سئل: هل يجب أن تكون النية مقارنة للتكبير؟
 
وَسُئِلَ‏:‏ هل يجب أن تكون النية مقارنة للتكبير ‏؟‏ والمسؤول أن يوضح لنا كيفية مقارنتها للتكبير، كما ذكر الشافعي أنه لا تصح الصلاة إلا / بمقارنتها التكبير‏.‏ وهذا يعسر‏؟‏
فأجاب ‏:‏
أما مقارنتها التكبير، فللعلماء فيه قولان مشهوران‏:‏
أحدهما‏:‏ لا يجب ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏
والمقارنة المشروطة‏:‏ قد تفسر بوقوع التكبير عقيب النية، وهذا ممكن لا صعوبة فيه، بل عامة الناس إنما يصلون هكذا، وهذا أمر ضروري، لو كلفوا تركه لعجزوا عنه‏.‏
وقد تفسر بانبساط آخر النية على آخر التكبير، بحيث يكون أولها مع أوله، وآخرها مع آخره‏.‏ وهذا لا يصح؛ لأنه يقتضي عزوب كمال النية في أول الصلاة، وخلو أول الصلاة عن النية الواجبة‏.‏
وقد تفسر بحضور جميع النية مع جميع آخر التكبير، وهذا تنازعوا في إمكانه‏.‏
فمن العلماء من قال‏:‏ إن هذا غير ممكن، ولا مقدور للبشر عليه، فضلا عن وجوبه، ولو قيل بإمكانه، فهو متعسر، في سقط بالحرج‏.‏
/وأيضًا، فمما يبطل هذا والذي قبله، أن المكبر ينبغي له أن يتدبر التكبير ويتصوره، في كون قلبه مشغولا بمعنى التكبير، لا بما يشغله عن ذلك من استحضار النية؛ ولأن النية من الشروط، والشروط تتقدم العبادات، ويستمر حكمها إلى آخرها، كالطهارة‏.‏ واللّه أعلم‏.‏