فصل: في طريق الوصول إلى ذلك
 
فصل‏:‏
وأما طريق الوصول إلى ذلك‏:‏ فبالاجتهاد في فعل المأمور وترك المحظور والاستعانة به على ذلك ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا‏.‏ ولكن قل قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان‏)‏ وفي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى على رجل فقال المقضي عليه‏:‏ حسبي الله ونعم الوكيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس فإذا غلبك أمر فقل‏:‏ حسبي الله ونعم الوكيل‏)‏‏.‏ فأمر النبي صلى الله عليه وسلم العبد بأن يحرص على ما ينفعه ويستعين بالله على ذلك والحرص على ما ينفعه هو الاجتهاد في الخير وهو العبادة؛ فإن كل ما ينفع العبد فهو مأمور بطلبه وإنما ينهى عن طلب ما يضره - وإن اعتقد أنه ينفعه - كما يطلب المحرمات وهي تضره ويطلب المفضول الذي لا ينفعه والله تعالى أباح للمؤمنين الطيبات وهي ما ينفعهم وحرم عليهم الخبائث وهي ما يضرهم والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏ وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا‏.‏