قول الإمام الذهبي
 
باب ذكر نبذ من إمتيازات هذا الكتاب.
قول الإمام الذهبي
:
قال الإمام الذهبي "كتابه في الجرح والتعديل: يقضي له بالرتبة المتقنة في الحفظ، وكان الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام أَبو محمد عَبد الرَّحمن بن الحافظ الكبير أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التَّميمي بحرًا في العلوم، ومعرفة الرجال، صنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين وكان زاهدًا يعد من الأبدال:
" سمعت يَحيَى بن مَعين يقول أَنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة من مائتي سنة قال محمد فدخلت عَلى ابن أَبي حاتم، وهو يحدث بكتاب الجرح والتعديل فحدثته بهذا فبكى وارتعدت يداه وسقط الكتاب وجعل يبكي ويستعيدني الحكاية":
لما كان هذا الكتاب من ابسط الكتب في نقد الرجال وتعديلهم سبقنا إلى طبعه بحيث أن الضرورة داعية في هذه الأزمنة على إقتفاء هذه الأصول المنصوصة في علم الرواية والنقل ولاسيما في المحاضرات والمكالمات لاناتركنا أُسوة الأنبياء والصالحين وطريقة العلماء والمحدثين فياليتنا نقتدي بهداهم إمتثالا لامر الله تعالى فبهداهم أقتده:
قال صاحب كشف الظنون" وهو كتاب كبير" قلت، وعلى الظاهر أَن هذا الكتاب محتو على أَربع مجلدات كما بين في آخر النسخة السعيدية ولكنا قسمناه على ثمانية أجزاء لاستيفاء النظر فيها وسهولة الطبع، فابتدأنا الجزء الثالث من النسخة السعيدية لحصول النسختين من هذا الكتاب وقسمناه على قسمين، الأول والثاني، وما وجدنا من البدائع في هذا الكتاب فهي:
الأول، واهم ما اودعه المصنف في هذا الكتاب أَن لاَ يحط الرجال والرواة عن شانهم بل يظهر حالهم بابدع ما يمكن واصح ما يكون، كما قال: عَبد الواحد بن غياث:
رَوَى عَن: قزعة بن سويد، وحَماد بن سلمة روى عنه أَبو زُرعَة، والحسن بن الليث:
حَدَّثنا عَبد الرَّحمن، قال: سُئِل أَبو زُرعَة عنه، فَقال: صَدُوقٌ ص-23-
(6/412)

الثاني، أَنه أخذ الأحوط في جرح الرجال ونقدهم وقال عَبد الواحد بن قيس، الذي رَوَى عَنه الأَوزاعي فقال كان شبه لا شيء الثالث لما كان المصنف رحمه الله من أعلم العلماء بمعرفة الرجال قد أتى بالدقائق التي لم يصل إِليها غيره قال: عَبد الواحد بن واصل أَبو عبيدة الحداد قال: قال أَبو عَبد الله أَحمد بن حَنبل أَبو عبيدة الحداد لم يكن صاحب حفظ وكان كتابه صحيحًا ص-24:
عبد الكريم بن عَبد الكريم التاجر:
رَوَى عَن: الحسن بن مسلم عن الحسين بن واقد:
حَدَّثنا عَبد الرَّحمن، قال: سأَلتُ أَبي عنه، فقال: لاَ أَعرِفُه وحديثه يدل على الكذب: 62-:
الرابع - وعنده ميزان العدل يعدل به أقوال الأَئِمة - قال: حَدَّثنا عَبد الرَّحمن، قال: سأَلتُ أَبي، عَن أَبي بكر الحنفي فقال لا بأْس به صالح الحديث: ص62-:
وهذا من العجائب أن في تصحيح هذا الكتاب أشترك حضرة العلامة الفاضل الناقد في علم الرجال مولانا الشيخ عَبد الرَّحمن اليَماني بمناسبة اسم المصنف رحمه الله- وامعن النظر فيه العلامة الشهير مولانا الأستاذ مناظرًا حسن گيلاني أستاذ الجامعة العثمانية:
وهذا من النعم السابغة علينا أَنا فرغنا من طبع هذا الكتاب في عهد جلالة الملك مولانا السلطان سلطان العلوم النواب مير عثمان على خان نظام الملك آصفجاه السابع خلد الله ملكه وسلطنته وحفظ الله ولي عهده الأعظم النواب الدكتور أعظم جاه بهادر وابنه المعظم النواب الدكتور معظم
جاه بهادر وحفيده المكرم النواب مكرم جاه بهادر، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين:
خادم العلم السيد هاشم الندوي:
(6/413)