملي، حَدثنا وكيع عن سُفيان قال: الزهد في الدنيا قصر الأمل، ليس بأكل الغليظ، ولا لبس العباء:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم، حَدثنا أَحمد بن جواس حدثني ابن عم لسفيان الثَّوري يقال له عَمرو بن حمزة بن سَعيد بن عمه لحا قال كنا إِذا قلنا لسفيان قد وكف البيت قال إطرجوا فوقه رمادا، ولا يأمر بتطيينه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل قال: سَمِعتُ أَبي يقول: قَال ابن أَبي ذئب: ما رأَيت مشرقيا خيرًا من سُفيان الثَّوري:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا سعد بن محمد البيروتي، حَدثنا محمد بن أَبي داود الأزدي، حَدثنا عَبد الرَّزاق قال إجتمع سُفيان الثَّوري، ووُهَيب بن الورد فقال سُفيان لوهيب: يا أَبَا محمد تحب أَن تموت؟ قال وهيب أحب أَن أعيش لعلي أتوب، ثم قال وهيب لسفيان يا أَبَا عَبد الله فأَنت تحب أَن تموت؟ قال سُفيان، وهو مقابل البيت: ورب هذه البنية وَدِدت أَنّي مت الساعة، أظلتك أمور عظائم أظلتك أمور عظائم أظلتك أمور عظائم:
(1/101)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج حدثني عَبد الملك بن سَعيد الأَشجعي قال: كان سُفيان الثَّوري يقول: إِذا كان لك بر فتعبد وإذا لم يكن لك فالتمسه، يَعني من حله:
حَدثنا عبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، حَدثنا ابن فضيل، قال: سَمِعتُ سُفيان يقول: السرائر، السرائر:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، حَدثنا أَبو خالد، قال: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: أَنه ليمر بين يدي المسكين، وأَنا أصلي فأدعه، فإذا مر أحدهم وعليه الثياب يتمشى لم أدعه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، حَدثنا يَحيَى بن اليمان، قال: سمعتُ سُفيان يقول: كنت أشتهي أمرض فأموت فأما اليوم فليتني مت فجاءة:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، حَدثنا يَحيَى بن اليمان قال كثيرًا ما كنت أرى سُفيان الثَّوري مقنع الرأس يشتد في أثر جنازة العبد والأمة:
(1/102)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سنان، قال: سَمِعتُ عَبد الله بن صالح بن مسلم العجلي يقول ليزيد بن هارون يا أَبَا خالد رأَيت سُفيان الثَّوري يوم الجمعة وعليه كساء كذا وممطرا، يَعني كساء صوف، وهو راكب حمار فقلت لرجل يمشي إلى جنبه ما لسفيان اليوم ركب حمارا؟ قال حم اليوم فكره أَن يترك الجمعة فبعث إلى جار له فاستعار حمارا فركب:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو هارون الخراز سمعت إِبراهيم بن موسى، وعَبد الرَّحمن بن الحكم يتذاكران قدوم الثَّوري، الري فقال عَبد الرَّحمن بن الحكم: كان إستأجره أَبو إِسحاق السبيعي لميراث له كان بخوارزم، قلت: بكراء؟ قال: نعم بكراء:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا علي بن شهاب، حَدثنا إِبراهيم بن محمد الشافعي، أَخبَرنا عَبد الله بن رجاء، يَعني المكي، قَال: ما رأَيت أحدًا أكثر ذكرا للموت من سُفيان الثَّوري:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن مسلم حدثني أَحمد بن عَبد الصمد الأَنصاري حدثني عاصم بن فروة، قال: سَمِعتُ الضحاك أَبَا ياسين، قال: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: لا تنظروا إلى قصورهم فإِنَّمَا بنوها من أجلكم: قال وسمعت سُفيان الثَّوري يقول: لولا مجانين الدنيا لخربت الدنيا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد الأَشج، حَدثنا أَبو خالد، قال: سَمِعتُ سُفيان يقول: لا تنظروا إلى دورهم، ولا إِليهم إِذا مروا على المراكب:
(1/103)

حَدثنا أَبو سَعيد الأشج الكندي، حَدثنا يَحيَى بن يمان، قال: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: إِنما مثل الدنيا مثل رغيف عليه عسل، مر به ذباب فقطع جناحه، ومثل رغيف يابس مر به فلم يصبه شيء:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا أَبو صالح الأَحول، يَعني أَحمد بن إِسماعيل الضِّرَاري، قال: سَمِعتُ أبَا أَحمد الزبيري يقول كتب بعض إخوان سُفيان إلى سُفيان أَن عظي وأوجز، فكتب إِليه: بسم الله الرَّحمن الرحيم عافانا الله وإياك من السوء إعلم يا أَخي أَن الدنيا غمها لا يفنى، وفكرها لا ينقضي وفرحها لا يدوم فلا توان فتعطب، والسلام عليك:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي، حَدثنا سهل أَبو الحسن قال سمعت يوسف بن أسباط يقول: ما رأَيت رجلاً قط أترك للدنيا من سُفيان الثَّوري، ومحمد بن النضر الحارثي:
(1/104)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي أَخبَرنا أَبو أُسامة، قال: سَمِعتُ سُفيان الثَّوري يقول: إِني لأبغض الجص لأنه من زينة الدنيا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي حَدثنا عَبد الرَّحمن بن مصعب، قال: سَمِعتُ سُفيان يقول: أَنَا مهون علي لا أبالي ما أكلت، ولا أبالي ما لبست، قال ورأيت سُفيان جالسا ملتحقا بردائه فلم يمس الأَرض منه شيء:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي، قال: سَمِعتُ وَكيعًا يقول كان سُفيان الثَّوري يلبس الفرو ويلبس العباء ومات وله بضاعة مِئَة وخمسون دينارا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي، حَدثنا عَمرو بن محمد العنقزي قال رأَيت سُفيان الثَّوري بمكة وعليه إزار ورداء قد لونهما بمدر وخفان قد خيطهما بخيوط شعر، وقلنسوة قد بلغ نصفها، أَو قال بعضها الوسخ فقومت جميع ما عليه درهمًا ونصف:
(1/105)