الفصل الخامس:الأصل الواحد للكون
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الأصل الواحد للكون

ونحن نكتفي بهذا الجزء بالنسبة للانسان، ذلك أننا نريد أن نتحدث عن آيات أخرى في الكون بالنسبة لغير الانسان، بالنسبة للكون نفسه، والأصل الواحد للكون

يقول الله سبحانه وتعالى

أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رثقا ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شيء حيّ، أفلا يؤمنون الأنبياء 30

لقد عرض معنى هذه الآية في مؤتمر الاعجاز القرآني في السعودية على الدكتور ألفرد كرونر، وهو من أشهر علماء العالم في الجيولوجيا، وعندما قرأ المعنى أخذ يصيح

مستحيل، مستحيل أن تكون هذه الحقائق قد ذكرت في أي كتاب منذ أربعة عشر قرنا

اننا لم نصل الى هذه الحقيقة العلمية الا منذ سنوات، وباستخدام وسائل علمية متقدمة جدا وبعد دراسات معقدة طويلة خاصة بعلم الطبيعة النووية، والأصل الواحد للكون لا يمكن أن يكون قد توصل اليه بشر منذ ألف وأربعمائة سنة، ولكن الوسائل العلمية الحديثة الآن في وضع تستطيع أن تثبت ما قاله محمد منذ ألف وأربعمائة سنة

ولعلنا جميعا نذكر تجربة صعود الانسان الى القمر، وكيف كان العلماء يحلمون قبل اتمام هذه التجربة بالعناصر النادرة التي سيجدونها على سطح القمر، وبالمواد التي سيحضرونها، وكيف أنه سيكون فيها مواد تشفي أمراضا لا يوجد لها دواء على الأرض ومواد اذا أضيفت لعناصر الأرض نتجت عنها عناصر جديدة لم تعرفها البشرية وأخذت أحلامهم تزداد عما سيضيفونه الى الكرة الأرضية من عناصر غير موجودة، واشتد الخيال وامتلأت الرؤوس بالأحلام

ثم ماذا حدث؟ صعد الانسان الى القمر ومشى فوق سطحه، وجاء بعينات من الصخور الموجودة تحت السطح وعادوا بها الى الأرض

واذا بهم يكتشفون أن سطح القمر مكون من نفس عناصر سطح الأرض، وأن صخور القمر في تركيباتها هي نفس صخور الأرض وأنهما من أصل واحد

ألم يكن هذا كافيا كدليل مادي قوي لكي يؤمنوا؟ ألم يكن اثبات نظرية الأصل الواحد للسموات والأرض، الذي أخبرنا الله به سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، ومنذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة دليلا كافيا على وجود الله، وعلى أنه الخالق؟ ان العالم الذي قال

ان الوسائل العلمية الحديثة الآن في وضع تستطيع أن تثبت ما قاله محمد منذ ألف وأربعمائة سنة، وهو البرفيسور ألفريد كرونر، عالم مراوغ جدا، حتى انه كان يحاول أن يتهرب من الاجابة، لكيلا يشهد بان هذا العلم قد أنزل من الله شبحانه وتعالى، حتى انه في كل ما كان يقول

( ان محمد قال) فقالوا له

سنثبت لك أن محمد لم ينطق الا بوحي من الله، وأنه في عدد من الأحاديث النبوية اعجاز نرجو أن تفسره لنا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أبو هريرة يقول في جزء منه

( لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا)، أي مزارع وبساتين وأنهارا، ولما سئل الدكتور كرونر هل كانت ارض العرب بساتين وأنهار كما روى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال

نعم، فقيل له متى كان ذلك؟ قال

في العصر الجليدي الأول الذي مر به العالم في عصوره الأولى

وسئل كرونر

ومن الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة؟ قال

ربما علم ذلك من الرومان الذي كانوا متقدمين في هذه العلوم، فسألوه هل تعود بلاد العرب بساتين وأنهار مرة اخرى؟ قال

نعم هذه حقيقة علمية، قالوا

كيف تقول على شيء سيقع في المستقبل أنه حقيقة علمية، قال

لأن العصر الجليدي الثاني بدأ، ومن مقدماته ذلك الشتاء القارس والعواصف الثلجية التي بدأت تزحف على أوروبا في السنوات الأخيرة وكل شتاء يأتي سيكون أقسى من الذي قبله، فكتلة الجليد في القطب الشمالي بدأت تزحف ببطء نحو الجنوب، وهي في كل عام تقترب، ولكن ببطء جدا من المنطقة التي فيها بلاد العرب، عندما يزداد هذا الاقتراب بعد فترة طويلة من منطقة بلاد العرب ستعود بساتين وأنهارا

وعندما سئل الدكتور كرونر

هل الرومان هم الذين أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن بلاد العرب ستعود بساتين وأنهارا؟ قال

لا يمكن أن يحدث ذلك الا بوحي من السماء