ترجمة الإمام الصنعاني رحمه الله صاحب سبل السلام شرح بلوغ المرام
 
هو السيد، العلامة، بدر الملة النَّيِّر، المؤيَّد بالله: محمد ابن الإمام، المتوكل على الله: إسماعيل بن صلاح، الأمير، الصنعاني، اليمني : الإمام الكبير، المحدث، الأصولي، المتكلم الشهير؛ قرأ كتب الحديث، وبرع فيها؛ وكان إماما في الزهد والورع، يعتقده العامة والخاصة، ويأتونه بالنذور، فيردها ويقول: إن قبولها تقرير لهم على اعتقادهم أنه من الصالحين، وهو يخاف أنه من الهالكين.
حكى بعض أولاده: أنه قرأ - وهو يصلي بالناس صلاة الصبح -: (هل أتاك حديث الغاشية)، فبكى وغشي عليه؛ وكان والده: ولي الله بلا نزاع، من أكابر الأئمة وأهل الزهد والورع، استوى عنده الذهب والحجر؛ وخلف أولادا هم أعيان العلماء والحكماء.
قال الشيخ أحمد بن عبد القادر الحفظي، الشافعي، - في ذخيرة الآمال، في شرح عقد جواهر اللآل -: الإمام، السيد، المجتهد الشهير، المحدث الكبير، السراج المنير: محمد بن إسماعيل، الأمير، مسند الديار، ومجدد الدين في الأقطار، صنف أكثر من مائة مؤلف، وهو لا ينسب إلى مذهب، بل مذهبه: الحديث.
قال: أخذ عن علماء الحرمين، واستجاز منهم، وارتبط بأسانيدهم.
له مصنفات جليلة ممتعة، تنبئ عن سعة علمه، وغزارة اطلاعه على العلوم النقلية والعقلية، وكان ذا علم كبير، ورياسة عالية، وله في النظم اليد الطولى، بلغ رتبة الاجتهاد المطلق، ولم يقلد أحدا من أهل المذاهب، وصار إماما، كاملا، مكملا بنفسه.
مصنفاته أزيد من أن تذكر ، منها: (سبل السلام، شرح بلوغ المرام)، و(منحة الغفار، حاشية ضوء النهار)؛ و (إسبال المطر، على قصب السكر) و (جمع التشتيت، في شرح أبيات التثبيت) و(توضيح الأفكار، في شرح تنقيح الأنظار)... إلى غير ذلك من الرسائل والمسائل التي لا تحصى، وكلها فريدة في بابها، خطيبة في محرابها؛ حجَّ وزار، واستفاد من علماء الحرمين الشريفين، وغيرهم من فضلاء الأمصار، فهو أكرم من أن يصفه مثلي، وقفت له على قصائد بديعة، ونظم رائق، وكان له صولة في الصدع بالحق، واتباع السنة، وترك البدعة، لم ير مثله في هذا الأمر.
توفي - رحمه الله - في سنة 1182 هـ.
أفاده القنوجي رحمه الله في أبجد العلوم.