وسئل ـ رحمه الله ـ عن رفع اليدين بعد القيام من الجلسة بعد الركعتين الأوليين
 
وسئل ـ رحمه الله ـ عن رفع اليدين بعد القيام من الجلسة بعد الركعتين الأوليين‏:‏ هل هو مندوب إليه‏؟‏ وهل فعله النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحد من الصحابة‏؟‏
فأجاب‏:‏
نعم، هو مندوب إليه عند محققي العلماء العالمين بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو إحدى الروايتين عن أحمد، وقول طائفة من أصحابه، وأصحاب الشافعي وغيرهم‏.‏ وقد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والسنن‏.‏ ففي البخاري، وسنن أبي داود، والنسائي عن نافع‏:‏ أن ابن عمر كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه‏.‏ وإذا ركع رفع يديه‏.‏ وإذا قال‏:‏ سمع الله لمن حمده رفع يديه‏.‏ وإذا قام من الركعتين رفع يديه ورفع ذلك ابن عمر/ إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
وعن على بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة، كبر ورفع يديه حذو منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضي قراءته‏.‏ وإذا أراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع من الركوع، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد‏.‏ وإذا قام من الركعتين، رفع يديه كذلك وكبر رواه أحمد وأبو داود، وهذا لفظه، وابن ماجه، والترمذي، وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏.‏ وعن أبي حُمَيد السَّاعدي أنه ذكر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه‏:‏ إذا قام من السجدتين، كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، كما صنع حين افتتح الصلاة‏.‏ رواه الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه والنسائي، والترمذي، وصححه‏.‏
فهذه أحاديث صحيحة ثابتة، مع ما في ذلك من الآثار، وليس لها ما يصلح أن يكون معارضًا مقاومًا، فضلًا عن أن يكون راجحًا‏.‏ والله أعلم‏.‏