سئل عن تفسير قوله تعالى {وأما الذين سعدوا ففي الجنة}
 
/وسُئلَ ـ رَحِمُه الله ـ عن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏108‏]‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 104‏]‏‏.‏
فأجاب‏:‏
الحمد لله، قال طوائف من العلماء أن قوله‏:‏ ‏{‏مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ‏}‏ أراد بها سماء الجنة وأرض الجنة، كما ثبت فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وسَقْفُه عرش الرحمن‏)‏، وقال بعض العلماء فى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏105‏]‏، هى أرض الجنة‏.‏
وعلى هذا، فلا منافاة بين انطواء هذه السماء وبقاء السماء التى هى سقف الجنة، إذ كل ما علا فإنه يسمى فى اللغة سماء، كما يسمى السحاب سماء، والسقف سماء‏.‏
/ وأيضًا، فإن السموات وإن طُوِيَت وكانت كالمُهْلِ، واستحالت عن صورتها، فإن ذلك لا يوجب عدمها وفسادها، بل أصلها باق، بتحويلها من حال إلى حال، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ‏}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 48‏]‏، وإذا بدلت فإنه لا يزال سماء دائمة، وأرض دائمة‏.‏ والله أعلم‏.‏