فصل: جاء ذكر الصلاة والزكاة في القرآن مجملاً
 
فصل
وجاء ذكر الصلاة والزكاة في القرآن مجملاً، فبينه الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن بيانه ـ أيضًا ـ من الوحي؛ لأنه ـ سبحانه ـ أنزل عليه الكتاب والحكمة‏.‏
/قال حسان بن عطية‏:‏ كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة يعلمه إياها، كما يعلمه القرآن‏.‏ وقد ذكرت في الصلاة
فصلاً قبل هذا‏.‏
والمقصود هنا ذكر الزكاة‏.‏ فنذكر مـا تيسـر من أحكامهـا، وبعـض الأحاديـث، وشيئًا من أقوال الفقهاء‏.‏ فقد سمي الله الزكـاة صدقة، وزكاة‏.‏ ولفظ الزكاة في اللغة يدل على النمو، والزرع‏.‏ يقال فـيه‏:‏ زكـا، إذا نمـا، ولا ينمــو إلا إذا خلـص مـن الدَّغَل‏.‏ فلهـذا كانت هذه اللفظة في الشريعة تدل على الطهارة‏:‏ ‏{‏قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا‏}‏ ‏[‏الشمس‏:‏ 9‏]‏، ‏{‏قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّي‏}‏ ‏[‏الأعلى‏:‏ 14‏]‏‏.‏ نفس المتصدق تزكو، وماله يزكو، يطهر ويزيد في المعني‏.‏
وقد أفهم الشرع أنها شرعت للمواساة، ولا تكون المواساة إلا فيما له مال من الأموال، فحد له أنصبة، ووضعها في الأموال النامية، فمن ذلك ما ينمو بنفسه؛ كالماشية، والحرث‏.‏ وما ينمو بتغير عينه والتصرف فيه كالعين، وجعل المال المأخوذ على حساب التعب، فما وجد من أموال الجاهلية هو أقله تعبًا ففيه الخمس، ثم ما فيه التعب من طرف واحد فيه نصف الخمس، وهو العشر فيما سقته السماء‏.‏ وما فيه التعب من طرفين فيه ربع الخمس، وهو نصف العشر فيما سقي بالنضح، وما فيه التعب في طول السنة كالعين ففيه ثمن ذلك وهو ربع العشر‏.‏