باب ما ذكر من علم أَحمد بن محمد بن حَنبل وفقهه
 
أَحمد بن حَنبل
باب ما ذكر من علم أَحمد بن محمد بن حَنبل وفقهه
:
ومن العلماء الجهابذة النقاد من الطبقة الثالثة من أهل بغداد أَبو عَبد الله أَحمد بن محمد بن حَنبل بن هلال بن أَسد الشَيباني رحمه الله
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، قال: حَدثني الحارث بن العباس، قال: قلتُ لأَبي مُسهر تعرف أحدًا يحفظ على هذه الأُمة أمر دينها؟ قال: لا أعلمه إِلاَّ شابا في ناحية المشرق، يَعني أَحمد بن حَنبل:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سنان الواسطي عن عَبد الرَّحمن بن مهدي؛ أَنه رأى أَحمد بن حَنبل أقبل إِليه، أَو قام من عنده، فقال: هذا أعلم الناس بحديث سُفيان الثَّوري:
(1/292)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَبو بكر أَحمد بن القاسم بن عطية الرازي، حَدثنا عَبد الله بن أَحمد بن شبويه، قال: سَمِعتُ قُتَيبة بن سَعيد يقول: لو أدرك أَحمد بن حَنبل عصر الثَّوري، ومالك والأَوزاعي والليث بن سعد لكان هو المقدم، قلتُ لقتيبة: يضم أَحمد بن حَنبل إلى التابعين؟ قال: إلى كبار التابعين:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سلمة بن عَبد الله النيسابوري قال: قال عَبد الله بن أَبي زياد سَمِعتُ أبَا عُبَيد القاسم بن سلام يقول: إنتهى العلم إلى أربعة، إلى أَحمد بن حَنبل، وهو أفقههم فيه، وإلى علي بن المَديني، وهو أعلمهم به، وإلى يَحيَى بن مَعين، وهو أكتبهم له، وإلى أَبي بكر بن أَبي شيبة، وهو أَحفظهم له:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سلمة النيسابوري، قال: ذكرتُ لقُتَيبة بن سَعيد يَحيَى بن يحيى، وإِسحاق بن راهويه، وأَحمد بن حَنبل فقال: أَحمد بن حَنبل أكثر من سميتهم كلهم:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: أَبو عَبد الله الطهراني، قال: سَمِعتُ أبَا ثور إِبراهيم بن خالد يقول: أَحمد بن حَنبل أعلم، أَو أفقه من الثَّوري:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سلمة النيسابوري، قال: سَمِعتُ إِسحاق بن راهويه يقول: كنت أجالس بالعراق أَحمد بن حَنبل، ويَحيي بن مَعين وأَصحابنا فكنا نتذاكر الحديث من طريق وطريقين وثلاثة فيقول يَحيَى بن مَعين من بينهم: وطريق كذا، فأَقول أليس قد صح هذا بإجماع منا؟ فيقولون: نعم، فأَقول ما مراده؟ ما تفسيره؟ ما فقهه؟ فيبقون كلهم إِلاَّ أَحمد بن حَنبل:
(1/293)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَألتُ أَبي رحمه الله عن أَحمد بن حَنبل وعلي بن المَدينيّ: أيهما كان أَحفظ؟ قال: كانا في الحفظ متقاربين، وكان أَحمد أفقه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة يقول: ما رأَيت أحدًا أجمع من أَحمد بن حَنبل، وما رأَيت أكمل منه، إجتمع فيه زهد وفضل وفقه وأشياء كثيرة، قيل له: إِسحاق بن راهويه؟ فقال: أَحمد بن حَنبل أكثر من إِسحاق وأفقه من إِسحاق، ولم أزل أَسمع الناس يذكرون أَحمد بن حَنبل يقدمونه على يَحيَى بن مَعين وعلى أبي خَيثمة:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ محمد بن مسلم بن وارة وسئل عن علي بن المَديني، ويَحيي بن مَعين أيهما كان أَحفظ؟ قال: علي كان أسرد وأتقن، ويَحيي أفهم بصحيح الحديث وسقيمه، وأجمعهم أَبو عَبد الله أَحمد بن حَنبل، كان صاحب فقه وصاحب حفظ وصاحب معرفة:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة وقيل له: إختيار أَحمد بن حَنبل، وإِسحاق بن راهويه أَحَب إليك أم قول الشافعي؟ قال: بل إختيار أَحمد بن حَنبل، وإِسحاق بن راهويه أحب إلي من قول الشافعي:
حَدثنا عَبد الرَّحمن قال وسمعت أَبا زُرعَة يقول: ما أعلم في أَصحابنا أسود الرأس أفقه من أَحمد بن حَنبل، قيل له: إِسحاق بن راهويه فقال: حسبك بأبي يعقوب فقيها:
(1/294)