ما ذكر من فضل وكيع وزهده وورعه
 
وكيع بن الجراح
ما ذكر من فضل وكيع وزهده وورعه
:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة يقول سَمِعتُ أبَا جَعفر الجَمَّال يقول: أتينا يوما وكيع بن الجراح فلم يخرج إلينا فظننا أَنه يغسل ثيابه فلما كان بعد غد خرج ونحن قعود وعليه ثيابه التي غسلت فلما بصرنا به فزعنا من النور الذي يتلألأ من وجهه، وقال لي رجل كان بجنبي: من هذا؟ ملك هذا؟ فتعجبنا من ذلك النور:
(1/221)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي قال: قال يَحيَى بن يمان: إِن لهذا الحديث رجالا خلقهم الله عز وجل منذ يوم خلق السموات والأَرض، وإن وَكيعًا منهم:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا علي بن الحسين الهرثمي، قال: سَمِعتُ أبَا داود البستي وسأله أَبو بكر الخراز وغيره: من أفضل من أدركت عندك؟ فقال: ما أدركت رجلاً كان أخشع لله عز وجل من وكيع:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي البَصري بمكة، قال: سَمِعتُ القعنبي، يَعني عَبد الله بن مسلمة، قَال كنا عند حَمَّاد بن زيد وجاء وكيع بن الجراح وسأله عن أشياء ثم ذهب فقيل له يا أَبَا إِسماعيل هذا صاحب الثَّوري، فقال: ليس الثَّوري عندنا بأفضل منه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سنان الواسطي قال رأَيت وَكيعًا إِذا قام في الصلاة ليس يتحرك منه شيء، لا يزول، ولا يميل على رجل دون الأخرى، لا يتحرك، كأَنه صخرة قائمة:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سنان قال: قال لي عُمر ابن عثمان إنحدر جانب رداء وكيع، وهو في الصلاة فلم يرده إلى عاتقه:
(1/222)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا أَحمد بن أَبي الحواري، قال: سَمِعتُ وكيع ابن الجراح يقول: ما نعيش إِلاَّ في ستره ولو كشف الغطاء لكشف عن أَمر عظيم: قال وسمعت وَكيعًا يقول: الصدق النية:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل، قال: قلتُ لأَبي أيهما أصلح عندك وكيع، أَو يزيد؟ يَعني ابن هارون، قَال: ما فيهما بحمد الله الأكل إِلاَّ أَن وَكيعًا لم يختلط بالسلطان:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا علي بن محمد الطنافسي، قال: سَمِعتُ وَكيعًا يقول، وذاكره رجل شيئًا من أَمر المعاش، أَو الورع، فقال له وكيع: من أين تأكل؟ قال ميراث ورثته، عَن أَبي، قال من أين هو لأبيك قال: ورثه، عَن أَبيه، قال من أين هو لجدك؟ قال: لا أدري، فقال وكيع: لو أَن رجلاً يظن لا يأكل إِلاَّ الحلال، ولا يلبس إِلاَّ الحلال، ولا يدخل إِلاَّ في حلال، قلنا له: إنزع ثيابك وارم بنفسك في الفرات: ثم قال وكيع: ما نجد إِلاَّ السعة، ما نجد إِلاَّ السعة:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن إِبراهيم بن شُعيب، حَدثنا عَمرو بن علي قال: ما سمعت وَكيعًا ذاكرا أحدًا بسوء قط:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو هارون الخراز، قال: سَمِعتُ يَحيَى بن زياد، يَعني ابن أَبي الخصيب، قَال كنا عند وكيع ومعنا جماعة فقدم إلينا طبقا من رطب فجعل يرفع التمرة إلى فيه يوهمنا أَنه يأكل، ولا يأكلها إِذا هو صائم:
(1/223)