عاشوراء
 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و كفى ، و أشهد أن لا اله الا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبد الله و رسوله صلى الله عليه و على اله و صحبه الغر المحجلين ـ

أما بعد :ـ

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم الحرام ـ أول الشهور القمرية ـ و هو يوم عظيم كان فيه هلاك فرعون و نجاة موسى و من معه من بني اسرائيل

هذا اليوم العظيم كانت فيه تلك المعجزة الخارقة التي صير الله فيها ماء البحر فرقا كالطود العظيم بعد أن لحق جند فرعون و هامان بموسى و من معه من بني اسرائيل فكان البحر أمامهم و العدو من خلفهم و لم يكن ثمة سبيل للخلاص من الحتف الا حبل الله المتين الذي اعتصم به نبي الله موسى عليه السلام دون ريبة رغم قول من كان معه : انا لمدركون ، فأجابهم القول : كلا ان معي ربي سيهدين و على الفور أتاه الله بمدده المتألف من كلمتين يفعل الله بهما ما يشاء اذا قال للشئ : كن فيكون و أمره الحق سبحانه بأن يضرب بعصاه البحر لينفلق الى فرق كل فرق كالطود العظيم ، جعل الله في كل منها طريقا يبسا أمنا تعبره بني اسرائيل و يفتن الله فيه فرعون و جنده بأن يغرقه و من معه في اليم

هذا اليوم العظيم صامه موسى عليه السلام شكرا لله على نعمته تلك فصامته يهود فلما حضر النبي صلى الله عليه الصلاة و السلام المدينة قال : نحن أولى بموسى منكم و في الصحيحين عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :ـ

قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء

 فقال لهم رسول الله : { ما هذا اليوم الذي تصومونه } قالوا: ـ

هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى  شكراً لله فنحن نصومه ، ـ

فقال : فنحن أحق وأولى بموسى منكم

 فصامه رسول الله صلي الله عليه وسلم وأمر بصيامه

ثم حثنا عليه الصلاة و السلام على صيام التاسع من شهر الله المحرم فقال :ـ

روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث :ـ

لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع

ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإما مخالفةً لليهود والنصارى وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم

فتح الباري الجزء 4 الصفحة 245

لكن رغم عظمة هذا اليوم عند الله تعالى و حرمته فان حرما عظيما و اثما كبيرا قد اقترف فيه و هو استشهاد سيد شباب الجنة الحسين بن علي رضي الله عنهما ابن بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم

في كربلاء في اليوم العاشر من شهر الله المحرم الحرام لسنة احدى و ستون للهجرة النبويةقتل سبط النبي صلى الله عليه و سلم الحسين رضي الله عنه برمية سهم من شقي خبيث اسمه شمر بن ذي الجوشن و فصل بعده الرأس الزكي من الجسد الطاهر فلعنة الله على المسمى شمر بن ذي الجوشنن و على من رضي فعله ..ـ

و قصة مقتل الحسين رضي الله عنه فيها كلام أترك بقيته لموضع أخر باذن الله تعالى

كتبه الزاهد الورع