سئل‏:‏ عن قراءة المؤتم خلف الإمام‏:‏ جائزة أم لا‏؟‏
 
/ وسئل‏:‏ عن قراءة المؤتم خلف الإمام‏:‏ جائزة أم لا‏؟‏ وإذا قرأ خلف الإمام‏:‏ هل عليه إثم في ذلك، أم لا‏؟‏
فأجاب‏:‏
القراءة خلف الإمام في الصلاة لا تبطل عند الأئمة ـ رضوان الله عليهم ـ لكن تنازع العلماء أيما أفضل في حق المأموم‏؟‏
فمذهب مالك والشافعي وأحمد‏:‏ أن الأفضل له أن يقرأ في حال سكوت الإمام‏:‏ كصلاة الظهر، والعصر، والأخيرتين من المغرب والعشاء، وكذلك يقرأ في صلاة الجهر إذا لم يسمع قراءته‏.‏ ومذهب أبي حنيفة‏:‏ أن الأفضل ألا يقرأ خلفه بحال، والسلف ـ رضوان الله عليهم من الصحابة والتابعين ـ منهم من كان يقرأ، ومنهم من كان لا يقرأ خلف الإمام‏.‏
وأما إذا سمع المأموم قراءة الإمام، فجمهور العلماء على أنه يستمع ولا يقرأ بحال، وهذا مذهب أبي حنيفة، ومالك وأحمد، وغيرهم‏.‏ ومذهب الشافعي أنه يقرأ حال الجهر بالفاتحة خاصة، ومذهب / طائفة كالأوزاعي وغيره من الشاميين يقرأها استحباباً، وهو اختيار جدنا‏.‏
والذي عليه جمهور العلماء هو الفرق بين حال الجهر، وحال المخافتة، فيقرأ في حال السر، ولا يقرأ في حال الجهر، وهذا أعدل الأقوال؛ لأن الله تعالى قال‏:‏ ‏{‏وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏204‏]‏، فإذا قرأ الإمام فليستمع، وإذا سكت، فليقرأ فإن القراءة خير من السكوت الذي لا استماع معه‏.‏ ومن قرأ القرآن، فله بكل حرف عشر حسنات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يفوت هذا الأجر بلا فائدة، بل يكون إما مستمعاً، وإما قارئاً‏.‏ والله ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم‏.‏