فائــدة: إن كان المختار الإمساك عما شَجَرَ بين الصحابة فلا يجب الاعتقاد بأن كل واحد منهم كان مجتهدا متأولا؟
 
/قال شَيخُ الإِسْلاَم ابن تَيْمِية‏:‏
فائــدة
ومما ينبغي أن يعلم‏:‏ أنه وإن كان المختار الإمساك عما شَجَرَ بين الصحابة، والاستغفار للطائفتين جميعًا وموالاتهم، فليس من الواجب اعتقاد أن كل واحد من العسْكَر لم يكن إلا مجتهدًا متأولًًًًا؛ كالعلماء، بل فيهم المذنب والمسىء، وفيهم المقصر في الاجتهاد لنوع من الهوى، لكن إذا كانت السيئة في حسنات كثيرة كانت مرجوحة مغفورة‏.‏
وأهل السنة تحسن القول فيهم وتترحم عليهم، وتستغفر لهم، لكن لا يعتقدون العِصْمَة من الإقرار على الذنوب، وعلى الخطأ في الاجتهاد، إلا لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ومَنْ سواه فيجوز عليه الإقرار على الذنب والخطأ، لكن هم كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ‏}‏ الآية‏[‏الأحقاف‏:‏16‏]‏‏.‏
وفضائل الأعمال إنما هي بنتائجها وعواقبها لا بصورها‏.‏