باب ما ذكر من سخاء ابن المبارك وطهارة خلقه
 
عبد الله بن المبارك
باب ما ذكر من سخاء ابن المبارك وطهارة خلقه
:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبي، حَدثنا أَحمد بن أَبي الحواري، قال: سَمِعتُ عَبد الله بن أَحمد، حَدثنا عَبد الرَّحمن الأَحول، قال: سَمِعتُ ابن المبارك يقول: لما أردت أَن أرتحل من عند معمر، بعثت إِليه بوصيف وألف درهم، فلما شددت متاعي لأرتحل، جاءني شاب من أَصحاب الحديث، فذكر لي حديثا عن معمر لم أَسمعه، فقال لي: سله قبل أَن ترتحل، فقلتُ: لاَ آتي الشيخ بعد ما وصلته أسأله فيحدثني به على غير ما كان يحدثني به قبل أَن أصله، فارتحل وما سأله عنه:
(1/276)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: سَمِعتُ الحسن بن الربيع يقول: ما رأينا الزما ورد إِلاَّ عند ابن المبارك بالكوفة، كان يتخذ طعاما، ويدعو أَصحاب الحديث، ويمد كرباسة بالطول ويلقي عليه الثياب ويؤكل عليه، وكان يتخذ الفالوذجات المعقدة ويطعم أَصحاب الحديث:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حدثني أَبي، حَدثنا موسى بن المبارك الرازي قال: شكا أَبو أُسامة إلى ابن المبارك دينا عليه، وسأله أَن يكلم له بعض إخوانه، قال: فعمد ابن المبارك إلى خمس مِئَة درهم من ماله، فوجهها ليلا مع رسول له، وتقدم إلى الرسول أَن لاَ يعلمه من وجهه إِليه، قال: فأَتاه الرسول فدفع إِليه الخمس مِئَة، فقبضها منه وظن أنها جاءته من مكان آخر، قال: ثم إِن أَبَا أُسامة لقي عَبد الله بن المبارك بعد ذلك، فذكره الحاجة فسكت عنه ابن المبارك، فأعاد عليه مرتين، أَو ثلاثا فقال له ابن المبارك: فلعلها قد أتتك:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: سَمِعتُ عَبدَة بن سُليمان قال: كنا مع ابن المبارك بالمصيصة قال: فأول ما جاء الليل أهديت إِليه جام لبأ على يد بني لي، فقبل منه وصر في كفه دينارا ثم لقيته في السوق فقلت با أَبَا عَبد الرَّحمن وجهت إليك، فقال أسكت لا تتكلم بِشيءٍ، وكنت قد كتبت عَنه قبل ذلك حديثا كثيرًا:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة رحمه الله يقول بلغني أَن ابن المبارك قال لأَبي نُعَيم: أخرج إلى صنعاء في نفقتي، فامتنع:
(1/277)