فصــل: الأشجار والأحجار والعيون ونحوها مما ينذر لها
 
فصــل
وأما الأشجار والأحجار والعيون ونحوها مما ينذر لها بعض العامة، /أو يعلقون بها خرقـا، أو غير ذلك، أو يأخـذون ورقها يتبركون بـه، أو يصلـون عندها، أو نحو ذلك، فهذا كله من البدع المنكرة، وهو من عمل أهل الجاهلية، ومن أسباب الشرك بالله تعالى، وقـد كـان للمشركين شجرة يعلقون بها أسلحتهم يسمونها ‏[‏ذات أنواط‏]‏، فقال بعض الناس‏:‏ يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط، فقال‏:‏ ‏(‏الله أكبر، قلتم كما قال قوم موسى لموسى‏:‏ ‏{‏اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏138‏]‏، إنها السنن، لتركبن سنن من كان قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته فى الطريق لفعلتموه‏)‏‏.‏ وقد بلغ عمر ابن الخطاب أن قوما يقصدون الصلاة عند ‏(‏الشجرة‏)‏ التى كانت تحتها بيعة الرضوان، التى بايع النبي صلى الله عليه وسلم الناس تحتها فأمر بتلك الشجرة فقطعت‏.‏ وقد اتفق علماء الدين على أن من نذر عبادة فى بقعة من هذه البقاع، لم يكن ذلك نذرا يجب الوفاء به،ولا مزية للعبادة فيها‏.‏