باب ما أظهر الله عز وجل لأَحمد بن حَنبل من العز يوم وفاته
 
أَحمد بن حَنبل
باب ما أظهر الله عز وجل لأَحمد بن حَنبل من العز يوم وفاته
:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ صالح بن أَحمد بن حَنبل قال توفي أبي أَحمد بن حَنبل يوم الجمعة لإثنتي عشرة خلت من ربيع الأول لساعتين من النهار واجتمع الناس في الشوارع فوجهت إِليهم أعلمهم بوفاته وأني أخرجه بعد العصر فلم يقنعوا بالرسول حتى وردت عليهم فغسلناه وأدرجناه في ثلاث لفائف وكفناه وحضر نحو من مِئَة من بني هاشم ونحن نكفنه وجعلوا يقبلون جبهته فبعد حين رفعناه على السرير وبلغ كراء الزواريق ما شاء الله وعبر الناس في السفن الكبار وجعل يصب على الناس الماء حتى صرنا إلى الصحراء ووضع السرير والناس قد أخذوا في الشوارع والدروب فصلى عليه الأمير بن طاهر ولم يعلم الناس بذلك فلما كان من الغد علم الناس فجعلوا يجيئون ويصلون على القبر ومكث الناس كم شاء الله يأتون يصلون على القبر:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة يقول: بلغني أَن المتوكل أَمر أَن يمسح الموضع الذي وقف الناس عليه حيث صلى على أَحمد بن حَنبل فبلغ مقام ألفي ألف وخمسمِئَة ألف:
(1/312)

حَدثنا عَبد الرَّحمن حدثني أَبو بكر محمد بن عباس المكي، قال: سَمِعتُ الوركاني جار أَحمد بن حَنبل قال أَسلم يوم مات أَحمد بن حَنبل عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس، قال وسمعت الوركاني يقول يوم مات أَحمد بن حَنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف المسلمين واليهود والنصارى والمجوس:
(1/313)