سئل: عن الصلاة يوم الجمعة بالسجدة‏‏ هل تجب المداومة عليها أم لا‏؟‏
 
وسئل عن الصلاة يوم الجمعة بالسجدة‏:‏ هل تجب المداومة عليها أم لا‏؟‏
فأجاب‏:‏
الحمد لله‏.‏ ليست قراءة ‏[‏حم‏.‏تنزيل ‏]‏ ‏[‏سورة السجدة‏]‏، التي فيها السجدة ولا غيرها من ذوات السجود واجبة في فجر الجمعة باتفاق الأئمة، ومن اعتقد ذلك واجبًا أو ذم من ترك ذلك، فهو ضال مخطئ، يجب عليه / أن يتوب من ذلك باتفاق الأئمة‏.‏ وإنما تنازع العلماء في استحباب ذلك وكراهيته‏.‏ فعند مالك يكره أن يقرأ بالسجدة في الجهر‏.‏ والصحيح‏:‏ أنه لا يكره، كقول أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد؛ لأنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنه سجد في العشاء بــ ‏{‏إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ‏}‏ ‏[‏سورة الانشقاق‏]‏، وثبت عنه في الصحيحين‏:‏ أنه كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة ‏[‏الحـم‏.‏ تنزيل‏]‏ و ‏[‏هل أتي‏]‏ ‏[‏سورة الإنسان‏]‏، وعند مالك‏:‏ يكره أن يقصد سورة بعينها‏.‏ وأما الشافعي وأحمد‏:‏ فيستحبون ما جاءت به السنة، مثل الجمعة والمنافقين في الجمعة‏.‏ والذاريات واقتربت في العيد، و ‏[‏الحـم‏.‏ تنزيل‏}‏ و‏[‏هل أتي‏]‏ في فجر الجمعة‏.‏
لكن هنا مسألتان نافعتان‏:‏
إحداهما‏:‏ أنه لا يستحب أن يقرأ بسورة فيها سجدة أخرى باتفاق الأئمة، فليس الاستحباب لأجل السجدة، بل للسورتين، والسجدة جاءت اتفاقًا‏.‏ فإن هاتين السورتين فيهما ذكر ما يكون في يوم الجمعة من الخلق والبعث‏.‏
الثانية‏:‏ أنه لا ينبغي المداومة عليها، بحيث يتوهم الجهال أنها واجبة، وأن تاركها مسيء، بل ينبغي تركها أحيانًا لعدم وجوبها‏.‏ والله أعلم‏.‏