الفصل الخامس:اعجاز يتلوه اعجاز
 

بسم الله الرحمن الرحيم

اعجاز يتلوه اعجاز

نعود الى الآية الكريمة

أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رثقا ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شيء حيّ، أفلا يؤمنون الأنبياء 30

في هذه الآية أعطانا الله سرا من أسرار الحياة وهو الماء

ولقد اصبح هذا حقيقة علمية يعترف بها العالم أجمع، فالصور الحديثة التي تلتقط بالأقمار الصناعية وسفن الفضاء والكواكب القريبة من الأرض، يستطيع العلماء أن يتنبأوا اذا كان في هذه الكواكب حياة أم لا؟ رغم أن هذه الصور لا تأتي بالتفاصيل الدقيقة التي تبيّن اذا كانت هناك مخلوقات موجودة على سطح هذه الكوكب أم لا؟ ولكن مجرد علمهم بأن الصور لا تدل على وجود الماء على سطح الكواكب فانهم يؤكدون أنه لا حياة فيه، فاذا كان هناك ما يشير الى أن الماء موجود تحدثوا عن احتمالات الحياة، وعملية وجود الماء هي من قدرة الله سبحانه وتعالى التي احتفظ بها لنفسه، وهي عندنا في الأرض تتم دون عمل من الانسان، بل هي عطاء من الله، بخار الماء يتصاعد من البحار والمحيطات، ويتكثف في طبقات الجو العليا وينزل مطرا، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى

أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون الواقعة 68_70

اذن الماء هو رزق من السماء بقدرة الله، وكل من يدعي غير ذلك نطالبه أن ينشيء لنا نخرا صغير وسط الصحراء، ويملأه بالماء ان كان يستطيع، ولن يستطيع، ولكن اعتراف العلم ويقينه من أن وجود الماء معناه وجود الحياة، لم يلفتهم الى ما ذكره القرآن الكريم منذ أربعو عشر قرنا، وكان يجب ان يلتفتوا الى هذا الاعجاز، فيؤمنوا بالله خالقا وموجودا والها واحدا، ولذلك يقول الحق جل جلاله

أفلا يؤمنون