باب ما ذكر من جلالة أبي أَبو حاتم عند أهل العلم وغيرهم
 
أبو حاتم الرازي
باب ما ذكر من جلالة أبي أَبو حاتم عند أهل العلم وغيرهم
:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: سأَلني أَحمد بن حَنبل عن مشايخ الرَّي قلت: إِبراهيم بن موسى، وهو في عافية، قال كيف تركتم أَبَا زياد؟ كان رفيقي بالبصرة عند مُعتَمر بن سُليمان، قلنا: هو في عافيه، وسأَلني، عَن ابن حميد:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: أَتيت محمد بن المصفى الحِمصي يوما فقال لي: قد كتبت جزءا من حديثك فحدثني به، فقلت: إِنما جئنا لنسمع منك، فلم يدعني حتى قرأت عليه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي رحمه الله يقول كنا إِذا إجتمعنا عند محدث أنا، وأَبو زُرعَة كنت أتولى الإنتخاب وكنت إِذا كتبت حديثا عن ثقة لم أعده وكنت أكتب ما ليس عندي، وكان أَبو زُرعَة إِذا إنتخب يكثر الكتابة، كان إِذا رأى حديثا جيدا قد كتبه عن غيره أعاده:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: كلمني دُحَيم في حديث أهل طبرية وقد كانوا سألوني التحديث فأبيت عليهم وقلت بلدة يكون فيها مثل أبي سَعيد دُحَيم القاضي أحدث أنا؟ فكلمني دُحَيم فقال إِن هذه بلدة نائية عن جادة الطريق فقل من يقدم عليهم، فحدثتهم:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: أتينا مالك بن سعد ابن عم روح بن عبادة بالبصرة فقلنا أخرج إلينا من حديثك:
فكان يخرج الجزئين والثلاثة، قلنا له أخرج إلينا ملء جوالق كتبا حتى ننظر فيها، فأخرج إلينا الشيخ جوالق ملأ كتب في ظهره فوضع بين أيدينا فكتبنا منها حديثا كثيرًا ثم أخذت عنه مقدار عشرين جزءا من مصنفات روح وغيره فقلت أحمل وأنظر فيه؟ قال أحمل، وأعدك في وقت أجيئك إلى منزلك فأحدثك ثم، فوعدته ليوم يجيء فكان حدث سبب وبكرت إلى شيخ وجاء الشيخ فقعد ينتظرنا فلم يزل ينتظرنا إلى قريب من وقت الظهر فجئنا نحن في ذلك الوقت فدفعنا إِليه ما كان معنا مكتوبا فقرأ علينا:
(1/361)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: كان سلمة بن شبيب قدم البصرة فكتبت بخطي عنه شيئًا كثيرًا فالتقيت معه فأعلمته أَنّي كتبت من حديثه أشياء أريد أَن أَسمعها، فقال: أَنا أجيئك غدا فقضى أَنّي
بكرت على بُنْدَار ونسيت ميعاده فأَنا عند بُنْدَار إذ قد أقبل سلمة فقال له بُنْدَار: يا أَبَا عَبد الرَّحمن كنا نحن أولى أَن نأتيك، فقال ليس إياك أَتيت إِنما جئت بسبب أبي حاتم أقرأ عليه شيئًا، قال أَبي: فتشورت مما قال في وجه الشيخ ثم قال: ما تشاء؟ قلتُ: إِن شئت إنتظرت حتى يفرغ بُنْدَار من القراءة، وإن شئت مضيت حتى أجيئك إلى المنزل، فقال: لا، بل إنتظر حتى تفرغ من السماع، فلما فرغت من السماع دخلنا مسجدا فأخذ كتابي فقرأ كل شيء كان معي فعددت ما قرأ على إِحدَى عشرة ورقة بخطي دقيق:
(1/362)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبي يقول: وذكر ابن أَبي عُمر العدني، فقال: كان من المصلين، أتيته فيما بين المغرب والعشاء فإذا هو قائم يصلي كأَنه خشبة فلما رآني خفف وسلم فقال: ما حاجة أبي حاتم؟ قلت كذا وكذا، وقال أبي أَتيت أَحمد بن يَحيَى الصوفي لأسمع منه فإذا قد كتب جزءا من حديثي فقال: إقرأه علي، فقلت إِنما جئت لأسمع منك، فلم يدعني حتى قرأت عليه:
(1/362)