سئل: عمن يصلي التراويح بعد المغرب‏:‏ هل هو سنة أم بدعة‏؟‏
 
وسئل ـ رحمه الله ـ عمن يصلي التراويح بعد المغرب‏:‏ هل هو سنة أم بدعة‏؟‏ وذكروا أن الإمام الشافعي صلاها بعد المغرب، وتممها بعد العشاء الآخرة‏؟‏
فأجاب‏:‏
الحمد للَّه رب العالمين‏.‏ السنة في التراويح أن تصلي بعد العشاء الآخرة، كما اتفق على ذلك السلف والأئمـة‏.‏ والنقـل المذكـور / عن الشافعي ـ رضي الله عنه ـ باطل، فما كان الأئمـة يصلونها إلا بعد العشاء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد خلفائه الراشدين، وعلى ذلك أئمة المسلمين، لا يعرف عن أحد أنه تعمد صلاتها قبل العشاء، فإن هذه تسمي قيام رمضان، كما قـال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن الله فرض عليكم صيام رمضان، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه، غفر له ما تقدم من ذنبه‏)‏‏.‏ وقيام الليل في رمضان وغيره، إنما يكون بعد العشاء‏.‏ وقد جاء مصرحاً به في السنن‏:‏ أنه لما صلى بهم قيام رمضان صلى بعد العشاء‏.‏
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قيامه بالليل هو وتره، يصلي بالليل في رمضان وغير رمضان إحدي عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، لكن كان يصليها طوالا‏.‏ فلما كان ذلك يشق على الناس، قام بهم أبي بن كعب في زمن عمر بن الخطاب عشرين ركعة، يوتر بعدها، ويخفف فيها القيام، فكان تضعيف العدد عوضاً عن طول القيام‏.‏ وكان بعض السلف يقوم أربعين ركعة فيكون قيامها أخف، ويوتر بعدها بثلاث‏.‏ وكان بعضهم يقوم بست وثلاثين ركعة يوتر بعدها، وقيامهم المعروف عنهم بعد العشاء الآخرة‏.‏
ولكن الرافضة تكره صلاة التراويح‏.‏ فإذا صلوها قبل العشاء الآخرة لا تكون هي صلاة التراويح، كما أنهم إذا توضؤوا يغسلون / أرجلهم أول الوضوء، ويمسحونها في آخره‏.‏ فمن صلاها قبل العشاء، فقد سلك سبيل المبتدعة المخالفين للسنة‏.‏ والله أعلم‏.‏