الفصل السادس:شهادة التاريخ
 

بسم الله الرحمن الرحيم

شهادة التاريخ

نلاحظ أن الحق سبحانه وتعالى عندما يذكر في القرآن الكريم شيئا عن حاكم مصر في عصر موسى عليه السلام، كان يسميه فرعون، أي أن الذين حكموا مصر أطلق عليهم القرآن اسم الفراعنة، فيقول تعالى

قال ياقوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون الزخرف 51

وهذا يتفق مع التاريخ أن الذين حكموا مصر في العصور القديمة هم الفراعنة، اذن حكام مصر القدامى فراعنة، والقرآن سماهم فراعنة، فاذا أتينا الى سورة يوسف عليه السلام وجدنا أن الله سبحانه وتعالى، وهو يروي لنا قصة يوسف في مصر، لم يلقب حاكم مصر بفرعون، بل لقبه بالملك فقال تعالى

وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي يوسف 54

وقوله تعالى

وقال الملك اني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف يوسف 43

اذن فثابت من القرآن الكريم أن يوسف عاش في مصر، وأنه خلال وجوده في صر اختلف في القرآن الكريم اسم حاكم مصر، فلم يكن يلقب بفرعون، بل لقب باسم الملك، ويمضي الزمن ويكتشف حجر رشيد ثم تحل رموز اللغة المصرية القديمة، ويثبت أن يوسف عليه السلام عاش في مصر في الفترة الت احتلها فيها الهكسوس، وأن هؤلاء لم يكونوا من الفراعنة، وأن حاكمهم كان يطلق عليه الملك، ولم يكن يطلق عليه اسم فرعون، وأن المصريين طردوا الهكسوس، وعاد الفراعنة الى الحكم مرة أخرى، من الذي أنبأ محمدا عليه الصلاة والسلام بهذه الحقائق التاريخية التي لم يعرفها العالم الا في الفترة الأخيرة بعد اكتشاف حجر رشيد؟ وكيف علم أن يوسف كان في عهد الهكسوس وأن موسى كان في عهد الفراعنة

وهكذا يأبى الله تعالى الا أن يعطينا الدليل المادي التاريخي على اعجاز هذا القرآن، وعلى أن الله يعلم ما في الدنيا والآخرة، وأنه بكل شيء عليم، وحتى يظهر ذلك لعباده بالدليل المادي على اعجاز هذا القرآن، وعلى ان الله يعلم ما في الدنيا والآخرة، وأنه بكل شيء عليم، وحتى يظهر ذلك لعباده وبالدليل المادي جاء بحقيقة تاريخية لم سكن يعلمها أحد من البشر وقت نزول القرآن، وذكرها في متابه العزيز، حتى اذا تقدم الزمن وكشف الله لخلقه ما شاء من علمه، وفي الوقت الذي تظهر فيه هذه الحقيقة وتخرج الى علم البشر، حتى تكون معجزة من معجزات القرآن ويظهرها الله، بعد نزول القرآن الكريم بعدة قرون

على أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى من اسرار ملكه ما شاء لمن يشاء، وكشف عما شاء من علمه لمن شاء، ولكنه احتفظ لنفسه بعلم بدء الحياة أو الخلق، وبعوامل استمرار الحياة، وبنهاية الحياة وهي الموت، فمهما تقدم العلم وازدهر، وكشف الله من أسرار كونه، فان الله هو الذي يحي ويميت، وسيظل يحيي ويميت الى أن تأتي الآهرة ويتم الحساب، وتقبض روح ملك الكزت فلا يصبح هناك موت ولكن خلود، اما في الجنة واما في النار