وعن أنَسٍ رضيَ الله عنهُ قالَ: قالَ رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: ــــ في المرأةِ تَرَى في منَامِهَا ما يَرَى الرجُلُ ــــ قالَ: "تَغْتَسِلُ" متفق عليه. زادَ مُسْلمٌ: فقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وهلْ يَكُونُ هذا؟ قَالَ: "نَعَم، فَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ الشَّبَهُ؟".
 

(وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل قال: "تغتسل". متفق عليه،زاد مسلم فقالت أم سلمة: وهل يكون هذا؟ قال: نعم ، فمن أين يكون الشبه)
بكسر الشين المعجمة وسكون الموحدة وبفتحهما لغتان، اتفق الشيخان على إخراجه من طرق عن أم سلمة، وعائشة، وأنس، ووقعت هذه المسألة لنساء من الصحابيات: لخولة بنت حكيم عند أحمد، والنسائي، وابن ماجه، ولسهلة بنت سهيل عند الطبراني؛ ولبسرة بنت صفوان عند ابن أبي شيبة.
والحديث دليل على أن المرأة ترى ما يراه الرجل في منامه، والمراد إذا أنزلت الماء، كما في البخاري: "قال: نعم إذا رأت الماء". أي المني بعد الاستيقاظ؛ وفي رواية: "هنّ شقائق الرجال".
وفيه: ما يدلّ على أن ذلك غالب من حال النساء كالرجال. ورد على من زعم أن مني المرأة لا يبرز. وقوله: "فمن أين يكون الشبه؟" استفهام إنكار، وتقرير أنّ الولد تارة يشبه أباه، وتارة يشبه أمه وأخواله، فأيّ الماءين غلب كان الشبه للغالب.