باب رسالة الأَوزاعي إلى أبي عُبَيد الله وزير الخليفة في موعظة وسؤال حاجة
 
عبد الرَّحمن بن عَمرو الأَوزاعي
باب رسالة الأَوزاعي إلى أبي عُبَيد الله وزير الخليفة في موعظة وسؤال حاجة
:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة، قال: أَخْبَرني أَبي، عن الأَوزاعيّ؛ أَنه كتب إلى أبي عُبَيد الله: أما بعد؛
فإِني أسأل الله عز وجل أَن لاَ يسلب منك عقلا، ولا دينا وأن يجعل الغالب عليك فيما أَنت فيه التوقي لما كنت تعرف وتكره قبل أَن تبتلي، ولا يجهلك عنه فتنة طمع، ولا كثرة شغل وأن يمن عليك بذكر قلة المتاع وتقريب حضور فراقه ثم يجعلك لحظك فيه مؤثرا وعلى سلبه منك مشفقا فإِنك المرء أحب أَن أتعاهده بذكر ما عسى الله أَن يحدث به خيرًا فإِني أرجو أَن يكون الغيب مني على النصح لك وحب العصمة في دينك وصرف السوء عنك فيه إِن شاء الله، وقد سأَلني إدريس الكتاب إليك فإِن قدرت له رحمك الله على لحق في سكان جبلة طلبت له وأعنته بما عسى الله أَن يجعل قضاء حاجته بما يتسبب منه وأعنت عليه ثم يجزيك به خيرًا ويجعله من النوافل المذخورة في الآخرة إِن شاء الله فعلت والسلام عليك:
(1/187)