الفصل الخامس:النطفة والوراثة
 

بسم الله الرحمن الرحيم

النطفة والوراثة

ولكن احدهم أثار ان الوراثة أو البرنامج الوراثي للانسان يوجد في نطفة الرجل، ويتحدد فيها تفاصيل الانسان الذي سيولد أذكر ام أنثى، ما هو لون العينين ولون الجلد ولون الشعر الى آخره، أي أن الانسان تكون صفات خلقه موجودة في شفرة خاصة في نطثة الرجل، فلما قرئت عليه الآية الكريمة

قتل الانسان ما أكفره من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره عبس 17_19

قال

لا يمكن أن أن يكون هذا الا من عند الله

هذه الأبحاث كلها التي ذكرتها وشهادات العلماء مدونة ومسجلة بالصوت والصورة في المؤتمرات المتعاقبة عن الاعجاز في القرآن الكريم، وهي مؤتمرات عقدت في الدول الاسلامية المختلفة، ويستطيع كل من يريد أن يرجع الى هذه الأشرطة ويشاهد هؤلاء العلماء وهم يتحدثون ويتكلمون، بل ان عالما منهم شهر اسلامه، وشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله أمام الحاضرين في أحد هذه المؤتمرات وهو البروفيسور التايلاندي " تاجاثات تاجاسن" وهو من أكبر علماء العالم في علم التشريح، وذلك عندما كان يتحدث عن الأعصاب، وكيف أنها موجودة تحت الجلد مباشرة، بحيث اذا احترق الجلد انتهى الاحساس بالالم تماما، والله سبحانه وتعالى يقول عن أهل النار

كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب النساء 56

ذلك أن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا الى أن عذاب النار، عذاب دائم مستمر لا يخفف ولا يتوقف، ولما كان في علمه سبحانه وتعالى وهو الخالق، لا يخفف ولا يتوقف، ولما كان من علمه سبحانه وتعالى وهو الخالق، أن الجلود اذا احترقت انتهى الاحساس بالألم، نبهنا أن جلود أهل النار كلما احترقت بدلهم الله جلودا غيرها ليستمر شعورهم بالعذاب

وعندما عرض معنى هذه الآيات على البروفيسور تاجاثات جاسن، قال

أهذا الكلام قيل منذ أربعة عشر قرنا؟ قالوا

نعم قال

ان هذه الحقيقة لم يعرفها الا العلم الحديث، ولا يمكن أن يكون قائلها بشر، بل هي من الله سبحانه وتعالى، وحان الوقت لأن أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله

ولنا أن نتأمل هذه الأية الكريمة

كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب

ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الله سبحانه وتعالى لم يلفتنا الى أنه كلما احترقت جلود أهل النار بدلهم غيرها، أكان من الممكن أن نعرف كيف سيستمر عذاب اهل النار بلا توقف وأن احساسهم بالعذاب دائم؟ الحقيقة العلمية تقول

ان الأعصاب موجودة تحت الجلد، فاذا احترق الجلد فلت يحس الانسان بالألم، وهذا ما بيّنه لنا القرآن الكريم عن كيفية استمرار العذاب، كان الكفار العاصون سيقولون ستعذب فترة قصيرة حتى تحترق جلودنا، ثم بعد ذلك لا نحس بأي عذاب أو ألم، ولكان هذا تشجيعا للانسان على الاستهانة بعذاب الله في الآخرة، لأنه لن يستمر العذاب الا لفترة قصيرة يحترق الجلد فيها وتموت تحته الأعصاب وينتهي العذاب، لوجد هناك تصادم بين القرآن الكريم والحقائق العلمية، في أن الكفار سيخلدون في عذاب جهنم، وذلك في قوله سبحانه وتعالى

ان المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتّر عنهم وهم فيه مبلسون الزخرف 74_75

ولا يفتر معناها، لا يخفف، فكيف يقول الله سبحانه وتعالى ان أهل جهنم سيدخلون في العذاب، وأنه لن يخفف عنهم، مع أنهم اذا احترقت جلودهم فقدوا الاحساس بالألم، وهذا ما لم يعرفه البشر الا حديثا؟! ألا يكفي هذا كدليل مادي على أن القرآن الكريم من عند الله؟ ألا يكفي هذا أيضا كدليل مادي، على أن الذي خلق هو الذي قال واذا كان هذا قد دفع عالما من اكبر علماء علم التشريع وهو العارف بأسرار هذا العلم، أن يعلن اسلامه أمام الناس في مؤتمر عام، وقد بهره الاعجاز الالهي ووجد بين يديه الدليل المادي على وجود الله فنطق بالشهادتين، ألا يكفي هذا ليؤمن العالم كله ويؤمن اهل الأرض جميعا؟