ما ذكر من علم يَحيَى بن سَعيد بناقلة الأخبار ومعرفته بأحوالهم وبصحة الآثار وسقيمها
 
يحيى بن سَعيد القطان
ما ذكر من علم يَحيَى بن سَعيد بناقلة الأخبار ومعرفته بأحوالهم وبصحة الآثار وسقيمها
:
ومن العلماء الجهابذة النقاد من أهل البصرة من الطبقة الثانية يَحيَى ابن سَعيد القطان:
حَدثنا عَبد الرحمَن قال ذكره أَبي، حَدثنا عَبد الرَّحمن بن عُمر رستة الأصبهاني، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن بن مهدي يقول: إختلفوا يوما عند شُعبة فقالوا إجعل بيننا وبينك حكما، فقال قد رضيت بالأحول، يَعني يَحيَى بن سَعيد القطان، فما برحنا حتى جاء يَحيَى فتحاكموا إِليه فقضى على شُعبة، فقال له شُعبة، ومن يطيق نقدك، أَوْ من له مثل نقدك يا أحول:
قال أَبو محمد هذه غاية المنزلة إذ إختاره شُعبة من بين أهل العلم ثم بلغ من دالته بنفسه وصلابته في دينه أَن قضى على شُعبة:
(1/232)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخبَرنا عَبد الله بن أَحمد بن حَنبل فيما كتب إلي، قال: قال أَبي، يَعني أَحمد بن حَنبل -: ما رأينا مثل يَحيَى بن سَعيد في هذا الشأن، يَعني في معرفة الحديث ورواته، هو كان صاحب هذا الشأن، فقلتُ له:، ولا هُشَيم؟ فقال: هُشَيم شيخ، وما رأينا مثل يحيى، وجعل يرفع أمره جدا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن حمويه بن الحسن، قال: سَمِعتُ أبَا طالب، يَعني أَحمد بن حميد، قَال: قال أَحمد بن حَنبل: لم يكن في زمان يَحيَى القطان مثله، كان تعلم من شُعبة:
حَدثنا محمد بن سَعيد المقرئ، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن، يَعني ابن الحكم بن بشير، يقول: لم يكن بالبصرة بعد شُعبة مثل يَحيَى بن سعيد، وجعل يثني عليه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل، حَدثنا علي، يَعني ابن المَديني، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن قال: قال سُفيان: يَحيَى بن سَعيد يريد شقيقا عن عَبد الله:
قال أَبو محمد، يَعني أَنه لا يرضى إِلاَّ برواية الحفاظ المتقنين:
حَدثنا عَبد الرَّحمن حدثني أبي قال: سُئِل أَحمد بن حَنبل عن يَحيَى بن سعيد، وعَبد الرَّحمن بن مهدي، ووَكيع فقال: كان يَحيَى أبصرهم بالرجال وأنقاهم حديثا، وأظنه قال، وأثبتهم:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذكره أَبي، حَدثنا أَبو الدرداء عَبد العزيز بن منيب، قال: سَمِعتُ محمد بن الأزهر الجوزجاني، قال: قلتُ لأَحمد بن حَنبل: لم لا تقول ليحيى بن سَعيد قل حَدثنا؟ فقال: مثل يَحيَى يقال له: قل حَدثنا ؟:
(1/233)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن أَحمد بن البراء قال: قال علي بن المَديني، كان من بعد سُفيان الثَّوري يَحيَى بن سَعيد القطان، كان يذهب مذهب سُفيان الثَّوري وأَصحاب عَبد الله بن مسعود:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: إِذا إختلف ابن المبارك، ويَحيي بن سَعيد وسفيان بن عُيَينة في حديث أخذ يقول يَحيَى بن سعيد:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو سَعيد بن يَحيَى بن سَعيد القطان، قال: سَمِعتُ يزيد بن هارون يقول، وهو يُحَدِّثنا بحديث شَريك عن جابر الجعفي فقال: يَحيَى بن سعيد، وعَبد الرَّحمن بن مهدي لم أسقطا جابر الجعفي؟ أما يخافان أَن يأخذهما في القيامة فيقول لهما لم أسقطتما عدلي؟ ثم فكر ساعة ثم رفع رأسه فقال: والله ما أرى حملهما على ذلك إِلاَّ الورع:
قال أَبو سَعيد رأَيت جدي في المنام فقصصت عليه ما سمعت من يزيد بن هارون فلما بلغت ذكر جابر الجعفي قال: سبحان الله لم يكن بعدل:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن أَحمد بن البراء قال: قال علي بن عَبد الله ابن المَدينيّ: نظرت فإذا الإِسناد يدور على ستة، الزُّهْري، وعَمرو بن دينار وقتادة، ويَحيي بن أَبي كثير، وأبي إِسحاق، يَعني الهمداني، وسُلَيمان الأَعمش، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أَصحاب الأصناف فممن صنف من أهل الحجاز مالك بن أَنس، وابن جريج، ومحمد بن إِسحاق وسفيان بن عُيَينة، ومن أهل البصرة شُعبة، وسَعيد بن أَبي عَرُوبَة، وحَماد بن سلمة، ومَعْمَر، وأَبو عوانة، ومن أهل الكوفة سُفيان الثَّوري، ومن أهل الشام الأَوزاعي، ومن أهل واسط هُشَيم: ثم صار علم هؤلاء الاِثني عشر إلى ستة، إلى يَحيَى بن سعيد، وعَبد الرَّحمن بن مهدي، ووَكيع بن الجراح، ويَحيي بن أَبي زائدة، ويَحيي بن آدم، وعَبد الله بن المبارك:
(1/234)