بعض الأخبار الموضوعة
 
ومـا يروونه‏:‏ كنت كنزًا لا أعـرف‏!‏ فـأحببت أن أعـرف، فخلقت خلـقًا فعرفتهم بي، فبي عرفـوني، هـذا ليس مـن كـلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعـرف لـه إسـنادًا صحيـحًا ولا ضعيـفًا‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن الله خلق العقل، فقال له‏:‏ أقبل‏.‏ فأقبل، ثم قال له‏:‏ أدبر‏.‏ فأدبر، فقال‏:‏ وعزتي/وجلالي ما خلقت خلقًا أشرف منك، فبك آخذ وبك أعطي‏)‏ هذا الحديث باطل موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث‏.‏
وما يروونه‏:‏ ‏(‏حب الدنيا رأس كل خطيئة‏)‏، هذا معروف عن جندب بن عبد الله البجلي، وأما عن النبي صلى الله عليه وسلم فليس له إسناد معروف‏.‏
وما يروونه‏:‏ ‏(‏الدنيا حظوة رجل مؤمن‏)‏ هذا لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره من سلف الأمة ولا أئمتها‏.‏
وما يروونه‏:‏ ‏(‏من بورك له في شيء فليلزمه، ومن ألزم نفسه شيئًا لزمه‏)‏، الأول‏:‏ يؤثر عن بعض السلف، والثاني‏:‏ باطل فإن من ألزم نفسه شيئًا قد يلزمه وقد لا يلزمه، بحسب ما يأمر به الله ورسوله‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اتخذوا مع الفقراء أيادي فإن لهم في غد دولة وأي دولة‏؟‏‏!‏‏)‏، ‏(‏الفقر فخري وبه أفتخر‏)‏ كلاهما كذب لا يعرف في شيء من كتب المسلمين المعروفة‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أنا مدينة العلم وعلي بابها‏)‏ هذا الحديث ضعيف، بل موضوع عند أهل العلم بالحديث،/ولكن قد رواه الترمذي وغيره، ورفع هذا وهو كذب‏.‏
وما يروونه‏:‏ أنه يقعد الفقراء يوم القيامة ويقول‏:‏ ‏(‏وعزتي وجلالي ما زويت الدنيا عنكم لهوانكم علي، ولكن أردت أن أرفع قدركم في هذا اليوم، انطلقوا إلى الموقف‏.‏ فمن أحسن إليكم بكسرة، أو سقاكم شربة ماء، أو كساكم خرقة انطلقوا به إلى الجنة‏)‏، قال الشيخ‏:‏ الثاني كذب لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث، وهو باطل خلاف الكتاب والسنة والإجماع‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما قدم إلى المدينة خرجن بنات النجار بالدفوف وهن يقلن‏:‏
طلع البدر علينا ** من ثنيات الوداع
إلي آخر الشعر، فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏هُزُّوا غرابيلكم بارك الله فيكم‏)‏ حديث النسوة وضرب الدف في الأفراح صحيح؛ فقد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وأما قوله‏:‏ ‏(‏هزوا غرابيلكم‏)‏ هذا لا يعرف عنه‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي، فأسكني في أحب البقاع إليك‏)‏، هذا /حديث باطل كذب، وقد رواه الترمذي وغيره، بل إنه قال لمكة‏:‏ ‏(‏إنك أحب بلاد الله إلي‏)‏‏.‏ وقال ‏(‏إنك لأحب البلاد إلى الله‏)‏‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَنْ زارني وزار أبي إبراهيم في عام دخل الجنة‏)‏، هذا كذب موضوع، ولم يروه أحد من أهل العلم بالحديث‏.‏
ومـا يروونه عـن على ـ رضي الله عنـه ـ‏:‏ أن أعـرابيًا صلى ونقـر صلاته فقال علي‏:‏ لا تنقـر صـلاتك‏.‏ فقال الأعـرابي‏:‏ يـا علي، لو نقـرهـا أبـوك مـا دخـل النار‏.‏ هــذا كذب‏.‏
وما يروونه عن عمر‏:‏ أنه قتل أباه، هذا كذب‏.‏ فإن أباه مات قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏‏(‏كنت نبيًا وآدم بين الماء والطين‏)‏‏.‏ ‏(‏وكنت وآدم لا ماء ولا طين‏)‏، هذا اللفظ كذب باطل‏.‏
وما يروونه‏:‏ ‏(‏العازب فراشه من نار، مسكين رجل بلا امرأة، ومسكينة امرأة بلا رجل‏)‏، هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
/ولم يثبت عن إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ لما بني البيت صلى في كل ركن ألف ركعة؛ فأوحي الله تعالى إليه‏:‏‏(‏يا إبراهيم، ما هذا سد جوعة أو ستر عورة‏)‏، هذا كذب ظاهر، ليس هو في شيء من كتب المسلمين‏.‏
وما يروونه‏:‏ ‏(‏لا تكرهوا الفتنة، فإن فيها حصاد المنافقين‏)‏، هذا ليس معروفًا عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
وما يروونه‏:‏ ‏(‏من علم أخاه آية من كتاب الله ملك رِقَّه‏)‏، هذا كذب ليس في شيء من كتب أهل العلم‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اطلعت على ذنوب أمتي، فلم أجد أعظم ذنبًا ممن تعلم آية ثم نسيها‏)‏‏.‏ إذا صح هذا الحديث فهذا عني بالنسيان التلاوة‏.‏ ولفظ الحديث أنه قال‏:‏ ‏(‏يوجد من سيئات أمتي الرجل يؤتيه الله آية من القرآن، فينام عنها حتى ينساها‏)‏ والنسيان الذي هو بمعني الإعراض عن القرآن، وترك الإيمان والعمل به، وأما إهمال درسه حتى ينسي فهو من الذنوب‏.‏
وما يروونه‏:‏ ‏(‏أن آية من القرآن خير من محمد وآل محمد‏)‏‏.‏ القرآن كلام الله، منزل، غير مخلوق، فلا يشبه بغيره‏.‏ اللفظ المذكور غير مأثور‏.‏
/وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من علم علمًا نافعًا وأخفاه عن المسلمين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار‏)‏، هذا معناه معروف في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من سئل عن علم يعلمه، فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار‏)‏‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إذا وصلتم إلى ما شجر بين أصحابي فأمسكوا، وإذا وصلتم إلى القضاء والقدر فأمسكوا‏)‏ هذا مأثور بأسانيد منقطعة‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لسلمان الفارسي ـ وهو يأكل العنب ـ‏:‏ ‏(‏دو، دو‏)‏ يعني‏:‏ عنبتين، عنبتين هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وهو باطل‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَنْ زَنَي بامرأة، فجاءت منه ببنت، فللزاني أن يتزوج
بابنته من الزنا‏)‏ هذا يقوله من ليس من أصحاب الشافعي،وبعضهم ينقله عن الشافعي‏.‏ ومن أصحاب الشافعي من أنكر ذلك عنه، وقال‏:‏ إنه لم يصرح بتحليل ذلك، ولكن صرح بحل ذلك من الرضاعة إذا رضع من لبن المرأة الحامل من الزنا‏.‏ وعامة العلماء؛ كأحمد وأبي حنيفة وغيرهما متفقون على تحريم ذلك‏.‏ وهذا أظهر القولين في مذهب مالك‏.‏
/وما يروونه‏:‏ ‏(‏أحق ما أخذتم عليه أجرة كتاب الله‏)‏ نعم، ثبت ذلك أنه قال‏:‏ ‏(‏أحق ما أخذتم عليه أجرة كتاب الله‏)‏ لكنه في حديث الرقية، وكان الجعل على عافية مريض القوم لا على التلاوة‏.‏
وهل يحرم اتخاذ أبراج الحمام إذا طارت من الأبراج تحط على زراعات الناس وتأكل الحب‏.‏ فهل يحرم اتخاذ أبراج الحمام في القري والبلدان لهذا السبب‏؟‏ نعم، إذا كان يضر بالناس منع منه‏.‏
وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من ظلم ذميًا كان الله خصمه يوم القيامة، أو كنت خصمه يوم القيامة‏)‏ هذا ضعيف، لكن المعروف عنه أنه قال‏:‏ ‏(‏من قتل معاهدًا بغير حق لم يَرَحْ رائحةَ الجنة‏)‏‏.‏
وما يروونه عنه‏:‏ ‏(‏من أسرج سراجًا في مسجد لم تزل الملائكة وحملة العرش تستغفر له ما دام في المسجد ضَوْءُ ذلك السراج‏)‏،هذا لا أعرف له إسنادًا عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.