باب ما ذكر من رحلة أَبي زُرعَة في طلب العلم
 
أبو زُرعَة الرازي
باب ما ذكر من رحلة أَبي زُرعَة في طلب العلم
:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سُئِل أَبو زُرعَة في أي سنة كتبتم، عَن أَبي نُعَيم؟ قال في سنة أَربع عشرة ومِئَتين، ومات في سنة ثماني عشرة ومِئَتين:
(1/339)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة يقول: خرجت من الري المرة الثانية سنة سبع وعشرين ومِئَتين ورجعت سنة إثنتين وثلاثين في أولها، بدأت فحججت ثم خرجت إلى مصر فأقمت بمصر خمسة عشر شهرا وكنت عزمت في بدو قدومي مصر أَني أقل المقام بها، فلما رأَيت كثرة العلم بها وكثرة الإستفادة عزمت على المقام ولم أكن عزمت على سماع كتب الشافعي ، فلما عزمت على المقام وجهت إلى أعرف رجل بمصر بكتب الشافعي فقبلتها منه بثمانين درهمًا أَن يكتبها كلها وأعطيته الكاغذ وكنت حملت معي ثوبين ديبقيين لأقطعهما لنفسي فلما عزمت على كتابتها أمرت ببيعهما فبيعا بستين درهمًا واشتريت مِئَة ورقة كاغذ بعشرة دراهم كتبت فيها كتب الشافعي:
ثم خرجت إلى الشام فأقمت بها ما أقمت، ثم خرجت إلى الجزيرة وأقمت ما أقمت، ثم رجعت إلى بغداد سنة ثلاثين في آخرها، ورجعت إلى الكوفة وأقمت بها ما أقمت وقدمت البصرة فكتبت بها عن شَيبان، وعَبد الأَعلَى:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ محمد بن عوف يقول: كان أَبو زُرعَة عندنا بحمص سنة ثلاثين ومِئَتين:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سمعت أَبا زُرعَة يقول أقمت في خرجتي الثالثة بالشام والعراق ومصر أَربع سنين وستة أشهر فما أعلم أَنّي طبخت فيها قدرا بيد نفسي:
(1/340)