وعن رافِع بن خديج رضي الله عنه قالَ: قالَ رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "أَصْبِحُوا بالصُّبْحِ فإنّه أعظمُ لأجوركم" رواهُ الخمسة. وصححهُ التِّرمذي وابنُ حِبّانَ.
 

(وعن رافع بن خديج قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "أصبحوا بالصُّبح) وفي رواية: "أسفروا" (فإنه أعْظم لأجوركم". رواه الخمسة، وصححه الترمذي، وابن حبان) ، وهذا لفظ أبي داود.
وبه احتجت الحنفية على تأخير الفجر إلى الإسفار. وأجيب عنه: بأن استمرار صلاته صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بغلس، وبما أخرج أبو داود من حديث أنس: "أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أسفر بالصبح مرة، ثم كانت صلاته بعد بغلس، حتى مات"، يشعر بأن المراد: بأصبحوا غير ظاهره، فقيل: المراد به تحقق طلوع الفجر، وأن أعظم ليس للتفضيل، وقيل: المراد به إطالة القراءة في صلاة الصبح، حتى يخرج منها مسفراً. وقيل: المراد به الليالي المقمرة؛ فإنه لا يتضح أول الفجر معها؛ لغلبة نور القمر لنوره، أو أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فعله مرة واحدة لعذر، ثم استمر على خلافه، كما يفيده حديث أنس.
وأما الرد على حديث الإسفار بحديث عائشة عند ابن أبي شيبة، وغيره بلفظ: "ما صلى النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم الصلاة لوقتها الآخر، حتى قبضه الله" فليس بتام؛ لأن الإسفار ليس اخره وقت صلاة الفجر، بل اخر ما يفيده.