وعن أنس رضي الله عنه قالَ: قالَ رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "لا يُرَدُّ الدعاءُ بينَ الأذان والإقامة" رواهُ النسائيُّ، وصحّحهُ ابنُ خُزيْمَةَ.
 

وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّ الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ قَالَ حَينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللُّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَة، والصَّلاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمّداً الْوسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَأَبْعَثَهُ مَحْمُوداً الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ". أَخْرَجَهُ الأَرْبَعَةُ.
وعن أنس رضي الله عنه قالَ: قالَ رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "لا يُرَدُّ الدعاءُ بينَ الأذان والإقامة" رواهُ النسائيُّ، وصحّحهُ ابنُ خُزيْمَةَ.
والحديث مرفوع في سنن أبي داود أيضاً، ولفظه هكذا: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة" اهـ. قال المنذري: وأخرجه الترمذي، والنسائي في عمل اليوم والليلة اهـ.
والحديث دليل على قبول الدعاء في هذه المواطن؛ إذ عدم الرد يراد به: القبول والإجابة: ثم هو عام لكل دعاء، ولا بد من تقييده بما في الأحاديث غيره: من أنه ما لم يكن دعاء بإثم، أو قطيعة رحم. هذا، وقد ورد تعيين أدعية تقال بعد الأذان، وهو ما بين الأذان والإقامة.
قلنا: في غيره من الأدلة غنية عنه. فمنها ما أخرجه أحمد من حديث أنس: "أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم دعاه يهودي إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأكل منها" بفتح السين وسكون النون المعجمة فخاء مفتوحة أي متغيرة.
الأول: أن يقول "رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً". قال صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "إن من قال ذلك غفر له ذنبه".
الثاني: أن يصلي على النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بعد فراغه من إجابة المؤذن، قال ابن القيم في الهدى: أكمل ما يصلي به، ويصل إليه، كما علم أمته: أن يصلوا عليه، فلا صلاة عليه أكمل منها. قلت: وستأتي صفتها في كتاب الصلاة إن شاء الله تعالى.
الثالث: أن يقول بعد صلاته عليه: "اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة ات محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته" وهذا في صحيح البخاري، وزاد غيره: "إنك لا تخلف الميعاد".
الرابع: أن يدعو لنفسه بعد ذلك، ويسأل الله من فضله، كما في السنن عنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "قل مثل ما يقول" أي المؤذن "فإذا انتهيت فسل تعطه"، وروى أحمد بن حنبل عنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: أنه قال: "من قال حين ينادي المنادي: اللهم رب هذه الدعوة القائمة، والصلاة النافعة، صل على محمد، وارض عنه رضاً، لا سخط بعده، استجاب الله دعوته"، وأخرج الترمذي من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: "علمني رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أن أقول عند أذان المغرب: اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، فاغفر لي"، وأخرج الحاكم عن أبي أمامة يرفعه قال: "كان إذا سمع المؤذن قال: اللهم رب هذه الدعوة المستجابة المستجاب لها، دعوة الحق، وكلمة التقوى، توفني عليها، وأحيني عليها، واجعلني من صالحي أهلها عملاً يوم القيامة" وقد عين صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم ما يدعي به أيضاً لما قال: "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد. قالوا: فما نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة". قال ابن القيم: إنه حديث صحيح. وذكر البيهقي: أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم كان يقول عند كلمة الإقامة: "أقامها الله وأدامها"، وفي المقام أدعية أُخر.