باب التيقظ في أخذ العلم والتثبت فيه
 
جماع أبواب الجرح والتعديل
باب التيقظ في أخذ العلم والتثبت فيه
:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سنان، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن بن مهدي يقول: سَمِعتُ شُعبة يقول كنت أَنظر إلى فم قتادة فإذا قال للشيء حَدثنا عنيت به فوقفته عليه وإذا لم يقل حَدثنا لم أعن به:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل، حَدثنا علي بن المَديني، قال: سَمِعتُ يَحيَى بن سَعيد يقول ينبغي لكتبة الحديث أَن يكون ثبت الأخذ ويفهم ما يقال له ويبصر الرجل، يَعني المحدث، ثم يتعاهد ذلك منه، يَعني نطقه، يقول حَدثنا، أَو سمعت، أَو يرسله فقد قال هشام بن عُروَة: إِذا حدثك رجل بحديث فقل عمن هذا؟ أَو فممن سمعته فإِن الرجل يحدث عن آخر دونه، يَعني دونه في الإتقان والصدق، قال يحيى: فعجبت من فطنته:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل، حَدثنا علي بن المَديني، قال: سَمِعتُ يَحيَى بن سَعيد وذكر توقيف، الرجال على سماع الحديث، يَعني المحدثين، فقال قلت ليحيى بن سَعيد الأَنصاري، وهو قاض في حديث معاذ بن جبل: سمعته من سَعيد بن المُسيَّب؟ قال نعم:
(2/34)

حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل، حَدثنا علي بن المَديني، قال: سَمِعتُ يَحيَى بن سَعيد يقول كلما حدث به شُعبة عن رجل فقد كفاك أمره فلا تحتاج أَن تقول لذلك الرجل سمع ممن حدث عنه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا يُونُس بن حبيب، حَدثنا أَبو داود، حَدثنا شُعبة بحديث عَبد الله بن دينار، عَن ابن عُمر قال نهى النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم عن بيع الولاء وعن هبته، فقلت: أَنت سمعته منه؟ قال نعم سأله ابنه عنه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا صالح بن أَحمد بن حَنبل، حَدثنا علي، يَعني ابن عَبد الله المَديني، قال: قلتُ ليحيى، يَعني ابن سَعيد أخبرني أَبَا سَعيد عن رجل ليس بحافظ لكتبه يدفع إِليه رقاع يقرؤها لا يحفظها؟ قال: ما يعجبني هذا السماع:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا يُونُس بن حبيب، حَدثنا أَبو داود، حَدثنا شُعبة عن عَبد الرَّحمن بن القاسم، عَن أَبيه عن عائشة أنها أرادت أَن تشتري بريرة، فذكر الحديث، قال شُعبة فقلت لسِماك بن حَرب إِني أتقى أَن أسأله عن الإِسناد فسله أَنت، قال وكان في خلقه شيء قال: له سماك بعد ما حدث أحدثك هذا أبوك عن عائشة؟ قال عَبد الرَّحمن نعم، فلما خرج قال لي سماك يا شُعبة إستوثقت لك منه:
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا أَحمد بن سنان، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن بن مهدي يقول خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظن، الحكم والحديث، يَعني لا يستعمل حسن الظن في قبول الرواية عمن ليس بمرضي:
حَدثنا عَبد الرَّحمن حدثني أَبي، حَدثنا يعقوب بن إِبراهيم الدوروقي قال: قال عَبد الرَّحمن بن مهدي لا يكون الرجل إماما من يسمع من كل أحد، ولا يكون إماما في الحديث من يحدث بكل ما سمع، ولا يكون إماما في الحديث من يتبع شواذ الحديث، والحفظ هو الإتقان:
(2/35)

حَدثنا عَبد الرَّحمن حدثني أبي، حَدثنا ابن أَبي الحواري، قال: سَمِعتُ مروان بن محمد يقول ثلاثة لا يستغني عنها صاحب العلم، الصدق، والحفظ وصحة الكتب، فإِن أخطأته واحدة لم تضره أَن أخطأه الحفظ فرجع إلى كتب صحيحة لم يضره:
(2/36)